المنازل وما تحتويه من عشرات الملوثات المسؤولة عن العديد من أمراض الجهاز التنفسي والقلب والحساسية والأورام السرطانية المتنوعة، فضلا عن أنها تسبب الوفاة.. كما ان عمليات الطهي من أهم مصادر ملوثات المنازل، حيث ينبعث منها العديد من الغازات، والأبخرة، والجسيمات ذات التأثير الكبير على الصحة العامة لجسم الإنسان، كما يطلق عليها لقب «القاتل الصامت» بسبب مخاطرها. وتتفاقم هذه المشكلة في حال عدم توفر الأفران النموذجية، وضعف التهوية في المنزل. وينبعث من عمليات الطهي العديد من الغازات والمواد السامة مثل: غاز أول وثاني أوكسيد الكربون، أكاسيد الكبريت، الميثان، جسيمات الفحم، مواد هيدروكربونية «بعضها مواد مسرطنة مثل البنزوبايرين». وتقدر منظمة الصحة العالمية، بأن نحو 2500 مليون شخص يتعرضون إلى مستويات مرتفعة من غازات الطهي في منازلهم، وأن نحو مليونين من حالات الوفاة سنويا تعود جذورها إلى تلوث المنازل بالغازات، والجسيمات المنبعثة من الطهي. أن عمليات التدفئة سبب آخر في ملوثات المنازل التي تنجم عن احتراق الأنواع المختلفة من الوقود لغرض تدفئة المنازل التي تسبب متاعب متنوعة للإنسان، مثل: الصداع، الدوخة، الإعياء، تحرش العيون، الجهاز التنفسي، ضيق في التنفس، السعال المزمن. ونتيجة لاحتراق هذه المواد، فإنه ينبعث إلى أجواء المنزل العديد من الملوثات التي تبقى لفترات طويلة، مثل: أكاسيد الكربون والكبريت، الجسيمات العالقة، القطران، والميثان. ووفقا للدراسات فأن دخان التبغ يحتوي على العشرات من المواد الكيميائية، تصل إلى 4000 مادة كلها ضارة، ثبت أن منها 43 مادة مسرطنه يتعرض لها المدخنون، ومن يشاركونهم في المكان، دون أن يدخنوا. وينبعث من التدخين العديد من المواد الكيميائية، مثل: النشادر، الأكرولين، أول أوكسيد الكربون، الفورمالدهيد، النيوكتين، أكاسيد النيتروجين، الفينول، سيانيد الهيدروجين، ثاني أوكسيد الكبريت، ومواد هيدروكربونية حلقية متطايرة. واضافت الدراسة ان حيوانات المنازل تحمل أشكالاً مختلفة من الملوثات التى تتطاير في المنازل عن طريق، الشعر، القشور المتساقطة من جلدها، الريش، اللعاب، البول، الفضلات، وأجزاء هياكل الحشرات خاصة الصراصير. ويتسبب الأثاث الجديد ايضا في عدد من الملوثات في المنازل، مثل: السجاد الذي يعتبر مصدر للفورمالدهيد، وجسيمات الغبار، والجسيمات المتساقطة، منتجات النجارة خاصة الخشب المضغوط، ودهانات الأثاث. وتلوث مواد البناء المنازل ، كما يندرج ضمن ذلك وجود التحف المنزلية المحتوية على الريش. كما يسبب استخدام المبيدات المتنوعة للقضاء على الحشرات، والقوارض، والفطريات، خطراً كبيراً على الأطفال في المنازل لاستنشاق جسيماتها التي يبقى جزء منها عالقاً بأجواء المنزل وتصل مستويات المواد العضوية المتطايرة أثناء طلي جدران المنازل بالدهانات، والمذيبات والورنيش والتى تعتبر احد الملوثات للمنازل كما جاء فى الدراسة، إلى نحو 100 ضعف مستوياتها خارجه، كما أن هناك بعض الدهانات تحتوي على مركبات الرصاص، خاصة الدهانات المائية من نوع اللاتكس، ما يؤدي إلى تطايرها في الهواء. ويعتبرالإنسان مصدرا للتلوث في المنزل، لحملة بعض الغازات الضارة مثل: ثاني أووكسيد الكربون، البكتيريا، الفطريات، الفيروسات، الطفيليات، وإطلاقه بعض الروائح الحيوية. كما يتسبب نمو بعض الفطريات على بعض المواد الغذائية المخزنة مثل: الحبوب، الأرز، المكسرات، في إنتاج سموم فطرية تلوث الغذاء، ومن أشهر هذه السموم «الأفلاتوكسين»، وهي تنتج من نمو فطر «الأسبرجلس فلافس»، على الأرز، والحبوب، والمكسرات، وعلف الحيوانات، عند توفر درجة الحرارة والرطوبة المثلى في المخازن التي تحتويها، وهي تسبب سرطان المعدة، الرئة، والكبد. وإلى جانب ذلك تدخل ملوثات خارجية الى المنزل، وهي غازات سامة من عوادم السيارات والمطاعم القريبة تدخل عبر النوافذ والأبواب. كما ان الغبار المنزلي الذى ينتج من مصادر داخل المنزل، احد مصادر الملوثات المنزلية. * وقفة : يا خلود البيئة يا خالدة في قلبي: كم نحن محتاجون لكثير من الثقافة البيئية المنزلية وتوعية العقول [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعه ام القرى بمكة المكرمة رئيس فرع جمعيه البيئة السعودية بمكة المكرمة