أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير العدل السوداني عبدالباسط سبدرات أن وزراء العدل العرب سوف يعقدون اجتماعا طارئا يوم "الأحد" المقبل بمقر الأمانة العامة للجامعة للنظر في الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية. وقال موسى، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير العدل السوداني عقب لقائهما الليلة قبل الماضية بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة: إنه يجري حاليا الإعداد لهذا الاجتماع الذي يبحث في النواحي القانونية للنزاع بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية. وأضاف موسى أنه تحدث مع وزير العدل السوداني خلال اللقاء حول الوفد الذي يمثل اللجنة الوزارية العربية المكلفة من قبل مجلس جامعة الدول العربية لرعاية المحادثات بين حكومة السودان والحركات المسلحة في دارفور، والذي سيتوجه خلال الأيام الثلاثة المقبلة إلى الخرطوم لإستئناف المباحثات التي جرت في نيويورك مع الأطراف المعنية خاصة الاتحاد الافريقي والسودان واللجنة المشكلة لمتابعة هذا الموضوع. وأشار إلى أن الهدف من هذه الزيارة هو التعامل مع التطورات الخاصة بقضية دارفور ذات العلاقة بالمحكمة الجنائية الدولية. وأكد موسى أن هناك آفاقا جديدة لبوادر حل أزمة دارفور ظهرت من خلال التعاون المكثف والتحرك المشترك بين الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقي والاتصال بالحكومة السودانية وتنشيط عمل اللجنة طبقا لحزمة الحل الذي تم الاتفاق عليها بين الجامعة العربية والحكومة السودانية. ورداً على سؤال بشأن مدى التقدم في تنفيذ حزمة الحل، أكد موسى أن هناك تنفيذا لحزمة الحل فيما يتعلق بالنواحى القانونية لموضوع الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية. ولفت موسى إلى أن وزير العدل السوداني تحدث خلال اللقاء عن تعديل القانون الجنائي السوداني وأن هذا سوف ينظر في غضون أيام في البرلمان السوداني لإقرار إدخال عدد من الجرائم التي نصت عليها الوثيقة الاساسية للمحكمة الجنائية الدولية والتي كانت الجامعة العربية قد طلبت من الدول الأعضاء إدراجها في قوانينها. وأوضح أن هناك إجراءات يقوم بها المدعي الخاص المعين لموضوع دارفور من حيث تلقيه الشكاوى والطلبات المقدمة من المواطنين، مشيرا أيضا إلى أن هناك الكثير من المتهمين تحت التحفظ أو في الحبس ومنهم "علي كوشيب" وردا على سؤال حول مدى التقدم في ملف دارفور كملف حقوقى، قال موسى: إن ملف دارفور ليس ملفا جزئيا بل هو ملف كبير جدا يتعلق بعملية سلام وعملية سيادة وفيه أيضا مشكلة إنسانية، وبالتالي لا نستطيع أن نتكلم عن ملفات جزئية وينبغي ألا يعطل أي ملف منهم الملف الآخر وبالأخص لا يعطل التقدم في الملف السياسي لحل مشكلة دارفور. ومن جانبه، قال وزير العدل السوداني عبدالباسط سبدرات: إن الاجتماع الطارئ لوزراء العدل العرب يوم "الأحد" المقبل بمقر الجامعة العربية سيعد من الدعامات الأساسية للسودان في الأزمة، مؤكدا ثقة بلاده المطلقة في الجامعة العربية باعتبارها بيت العرب. كما أكد ثقة بلاده في الجهود التي يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية بشأن السودان، مشيرا إلى أن قضايا السودان تعد واحدة من القضايا الأساسية التي تضطلع بها الجامعة العربية. وأعرب سبدرات عن سعادته بالزيارة التي سيقوم بها الوفد الذي يمثل اللجنة الوزارية العربية إلى السودان نهاية هذا الأسبوع لمواصلة تطبيق حزمة الحل، وقال: إننا نؤكد اتفاقنا حول كافة الخطوات لإنفاذ هذه الحزمة. وردا على سؤال حول ما الذي سيفعله السودان إذا ما أصر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على اتهاماته للسودان والرئيس البشير، قال وزير العدل السوداني عبدالباسط سبدرات : إن المدعي العام خرج من إطاره القانوني والقضائي وأصبح الآن رجل فضائيات وسماوات مفتوحة وهذا يتعارض تماما مع عمله الأساسي كقاض. وأضاف: "أن القضية حين تكون معروضة أمام القضاء ينبغي ألا تعرض على أجهزة الإعلام لأن هناك تأثيرا على هذه الأجهزة، حيث يدان الشخص من قبل أجهزة الإعلام من مدع لم يقدم قضيته بعد إلى المحكمة، لذلك نعتقد أن هذا السلوك نفسه هو الذي يجعلنا لا نتعامل مع هذه المحكمة".