اتفق المتحدثون في المنتدى العربي لحماية المستهلك من الغش التجاري والتقليد الذي بدأ جلساته الصباحية لليوم الثاني بفندق هلتون جدة على ضرورة ابتكار آليات أكثر إنقاذا لمحاربة ما أسموه (عولمة الغش) نظراً لتطور أساليب التقليد والغش حتى طال الدم البشري والفواكه والأدوية وأصبح خطراً يهدد كافة جوانب الحياة. وذكر كريستوف زيمرمان منسق مكافحة الغش التجارية في منظمة الجمارك العالمية إحصاءات تتمثل في اتساع الفارق بين حركة التجارة العالمية وموظفي الجمارك مؤكداً على ضرورة تأسيس فِرق متخصصة تستهدف تغير تقنيات الغش التجاري مشيراً إلى تعزيز قدرات مؤسستهم ب 30خبيراً في هذا الجانب. فيما أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية فورد فراكر على ضرورة وضع قوانين لحماية الحقوق والحفاظ على الملكية الفكرية مشيداً بالقوانين التي وضعتها المملكة العربية السعودية والإمارات في مجال حماية الحقوق الفكرية منوهاً بمبادرة أمريكية سعودية أطلقت في هذا الشأن مشيراً إلى أنه سوف يتم عقد اجتماع خلال الشهور القادمة بين المملكة وأمريكيا بشأن حماية الملكية الفكرية. وتحدث في الجلسة التي عقدت وهي تحمل أسماً لعنوان شامل (نظرة وتوجيهات المنظمات والهيئات الدولية) الدكتور طلال أبو غزالة رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمنظمة طلال أبو غزالة مطالباً بوضع نظام لحماية المؤشرات الجغرافية وحماية الأسماء المشهورة مستشهداً ببعض المناطق الجغرافية المستهدفة كالبتراء ومكة المكرمة باعتبارها تحمل قدسية خاصة وأبدى أبو غزالة استعداد منظمته للتعاون مع الجامعة العربية لوضع نظام لحماية المؤشرات وإنشاء بنك معلومات منوهاً بإمكانية إقامة اتفاقية عربية بينية لحماية المؤشرات الجغرافية إلى ذلك أبدى كريستوفر استعداد منظمة الجمارك العالمية بتقديم الدعم والمساندة لمبادرة الدكتور أبوغزاله. كما تحدث في الجلسة التي أدارها الدكتور محمد التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية رئيس الفريق التفاوضي السعودي في منظمة التجارة العالمية الدكتور فواز العلمي الذي أكد بدوره أن ديننا الحنيف سبق الجميع في رعاية وحماية حقوق الملكية الفكرية معبراً عن أسفه للوم الذي تطلقه المؤسسات الدولية على الدول الإسلامية خاصة وأن المجمع الفقهي أشار إلى أن أحكام الشريعة تحرم التعدي على حقوق الغير. وعدد العلمي ما يسببه الغش التجاري من دمار في العالم حيث يتسبب في 65% من حرائق المنازل و25% من انهيار المنازل و35% من حوادث الطرق ويؤدي إلى وفاة أكثر من مليون نسمه سنوياً، منوهاً إلى أن قيمة الغش التجاري بلغت في العالم الماضي 780مليار دولار أمريكي على مستوى العالم كان نصيب العالم العربي منها 56مليار دولار. وشدد العلمي على ضرورة تطبيق الأنظمة بصرامة واحترام المعاهدات الدولية ودعا الجامعة العربية إلى إدراج ذلك ضمن أجندتها. وفيما أكد السفير الأمريكي على ضرورة تعزيز أدوار الجهات ذات العلاقة لحماية العالم من الغش التجاري كما أشار كريستوفر إلى أهمية تغيير المنهج ونقله من النظرية إلى التطبيقية وأن نكسب الرهان على الأرض، مشيراً إلى أن الهند صادرت بين يناير ويوليو 2005ما مقداره (6) أطنان من مكونات الفياجرا (43) مليون حبه، منوهاً إلى أن الغش التجاري طال كل شي حتى (التفاح) حيث بلغ حجم المبيدات الحشرية المقلدة فقط (500) طن معدداً أمثلة للغش التجاري في الأدوية ومحطات البنزين والعديد من المنتجات التي نكاد نلمسها يومياً في حياتنا واستطرد قائلاً (لم يبق شيء لم يطله التقليد إلا رأس اللاعب الفرنسي من أصل عربي زيد الدين زيدان) في إشارة للحادثة الشهيرة أبان مباراة في كأس العالم. وأنه لا يمكن التحكم في 400مليون حاوية في محيطات العالم و 2.5بليون حزمة بريدية وعدد موظفي الجمارك يبلغ 800ألف موظف فقط.. وعدد العلمي التحديات التي يواجهها العالم في الأمن الدولي والمضاربات على النفط والاحتباس الحراري وأوصى العلمي في ختام حديثه بضرورة تطبيق الأنظمة بصرامة ومكافأة المبادرين بالكشف عن الغش التجاري. فيما أكد لوك ديفان ممثل الاتحاد الأوربي أن الاتحاد ألأوربي طور نظام خاص لحماية الملكية الفكرية وأبدى استعداد الاتحاد الأوربي للتعاون مع المبادرة التي أطلقها أبو غزاله في مجال حماية المؤشرات الجغرافية والأسماء المشهورة مشيراً إلى أن 20% من البضائع المقلدة تأتي من الصين وأن هناك عدد من الدول مثل الإمارات والهند وتركيا تعاني من الظاهرة. الجلسة الثانية: ترأس الجلسة الثانية التي حملت عنوان الخطط والسياسات والمبادئ معالي الأستاذ نبيل أمين ملا مدير عام الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس. وتحدث في البداية الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله بن عثيمين الرئيس التنفيذي لشركة حماية فأكد على أن التوعية من الغش التجاري أمر مهم معتبراً أن تلك الآفة أفضل بالنسبة لضعاف النفوس داعياً لوضع البرامج التوعية من أجل القضاء على تلك الظاهرة. وشدد على تفعيل التعاون والتنسيق مع من سبقنا في مكافحة الغش التجاري وراء أن الغش هو مشكلة عالمية لايمكن القضاء عليه أنما الحد منه كاشفاً عن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية استطاعت أن تحد من الغش التجاري في السنوات العشر الأخيرة. وأعتبر أن المنتدى هو الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح وقال أن مكافحة الغش التجاري مسئولية كل بلد وكل فرد مطالباً بإيقاف الغش في الملكية الفكرية متمنيا تكاتف الجهود من أجل القضاء على هذه الآفة. وشدد الأستاذ علي الفرماوي نائب رئيس مايكروسوفت في الشرق الأوسط وأفريقيا على أن تكنولوجيا المعلومات تلعب دوراً كبيراً في المعرفة وتطوير الأداء الحكومي وتقديم خدمات بصورة أفضل للمجتمعات وأكد أن التوعية تبدأ من المدارس مطالباً بتعاون بين القطاع العام والخاص من أجل وضع الحلول الكفيلة للقضاء على الغش التجاري. الأستاذ محمد شلتوت خبير الملكية الفكرية في سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقاهرة قال ان المعتدين على الحماية الفكرية يستغلون تشتت الجهود بين الدول والافتقار لبنك معلومات مطالباً بآلية لتبادل المعلومات بين الدول تكون سريعة وفعالة وقال أن المملكة العربية السعودية مقتنعة بأهمية الموضوع وتسعى بحرص وجدية لتطبيقها. السيد تود ريفيز ممثل مكتب براءة الاختراع والعلامات التجارية الأمريكية قال ان القراصنة يحصلون على أرباح مضاعفة والقلة منهم يتعرضون للملاحقة. وقال أن مكتب برءاة الاختراع يتبع برامج عديدة منها بناء القدرات في الدول ومحاولة إشراكها في مناقشة تلك البرامج وأكد على أن الرئيس الأميركي وقع قرارا بتكليف منسق لوضع السياسات في مجال الحماية الفكرية والتأكد من تنفيذها وامتدح ورشة التدريب مع الجمارك السعودية وقال إن المشاركين أظهروا عن رغبة جدية في تطوير قدرات مكافحة الغش التجاري.