لوح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الجمعة بشن "عملية عسكرية قاسية" على قطاع غزة. وغداة مقتل مدني الخميس في جنوب اسرائيل في انفجار قذيفة هاون اطلقت من غزة وتبنت اطلاقها كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة واصل الجيش الاسرائيلي عملياته في القطاع. وصرح اولمرت في مطار بن غوريون في تل ابيب لدى عودته من واشنطن "نظرا للمعلومات (المتوافرة) ترجح كفة عملية عسكرية قوية". وقال ان الحكومة الاسرائيلية "تدرس كل امكانية للتوصل الى هدوء تام يحقق السلام لسكان جنوب (اسرائيل) بدون الدخول في نزاع عنيف مع منظمات ارهابية في غزة" - على حد زعمه -. لكنه شدد على انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق فان اسرائيل قد تضطر الى شن عمليات "اكثر عنفا وقسوة". وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي انهى استعدادته لشن هجوم واسع النطاق على قطاع غزة لكنه لا ينوي احتلاله مجددا بعد ان انسحابه منه عام 2005.وقبل مغادرته واشنطن الخميس اعتبر اولمرت "اننا اقرب الى عملية عسكرية من اي حل اخر" في اشارة الى جهود الوساطة التي تبذلها مصر مع حماس للتوصل الى تهدئة. كذلك لوح وزير الحرب ايهود باراك في اليوم نفسه بعملية عسكرية "وشيكة جدا في غزة" موضحا انها قد تسبق اتفاق هدنة. وفي ظل تعالي الأصوات الإسرائيلية السياسية بضرورة شن عملية عسكرية موسعة ضد قطاع غزة، تواصل العدوان الإسرائيلي في القطاع حيث استشهد مواطن فلسطيني وأصيب 13اخرون بجراح بينهم طفل رضيع في قصف إسرائيلي فجر أمس الجمعة استهدف موقعاً للأمن الداخلي، التابع لداخلية الحكومة المقالة، غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة وعمليات اطلاق نار نفذها جيش الاحتلال شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان المواطن خليل سكر 27عاما استشهد برصاص قوات خاصة اسرائيلية كانت تتوغل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وقال شهود عيان ان المواطن سكر هرع الى انقاذ اثنين من الجرحى اصيبا فاطلق الجيش الاسرائيلي النار نحوه ونحو عدد اخر من المواطنين ما رفع عدد الجرحى الى اربعة. في المنطقة المذكورة. وقالت مصادر في مستشفى "الشهيد كمال عدوان" في بيت لاهيا، أنه تم نقل تسعة جرحى من مكان القصف، فيما وصفت حالتهم بين الطفيفة والمتوسطة. وقال شهود عيان إن طائرة "أف 16" إسرائيلية أغارت على الموقع الكائن في منطقة العطاطرة غرب البلدة، بصاروخ واحد، ما أدى إلى تدميره بشكل شبه كلي، فيما أدى القصف إلى إصابة محول كهربائي يغذي مناطق واسعة من البلدة وشمال القطاع، ما أسفر عن انقطاع التيار الكهربي عن المكان. وفي غارة أخرى قصفت طائرات مروحية اسرائيلية ورشة حدادة تعود لعائلة المصري في حي الدرج وسط مدينة غزة، وقال شهود عيان ان القصف المذكور ادى الى تدمير الورشة المذكورة فيما لحقت اضرار مادية بالبيوت المجاورة. إلى ذلك أعلنت الاذاعة الإسرائيلية ان جنديا اصيب بجراح متوسطة، قرب الشريط الحدود شمال قطاع غزة، فجر أمس الجمعة. واعترفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان لها بقنص جندي اسرائيلي واستهداف قوة خاصة شرق الشجاعية بقذيفة "ار .بي.جي". كما وتبنت القسام خوض اشتباك مسلح مع قوة خاصة اسرائيلية شرق الشجاعية واستهدافها ب 40قذيفة هاون، وذكرت اسرائيل ان الجندي نقل الى مستشفى سوروكا في بئر السبع لتلقي العلاج. كما استشهدت الطفلة آية حمدان النجار 8أعوام عصر أمس الأول الخميس في غارة إسرائيلية استهدفت منزل على مدخل بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة. ووفقاً لما رواه شهود العيان فإن الطفلة آية وجدت مقطعة أشلاء جراء إصابتها بشظايا صاروخ أطلقته طائرة مروحية إسرائيلية باتجاه منزلها، كما أصيبت والدتها بجراح خطيرة في الرأس، حيث تم نقلهما إلى مستشفى ناصر بخانيونس. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد هدمت صباح أمس منزلين في بلدة عبسان الجديدة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد أن قامت بعمليات تجريف واسعة في أراضي المواطنين، كما استولت قوات اسرائيلية خاصة على منزل المواطن رحاب أبو لطيفة وحولته إلى نقطة عسكرية. وكانت جرافات الاحتلال معززة بقوة عسكرية وعدة آليات توغلت في بلدة عبسان الجديدة وسط إطلاق نار كثيف وشرعت بعمليات تجريف واسعة في أراضي المواطنين المزروعة بأشجار الزيتون. في سياق آخر وعلى صعيد الشأن الداخلي الفلسطيني، قتل شرطي وثلاثة من كبار تجار المخدرات في قطاع غزة، إثر مهاجمة قوة من شرطة مكافحة المخدرات ل"وكر مخدرات" في حي الشعف شرق مدينة غزة، حسب اعلان الشرطة. من جهة اخرى ذكرت مصادر طبية واللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار امس الجمعة أن مريضة توفيت في قطاع غزة جراء منعها من السفر لتلقي العلاج في الخارج بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع. وذكر الناطق باسم اللجنة رامي عبده في بيان صحفي تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه "أن المواطنة رانيا عبد السلام ثابت (20عاما) من سكان شمال قطاع غزة توفيت جراء معاناتها مرض السرطان وعدم تمكنها من السفر للعلاج الخارجي". وأوضح عبده أن المريضة كانت بحاجة لتناول الجرعات الدوائية اللازمة لوقف التدهور في صحتها جراء إصابته بمرض السرطان ونقص الأدوية في قطاع غزة المحاصر منذ نحو عام. وبوفاة هذه المريضة يرتفع عدد المرضى المتوفين جراء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 180حالة.