مهرجان الجنادرية كفكرة يعتبر منجزاً حضارياً وثقافياً أفاد المملكة كثيراً على المستوى العربي والعالمي ورفع من سمعتها الثقافية بين الأمم بل إنني أكاد أقول إن هذا المهرجان قد حقق للمملكة سمعة دولية مثلما هو البترول كمصدر اقتصادي وكذلك هي الصحراء كرمز لهذه الأرض المباركة. وهذا المنجز أي الجنادرية يقف وراءه رجال آمنوا أن الثقافة والفكر يأتيان أحياناً أهم من المال لأننا تعودنا أن نصرف كثيراً على الثقافة والإعلام لرفع سمعتنا الدولية أحياناً ضد الإعلام العربي المسعور والمأجور الذي اشتهر ابان الستينيات والسبعينيات الميلادية ولكن لما قامت فكرة الجنادرية وارسلت الدعوات إلى المثقفين والمفكرين والإعلاميين ليقفوا على حقيقة المملكة تكونت قناعة راسخة لديهم في أن هذه الأرض لا تنتج البترول والمال فقط بل تنتج الثقافة والإبداع والرجال المبدعين، وفي هذه السنة بالذات اختير أحد أبناء الوطن المبدعين لعمل أوبريت الجنادرية الشهير ألا وهو الشاعر المبدع الحميدي الحربي الذي يعتبر إحدى القامات الشعرية الباسقة التي خدمت التراث والشعر والإبداع في كافة المناحي الإبداعية ومن هنا فإن كلماته ستكون بقامته وبمساحة عطائه الشعري الثر. فالحميدي يعتبر أستاذاً لجيل كامل من الشعراء الشباب الذين رعاهم وشجعهم ونشر لهم ووجههم ومن هنا فإننا على ثقة بأن أوبريت الجنادرية هذه السنة سيكون بحجم الأمل بل وبكاتبه المبدع. وما دمنا نتحدث عن الجنادرية والشيء بالشيء يذكر فإننا نقترح هذا العام أن تنسق رحلات برية وسياحية للوفود الثقافية للاطلاع على تاريخ المملكة ونسق الحياة فيها وذلك أفضل كثيراً من مكوث الضيوف الأفاضل في بهو الفندق لممارسة الثرثرة والكلام المكرر والمعاد عن الثقافة وبالطبع فكلنا ثقة بصاحب السمو الملكي الأمير الفريق متعب بن عبدالله أن يطور دوماً من فكرة تفعيل الجنادرية كحدث سنوي ترنو إليه كل الدولة وتترقب حدوثه على أرضنا الطاهرة المباركة، فهل فعلاً ستكون الجنادرية مختلفة هذا العام ذلك ما نرجوه.