يدخل الى رئتينا حوالي عشرة آلاف ليتر من الهواء ( 10آلاف ليتر) وهي ليست كلها هواء نقياً.. ونحن نقضي ما بين 12- 20ساعة يومياً في الداخل، ما بين المكتب والمنزل والمخزن.. الخ. ومختلف انواع النشاط الذي يجبرنا على أن نكون بعيداً عن الهواء النقي.. وتشكل النباتات مخزوناً من الهواء النقي تحمي الانسان والبيئة من التلوث، فكيف يمكن الاستفادة منها؟! لاحظ العلماء ان النباتات لا تعطي الاوكسجين فقط في الهواء بل تقوم بتنقيته وتسحب منه الملوثات المختلفة. وبعض انواع النباتات المهمة في هذا المجال هي النباتات الاستوائية والتي نزين بها بعض الغرف في بيوتنا ولا نعرف فوائدها البيئية. وتتميز هذه النباتات بأن لديها كل ما تحتاجه من اجل أن تعيش وتنمو وتستعمل البيئة بشكل جيد. ويقول احد الباحثين في الزراعة البيئية ان هذه النباتات كلما عرضت لعامل التلويث كانت قدرتها أكبر على مقاومته. والملوثات متعددة في محيطنا البيئي الصغير مثل الأثاث المصنوع من الخشب الجزيئات المطبوخة بطريقة صناعية، ومواد التنظيف والدخان ومواد تلميع الاثاث، وروائح الطلاء، والمواد اللاصقة والغبار.. وغيرها كثير. وتعد هذه المواد الملوثة مؤلفة من جزيئات عضوية البنزين والامونياك والترايكلور والفرومالدهايد وغيرها، وهي مواد يمكن ان تسبب حساسية جلدية أو تؤثر في المجاري التنفسية وغير ذلك من اعراض... وتدل بعض الدراسات التي اجريت في ألمانيا وهولندا واستراليا أن هناك ثلاث نباتات هي الافضل لمقاومة التلوث وهي: الدراكينا، والكلورفيتوم، والفوتوس. وقد تم اختبار هذه النباتات في ظروف تلويثية مماثلة تقريباً لظروفنا الموجودة في منازلنا، وقد ثبت ان هذه النباتات تعمل مثل المصفاة التي تنقي الهواء من تلف المواد الضارة. ويعود السر في قدرة هذه النباتات على مقاومة التلوث الى آلية التعرق في هذه النباتات، وتطلق هذه النباتات نقاطاً رقيقة تلتقط حبيبات التلوث، وتخفف من الغبار المعلق بنسبة تصل الى 20% وهذا يعني انها تخفف كثافة ما يؤدي الى الحساسية وتقلل من الميكروبات والبكتيريا بنسبة تصل الى حوالي 60% منها في غرفة داخل المنزل. ومن هذه النباتات الجيدة نبات (الصبار) الذي يخفف من الكهرباء الساكنة، وهي تعني الحالة الفيزيائية التي تشد حبيبات الغبار الى مكان ما. ويستطيع الصبار ان يخفف من الموجات الإلكترومغناطيسية الضارة التي تأتي من شاشات الكمبيوتر او التلفزيون بشكل جيد، كما انه يزيد نسبة الرطوبة ما بين 5% إلى 10% مما يعطي حالة من الراحة والاسترخاء للانسان. وتذكر دراسة نرويجية اجريت داخل المكاتب بأن وضع حوالي 12نبتة مختلفة قد خفف نسبة الحساسية بحوالي 40% ونسبة جفاف العيون والاغشية المخاطية في الجسم بحوالي 23% ونسبة الصداع وآلام الرأس عند الموظفين بنسبة 20%. إن النباتات صديق جيد ضد الحساسية وضيق التنفس، وهي مفيدة جداً لازالة التلوث سواء داخل المنزل او خارجه كما انها حليف قوي لرفع الروح المعنوية وتحسين المزاج. ويبدو ان اطباء الجسم والنفس سوف يشجعون مرضاهم على العناية بالنباتات من اجل تقليل نسبة التلوث في البيئة وتحسين الصحة العامة للانسان.