لطالما درج البعض على تأكيد أن توم وجيري أصدقاء بحق وحقيقة. حسناً إليك الدليل على صداقتهما! فقد اشتمل شريط فيديو على مشهد لعلاقة حميمة بصورة لا يمكن توقعها بين الفأر بينط وزميله القط الذي يشاطره السكن في نفس البيت. لقد تم نشر الشريط مؤخراً من قبل صاحب الفأر والقط. وربما يخيل إليك أن ما يحدث لا يعدو كونه ما يجري بين القط والفأر بين أن لعبة القط والفأر - في هذه الحالة على الأقل - تنم عن علاقة صداقة حميمة بينهما. وقد أضيفت إلى المشهد مؤثرات صوتية مصاحبة وهو يظهر الفأر ساحباً وراءه القط الذي يدعى رانج وهما يجوبان المنزل ذهاباً وجيئة في مطاردة حميمية. ففي بداية المشهد يبدو الفأر وكأنه حشرة صغيرة. وفي إحدى المشاهد يقفز القط فوق سلة ملابس الغسيل في محاولة للإفلات من رقابة غير متوقعة - بينما يستمر بينط في المطاردة. بل إن الفأر يستدعي ابن خالته الأثير لديه ويستعديه على عدوه اللدود ليشترك معه في مطاردته. بيد أن المطاردة بين القط والفأر لا تستمر طويلاً ذلك أن بينط المثابر هو الذي يكسب ببطء في تلك المطاردة متوفقاً على زميله القط. أما القط رانج فهو يقفز فوق البساط المفروش على الأرض بينما يكون صديقه الجديد متسلقاً فوقه. ويظل الفأر الظافر ممسكاً بمخالبه في رقبة القط في عناق ودي ملؤه المرح والفرح حيث يبدو وكأنه يطبع عليه قبلة. وقد كتب صاحبهما عن العلاقة بينهما على موقعه الالكتروني قائلاً: «فأر يحب قطاً.. قط يحتمل فأراً ويتسامح معه وحبال الود تمتد بينهما. إنها علاقة مثيرة حقاً بين صنفين مختلفين - بل متنافرين - من الحيوانات: إن فأري - بينط - يقتفي أثر رانج أينما ذهب! إنه يمطره بالقبلات والمعانقة». من المؤكد أن هذه وحدة غير متوقعة تلك التي جمعت بين الفأر والقط ولكنها ليست هي المرة الأولى التي تمتد فيها حبال الوصل بين حيوانات من فصائل مختلفة. ومع أنه كان من الواضح هذا الفأر وذاك القط قد ترعرعا سوياً في نفس المنزل فقد تم رصد حالات مماثلة لوحظت في البرية. ويحدث لك غالباً بعد أن يتم فطم حيوان صغير فيصبح متعلقاً متشبثاً بحيوان أكبر. فقد تعلق الفيل ثمبا بالخروف ألبيرت بعد أن تيتم وهو لم يتجاوز الشهر السادس من العمر. وفي حالات أخرى تتعلق أصناف مختلفة ببعضها البعض بعد أن يفقد أحدها صنوه أو شريك حياته. وقد تحدث في هذا الصدد البروفسور مارك بيكوف أستاذ علم البيئة وعلم الأحياء النمائي بجامعة كولورادو قائلاً في تصريح للمجلة الفصلية التي يصدرها معهد رعاية الحيوانات: «إن من المثير للدهشة أن الحيوانات عندما ترغب تقيم علاقات فيما بينها وترتبط مع بعضها البعض».