يدخل الى رئتينا حوالي عشرة آلاف ليتر من الهواء ( 10آلاف ليتر) وهي ليست كلها هواء نقياً.. ونحن نقضي ما بين 12- 20ساعة يومياً في الداخل، ما بين المكتب والمنزل والمخزن.. الخ. ومختلف انواع النشاط الذي يجبرنا على أن نكون بعيداً عن الهواء النقي.. والأطفال عرضة للإصابة بمرض الحساسية الصدرية بشكل كبير؛ ويعود ذلك بسبب كون الجهاز التنفسي للطفل حساساً لدرجة كبيرة خاصة عند تعرضه لبعض العوامل التي تساعد على تفاقم مشكلة الحساسية. يقول الدكتور عز الدين سعفان استشاري أمراض صدرية بالقاهرة إن الربو بشكل خاص يحدث نتيجة تخرش الجهاز التنفسي بمادة معينة، كالغبار، ودخان السجائر والمحروقات، ورائحة الأصباغ والعطور، أو بسبب عوامل مناعية وهي عبارة عن مواد تسمى "المؤرجات" مثل غبار الطلع، والصوف، وريش الطيور والحيوانات، وعث الفراش والموكيت والستائر حيث تتحد تلك المواد على سطح القصبات الهوائية وتؤدي إلى تحرير وإطلاق العديد من المواد وبالتالي يحدث التهاب موضعي لجدران القصبات الهوائية يؤدي إلى تضييقها، وخاصة في فترات الليل والصباح ويكون تنفس الطفل المصاب صعباً وعلى شكل صفير مميز، والأطفال حديثو الولادة لأمهات مدخنات لم يمتنعن عن التدخين خلال فترة الحمل، وأيضاً الأطفال الرضع خلال مراحل الطفولة الأولى الذين تعرضوا للتدخين السلبي، هم مؤهلون وبشكل كبير للإصابة بالربو هذا المرض الخطير. وأوضح د. سعفان انه في بعض الحالات يحتاج الأطفال المصابون بالربو للدخول إلى غرفة العناية المركزة نتيجة لشدة الأزمة التي يتعرضون لها، وفي حال تعدد وتكرار معاودة الأزمة فيفضل استعمال علاج وقائي بالإضافة إلى بخاخ الفنتولين كموسع للشعب الهوائية، وأيضاً استخدام الكورتيزون الذي لا يخلو من الأضرار الجانبية كتأثيره على النمو وارتفاع السكر بالإضافة إلى تأثيره على النظر وتكوين الماء الأبيض في العين، لهذا وجد علاج مساعد يسمى بالسنقولير أو مضاد الليكوترينز وهو عبارة عن حبوب قابلة للمضغ للأطفال فوق 6سنوات يستعمل في الحالات البسيطة إلى المتوسطة كعلاج وقائي للتقليل من الأضرار المترتبة على الاستعمال المتكرر للكورتيزون. ويمكن الحد من الإصابة بمرض الربو عن طريق القيام ببعض الإجراءات الوقائية، كتجنيب الطفل دخان السجائر في البيت، وعدم تربية الحيوانات ذات الفراء كالقطط والكلاب، والحد من الغبار المنزلي بغسل أغطية الأسرة والبطانيات والستائر بشكل دوري، واستعمال أجهزة تنقية الهواء وبشكل خاص في البيئة الحارة، فلهذه الأجهزة الأهمية الخاصة في سلامة البيئة الداخلية للمنزل من المواد المخرشة والجراثيم وخلافه. وقفة : أيتها البيئة الخالدة في قلبي: هناك نباتات لها السر في قدرة هذه النباتات على مقاومة التلوث الى آلية التعرق في هذه النباتات، وتطلق هذه النباتات نقاطاً رقيقة تلتقط حبيبات التلوث، وتخفف من الغبار المعلق بنسبة تصل الى 20% وهذا يعني انها تخفف كثافة ما يؤدي الى الحساسية وتقلل من الميكروبات والبكتيريا بنسبة تصل الى حوالي 60% منها في غرفة داخل المنزل. [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعه ام القرى بمكة المكرمة مستشار الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة رئيس فرع جمعيه البيئة السعودية بمكة المكرمة