حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الأحد المقبل في الخامس والعشرين من ايار - مايو الحالي موعداً لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للبنان على ما جاء في بيان صادر عن البرلمان أمس. وسيجري الانتخاب عند الساعة 17.00بالتوقيت المحلي ( 14.00تغ) وفق بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس النواب. وجاء في البيان "قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تقريب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية من يوم الثلاثاء الواقع في 10حزيران - يونيو 2008إلى يوم الأحد المقبل الواقع في 25ايار - مايو 2008في تمام الساعة الخامسة مساء. ويأتي الانتخاب تطبيقاً لاتفاق الدوحة الذي انجز الاربعاء بين الموالاة التي يدعمها الغرب ودول عربية بارزة والمعارضة التي تساندها دمشق وطهران. يذكر بأن بري أعلن عند تحديد موعد العاشر من حزيران - يونيو انه "في حال التوصل إلى نتيجة ايجابية من خلال الحوار سيصار إلى تقديم موعد الجلسة فوراً". وبذلك سيتم انتخاب العماد سليمان رئيساً في المواعد الواحد والعشرين الذي يتقرر لملء هذا المنصب. وكان بري قد حدد عشرين موعداً حتى اليوم منذ بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس في ايلول - سبتمبر الماضي. ولايزال مقعد الرئاسة شاغراً منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في الرابع والعشرين من تشرين الثاني - نوفمبر الماضي. إلى ذلك دعت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية القيادة اللبنانية إلى تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة لإنهاء الأزمة السياسية التي دفعت لبنان إلى شفا حرب أهلية. وقالت رايس في بيان :"إننا نعتبر هذا الاتفاق خطوة إيجابية باتجاه حل الأزمة الحالية". وكان الفرقاء اللبنانيون توصلوا إلى اتفاق بعد أيام من المفاوضات التي تمت برعاية الحكومة القطرية في الدوحة والذي يتضمن انتخاب رئيس جديد للبلاد خلال الأيام القليلة المقبلة. وينص اتفاق الدوحة على انتخاب رئيس جديد للبلاد فورا من قبل البرلمان، وتشكيل حكومة جديدة، وتعهدت الأطراف المتناحرة بإعادة النظر في القوانين الانتخابية اللبنانية للمساعدة في الحيلولة دون حدوث أزمات أخرى في المستقبل. من جانبها اعتبرت صحف لبنانية أمس ان اتفاق الدوحة الذي انجز الاربعاء بين الموالاة المدعومة من الغرب والمعارضة التي تساندها سوريا وايران شكل تسوية متوازنة بين الطرفين مركزة على ان الرابح الأكبر فيها هو لبنان. وكتبت صحيفة "السفير" المعارضة "يقر الطرفان ان ما تم من تسوية على الطريقة اللبنانية لم يخرج فيها أحد منتصراً بالكامل أو مهزوماً بالكامل". وأضافت "الموالاة اعتبرت انها حققت مكسباً بإعادة بناء الدولة وجعل سلاح حزب الله موضوعاً حاضراً في كل نقاش واجتماع، والمعارضة اعتبرت انها استطاعت الفوز بقانون انتخاب يشكل مدخلاً إلى تصحيح التمثيل وإعادة التوازن إلى السلطة. وعنونت صحيفة "النهار" الموالية "الاتفاق يكرس توازن المكاسب والتنازلات". ورأت "النهار" ان المعارضة "حصلت على مطلبها الجوهري المتمثل بالثلث المعطل (في الحكومة) فيما نالت الغالبية "مطلبها الجوهري ايضاً المتمثل ببند الامتناع عن العودة إلى استعمال السلاح واطلاق الحوار حول حصر السلطتين الأمنية والعسكرية بيد الدولة، وان قانون الانتخاب شكل منعطفاً رضائياً للفريقين". وأضافت انه اتفاق "كفيل بنقل لبنان من حقبة إلى أخرى بل من عصر سياسي إلى عصر آخر". وأوجد الاتفاق الذي انجز بمشاركة وضمانات عربية حلاً لانتخابات قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع فيها المعارضة بالثلث المعطل الذي طالما اصرت عليه ورفضته الموالاة، اضافة إلى التوافق على قانون انتخابي. ووضع الاتفاق كذلك آلية للبحث في قضية السلاح غير سلاح الدولة، أي سلاح حزب الله، التي انطلقت في الدوحة ويستكملها الرئيس الجديد بمشاركة الجامعة العربية. من ناحية أخرى ركزت الصحف اللبنانية على اجواء الفرح التي سادت بعد اعلان الاتفاق وعلى رهان المواطنين على تحسن الوضع الاقتصادي خصوصاً مع موسم الصيف. وكتبت "النهار" بيروت تتحرر من الاعتصام والبورصة تقفز ورياح الانفراج تعد بموسم اصطياف زاهر. وأضاف "انقلب المشهد ايذاناً بانفراج سياسي وأمني واقتصادي وسياحي على مشارف صيف واعد".