أشار حمد بن عبدالله القسومي المشرف على "43" مقبرة في بريدة ومغسل الأموات إلى أن مقبرة الموطأ الجديدة والتي تقدر مساحتها ب 145.000متر مربع، والتي بدأ الدفن فيها بتاريخ 1427/1/1ه، وكان أول شخص دفن فيها هو المواطن عبدالرحمن الجمحان عن عمر يناهز 107أعوام - رحمه الله -. وأضاف القسومي بأن عدد المدفونين في المقبرة قد بلغ أكثر من ثلاثة آلاف وستين شخصاً. وقال القسومي بأن هناك جهوداً كبيرة قد بذلت قبل افتتاح المقبرة تمثلت في استصلاح الأرض وتحسينها من خلال دمج الرمال مع الطين ونزع الصخور منها حتى تكون صالحة ومناسبة للدفن بجهود من أمانة منطقة القصيم وبعض المحسنين. وأضاف بأن جهاز الإشراف على المقبرة قام بإعداد برنامج تنظيمي فريد من نوعه للمقبرة من خلال وضع سجلات وتخطيط منظم عبر جهاز الحاسب الآلي، وذلك في مكتب خدمة المقبرة المجاور له. "الرياض" كان لها هذا اللقاء مع حمد القسومي المشرف على المقابر ومغسل الأموات. اسلوب الدفن في البداية ذكر القسومي بأن التخطيط جاء نتيجة لما لاحظه في اسلوب الدفن في المقابر السابقة، حيث كان يتم فيها الدفن بطريقة عشوائية نتج عن ذلك عدم تحديد قرب المتوفى وأيضاً عدم التخطيط لمسارات الدفن، حيث كان الناس يعتمدون في الوصول إلى قبور ذويهم أو أصدقائهم عن طريق السؤال المباشر لكبار السن أو الذين يعملون في المقبرة، وقد تكون المعلومة خاطئة أو غير دقيقة مما نتج عنه عدم معرفة ذوي المتوفى للقبر. مما أفرز لدينا حاجة ملحة للتنظيم في المقبرة الجديدة والتي ولله الحمد كانت نتائجها مرضية ومن أبرز العمليات التنظيمية لهذا المكتب انه تم تقسيم المقبرة إلى عدة مربعات عبر مخطط أعد لذلك، وأيضاً قمت بتنظيم دفتر خاص لكل مربع وكذلك استخدام الحاسب الآلي عبر برنامج أعد لهذا الغرض، حيث يتم خلال ثوان معرفة مكان ورقم القبر واسم المتوفى وتاريخ الوفاة وتاريخ الدفن وجنسية المتوفى ومكان الوفاة كذلك استخدام الألوان في تحديد "ذكر - أنثى - سعودي - غير سعودي"، وهذا العمل يحتاج إلى دقة ومباشرة ومتابعة في التسجيل من الموظف المختص للجنائز ليلاً أو نهاراً وفي جميع أيام العام بما فيها أيام الإجازات الاسبوعية واجازات الأعياد. المواد المستخدمة وقال القسومي بأن المواد المستخدمة في الدفن هي من طين وكمية من الخرسانة تراق على التربة التي تعلو القبر للحفاظ عليه ونوصل على أطراف القبر كحماية للقبر. وذكر ان إدارة المقابر أعدت لوحات تبين بعض التعليمات والإرشادات والآداب من السنة النبوية لزائر المقبرة أمام البوابة وتم توفير برادات مياه للشرب. أيضاً فإنه يتم رش المقبرة يومياً في الصباح بالمياه من أمانة منطقة القصيم وبواسطة مرشات أعدت لذلك لمنع تصاعد الغبار من المساحات غير المستخدمة. وأوضح انه تم توظيف عدد من رجال الأمن متواجدين في بوابات المقبرة على مدار الساعة للحفاظ على عملية الدخول والخروج بشكل سليم وتجنباً لوقوع أية مشاكل أمنية، وذكر ان عدد العاملين بالمقبرة ثمانية من بينهم سعوديان يعملون على حفر القبور وتجهيزها.. وفي سؤالنا للقسومي عن مدى معرفة المواطن لتلك التجهيزات في المكتب والخدمات التي تقدمونها ذكر ان مجموعة من الاخوة العرب قدموا من خارج القصيم للمقبرة ودخلوا وسألوا العمال، فأرشدوهم للمكتب المجاور للبوابة فتم إرشادهم للقبر خلال دقائق وذهلوا من الخدمات المقدمة والترتيب للمقبرة ما كان له أثر في نفوسهم، حيث عبّروا عن شكرهم وتقديرهم للخدمة التي حصلوا عليها. كما أن بعض المواطنين يأتون إلى المكتب رغم أن لديهم معرفة سابقة بمكان القبر ولكن لمجرد اختبار قدرات المكتب هل عملنا صحيح أو خطأ. وبالتالي يدهش من سرعة الوصول إلى القبر المنشود. وأضاف القسومي قائلاً بأننا مستعدون لنقل خبرتنا في التنظيم إلى المدن والمحافظات الأخرى، كما سبق أن جاء وفد من مدن أخرى للاطلاع على انجازات المكتب حيث أعجبوا بالتنظيم والمتابعة والاشراف. تصريح الدفن وتحدث عن دخول الجنائز للمقبرة حيث يتم ذلك بتصريح دفن من قطاعات وزارة الصحة إلا انه ينقص أحياناً بعض المعلومات عن المتوفى خاصة القادمة من القرى والمراكز الصحية النائية، حيث يتم استكمالها بواسطة مكتب الإشراف على المقبرة، حيث يتم ذلك قبل الدفن. (نقل الجنائز) كما نبه القسومي إلى أن خدماتهم تصل إلى كافة أنحاء منطقة القصيم عند الحوادث، حيث يتم نقل المتوفى من موقع الحادث وتسليمه إلى نفس المحافظة. وذكر في معرض حديثه انه في بعض الاحيان تخرج سيارة الى مناطق بعيدة مثل ينبع وجدةوالشرقية لجلب إحدى الجنائز لبريدة دون التمييز بين السعودي أو غير السعودي وأن المحتسبين للأجر مستعدون وجاهزون للخروج على مدار اربع وعشرين ساعة. (لجنة للإشراف على المقبرة) كما يشير الى ان مقبرة الموطأ (تخضع للجنة إشراف) أمر بتشكيلها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ويرأسها نائب رئيس المحاكم الشيخ سليمان الربعي ومندوب من الإمارة ومندوب من وزارة الشؤون الإسلامية ومندوب من الأمانة، وأشار إلى أنه تم تخصيص المقبرة القديمة لدفن النسج الجنينية والمشيمة من مستشفى الولادة والأطفال ببريدة بما يقارب 130كيسا لكل عشرين يوما تقريباً، وكذلك دفن الأطراف المبتورة من مستشفى الملك فهد التخصصي والمستشفى المركزي ببريدة وبعض المستشفيات الأهلية وكذلك بقايا أحشاء المتوفين من مركز مراقبة السموم بالقصيم. (تعاون مرور القصيم) وعن مدى تفاعل مرور القصيم مع المكتب من حيث تنظيم الطريق خاصة إذا كان هناك جنائز من المتوقع ان يكون معها عدد كبير من الناس. أكد بأن رجال المرور متعاونون بشكل جيد، حيث يتم التنسيق معهم بشكل يومي من حيث اشعارهم عن وجود جنائز عبر العمليات بل إن ضباط المرور يمدونهم بأرقام هواتفهم الجوالة وهناك متابعة من المسؤولين عن حركة المرور للاطمئنان عن حركة السير ومنهم النقيب عمر العبداللطيف والنقيب سليمان السويلم والكثير من زملائهم خاصة عندما لا تكون هناك دوريات في الموقع لتأكيد التفاعل وأخذ الاحتياطات. (اجتهادات خاطئة) كما عبر عن أسفه عن بعض اجتهادات أقارب المتوفى حين الدفن، حيث لا يحسن البعض منهم طريقة الدفن الصحيحة، وبالتالي يؤذى المتوفى ولا شك ان للميت احتراماً حياً أو ميتاً على وجه سواء. (حوافز المغسلين) وتحدث القسومي عن ضرورة وجود حافز للمغسلين وتشجيعهم في بعض المحافظات القريبة، وفي هذه المقبرة وهذا في الحقيقة أمر يجب إعادة النظر فيه فهم بحاجة إلى دعم وليس إلى قطع الإضافي عنهم، وهذا ربما يؤدي إلى تناقص عدد المغسلين، مشيراً إلى قيام المغسلين بتغسيل المتوفين المصابين بأمراض معدية مما قد يصيبهم بعدوى المرض الى جانب الجنائز المتقطعة نتيجة الحوادث والجثث المتعفنة والمتسخة نتيجة عدم النظافة الشخصية، وهذا مما يدعو إلى ضرورة دعم ومؤازرة المغسلين وليس العكس مشيراً إلى ان بعض المغسلين في احدى المحافظات المجاورة لبريدة اشتكوا من قيام مسؤول البلدية بقطع بدل الاضافي الممنوح لهم بدل دعمهم.. (مواقف أثناء تغسيل الموتى) وعن المواقف التي مرت عليه أثناء تغسيل الموتى. تحدث عن مضاربة عنيفة حدثت بين مجموعة من الاشخاص من ذوي أحد المتوفين، حيث تدخلت الدوريات الأمنية في إنهاء هذه المضاربة التي حصلت داخل المغسلة قرب الجنازة. وموقف آخر ذكر فيه بأنه قام بتغسيل احد المتوفين ولاحظ أن ابناء المتوفى الذي يشارك التغسيل اشقاؤهم ولاحظت عليهم أنهم متخاصمون ويتحدثون مع بعضهم بعنف لذلك يتمنى من الجميع الالتزام باستشعار عظم المصيبة وحرمة الميت واستغلال هذه المواقف للدعاء له والإحسان إليه. (مواطنون يقترحون) وعبر المواطن احمد بن علي الفضل عن رأيه في ضرورة استقطاع الجزء الجنوبي الشرقي من المقبرة لمدة خمس عشرة سنة خاصة ان المقبرة كبيرة جداً وبشكل مؤقت لتكون مواقف لجامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب نظراً لكثافة السيارات ولقلة المواقف حول الجامع وعند الحاجة تعاد المساحة الى المقبرة. وأيضاً يقترح سليمان بن صالح العبدالرحيم تخصيص مسارات وتنظيم للعزاء لأن الوضع الحالي يمثل العشوائية مما يؤذي أهل العزاء والمعزين، كما يقترح فتح بوابة اخرى شمالية خاصة للمشاة نظراً لما تمثله البوابة الرئيسية الجنوبية من اختناق السيارات والمشاة في وقت واحد. أما المواطن علي بن حمد النغيمشي فأشار إلى أن وجود بوابة جنوبية شرقية تكون مهمة ومن شأنها تخفيف الازدحام على البوابة الجنوبية. وتحدث عن خطأ دخول السيارات الى مقربة من القبور، حيث شدد على ضرورة وضع حواجز كاملة حول منطقة القبور لمنع السيارات من الوصول إليها. كما تساءل عن عدم وجود مبرات لتوزيع المياه على المعزين خاصة في فصل الصيف الذي تتجاوز فيه درجة الحرارة 50درجة مئوية وطالب بوجود ظل لوقوف ذوي المتوفى والمعزين وتنظيم طريقة العزاء. "الرياض" لاحظت سيارة مهترئة تخدم المقبرة يعمل عليها العاملون في نقل المعدات والحصى وغيره وكانت متعطلة يقوم العمال على تصليحها مما ينبغي إعادة النظر في هذه السيارة وجلب سيارة أفضل منها. كما تم ملاحظة عدم اكتمال العمل بالجزء الشرقي من المقبرة من حيث التسوية وطمر الحفر الكبيرة فلو تم تهيئتها لأمكن استخدامها كمواقف للمشيعين وتسهيل الدخول من الجهة الشرقية علماً أنه تم افتتاح المقبرة بتاريخ 1427/1/1ه.