هذا هو الجزء العاشر والأخير، من سلسلة المقالات التي حاولت أن تضيء عالم الرمز التنويري: طه حسين، أو تستضيء به؛ لا فرق!. ولم يكن الشخص مقصودا - ولو كان بحجم طه حسين - أكثر من ضرورات الفكرة والموقف والسياق إنها مجرد محاولة لاستحضار أفكار ومواقف التنوير؛ بواسطة استحضارها لشخصياته الدالة، ورموزه المعبرة عن جدلية التنوير كفكرة وممارسة، مع الخطاب المضاد. وهي - جميعها - مرتبطة بالعنوان الأول، الذي فرضت عليه الغياب في كل هذه الأجزاء، اضطرارا لا اختيارا. كيف يتم تلقي خطاب التنوير في واقع تقليدي ؟، من يتحكم في طبيعة التلقي ؟، وما أثر هذا وذاك في فاعلية خطاب التنوير، بل ما هي درجة الرفض التي يحاول الخطاب المضاد تحقيقها في الوعي الجماهيري، وما دلالة كل هذا على مسيرة التنوير، التي هي في النهاية مسيرة التقدم ؟. كل هذه الأسئلة، لن أحاول الإجابة عليها مباشرة، وإنما ستكون الإجابة عليها ضمنية، أو شبه ضمنية، من خلال مواقف واقعية، تحكي طبيعة تلقي التنوير في الخطاب التقليدي. لن تكون جميع هذه المواقف التقليدية مستمدة من واقع الثقافة المكتوبة، التي بدأت بالهجوم على طه حسين منذ بداياته الأولى، فكتبت فيه عشرات الكتب، فضلا عن ألوف المقالات. هذه المواقف مشهورة، ومعروفة للجميع. ما سأستعين به هنا لإيضاح خطورة التطرف الفكري، إنما هو نماذج واقعية دالة، نماذج من مواقع شتى، متباينة، عاكسة لأكثر من مستوى. ستبدأ من موقف (رجل الشارع) الذي تم اختطاف وعيه، وتجييره لصالح التقليد والبليد، ولن تنتهي بمواقف رموز التطرف والإرهاب، كشخصية القيادي الفلسطيني المشهور بالتكفير، والدعوة إلى النحر والتفجير: أبو قتادة. يعرف كل من له أدنى اهتمام بالشأن الثقافي، أن صورة طه حسين، قد جرى تشويهها، بل وتمت صناعة صورة موهومة له، أريد لها أن تستقر في الذهنية العامة، لا من أجل طه حسين في بعده الشخصي، وإنما كان المقصود بها: طه حسين، ومن ورائه خطاب التنوير، المناقض لخطاب التقليد والبليد. وفي سياق ذلك، نجح هذا الخطاب التقليدي الجماهيري، في محاولته: شيطنة طه حسين. فأصبح هذا الوعي الجماهيري الذي لا يقرأ، وإنما ينتظر التلقين الجاهز المعبأ له من قبل سدنة الخرافة، ومروجي الأساطير. في عام 1985م، وبينما كنت منساقا وراء القراءات الشعرية التقليدية، التي رسمت حدودها - آنذاك - بحدود القرن الرابع الهجري، بحيث يصبح المتنبي خاتم الشعراء، سمعت عن طه حسين، وكنت آنذاك في المرحلة الإعدادية. ولحسن الحظ، فإن التلقي الأول لهذه الشخصية، لم يكن في الاتجاه السالب، وإنما كان في سياق الإشادة المباشرة، وإن تكن غير مقصودة لذاتها. لقد كان أستاذ مادة: التعبير يرد على مطالبيه بالدرجة الكاملة، بأن الدرجة الكاملة في مادة: التعبير، مستحيلة. وكي يؤكد هذه الاستحالة، قال - جازما -: لو كان طه حسين، لن أمنحه الدرجة الكاملة، إذ لا كمال في القدرة على الإنشاء. عندما سألناه، لماذا اختار طه حسين، ليكون مضرب مثل في سياق التحدي هذا، أجاب: هو أعظم الأدباء العرب، وما دام أنه لن يأخذ الدرجة الكاملة، فلن يأخذها أي أحد. وهكذا، وبصورة غير مقصودة، تم التعرف الأولي على طه حسين، مما يؤكد أهمية العملية العلمية، وأنها ليس مجرد تلقين منهجي، بل هي معرفة منهجية، واعية بأهمية دورها التاريخي، وأن كل إشارة، قد تعني الكثير، في مستقبل الأيام. كنت أتردد على المكتبة العامة التابعة لوزارة (المعارف). وهي مكتبة شبه محايدة من الوجهة المعرفية، في بعدها الإيديولوجي. ولهذا كانت - رغم قلة روادها - تحتوي على الكثير مما تم تزويدها به من قبل. مما سيصبح في وقت لاحق - بعد تنامي المد الغفوي - من المحرمات. لكن، المكتبة الخيرية، كانت ذات نمط ثقافي خاص. ولولا أن المشرف العام عليها: الشيخ ناصر - رحمه الله - كان واعيا بأهمية تحييدها، وتحصينها من محاولات كثيرة جرت آنذاك، كانت تحاول جعلها مركزا من مراكز صناعة التطرف، لكان لها دور سلبي كاسح. ولهذا، نال الشيخ: ناصر - رحمه الله - من كيدهم (اللاأخلاقي) الشيء الكثير وهي وقائع حكى لي بعضها - متألما - فيما بعد. ما يهم في هذا السياق، أني بعد إشادة أستاذي بطه حسين، بحثت عن كتبه، فوجدت حديث الأربعاء، وذكرى أبي العلاء، وألوان، مع المتنبي. لكن، كان حديث الأربعاء هو ما شدني إليه بقوة؛ لما فيه من تقريب للشعر الجاهلي، الذي كنت هائما فيه، ولما قدمه من تصور شمولي عن العصور الإسلامية اللاحقة، وخاصة العصر العباسي، الذي أظهر طه حسين في تناوله موقفا منحازا للحياد العلمي، بعيدا عن تهويمات الإيديولوجيين. كانت هذه بداية الإعجاب بطه حسين. وطبعا وجدت كتبه في المكتبة العامة، وليس في المكتبة الخيرية، إذ لو وجدت لأثارت كثيرا من روادها، الذين هم - في عمومهم - من توجه فكري خاص. لكن، وبينما كنت أستعرض الجانب الأدبي في هذه المكتبة الخيرية، وجدت كتابا بعنوان: (طه حسين في ميزان العلماء والأدباء) لمحمود مهدي استامبولي. لفت هذا الكتاب نظري بعنوانه الذي أوهمني بأنه استعراض محايد لمواقف العلماء والأدباء من طه حسين، وبضخامته، التي توهم أنه لا يخلو من فائدة، تستحق كل هذا الاحتشاد. لهذا، ضممت هذا الكتاب إلى ما بين يدي من كتب أريد استعارتها، وتوجهت بها إلى أمين المكتبة. ولسوء حظي، كان هذا الكتاب الأخير، هو الأول، أي أنه كان في الواجهة، معلنا عن نفسه بعنوانه العريض، والمثير!. وضعت الكتب على طاولة أمين المكتبة، وطلبت منه تسجيلها، ريثما أقرأ بعض الصحف التي كانت على طاولة قريبة منا. كل شيء يبدو طبيعيا. أمين المكتبة، وهو سوداني الجنسية، كان يعرفني، إذ سبق للشيخ: ناصر أن طلب منه أن يعيرني ما أشاء، من غير التزام بالعدد المحدد للاستعارة؛ لأنه - كما قال لي صراحة - يأمل في الكثير. ولهذا بدأ أمين المكتبة يبحث عن صفحتي، بينما كنت منهمكا في تصفح الصحف، وقراءة المجلات ذات الطابع الثقافي الخاص!. بينما كان الوضع طبيعيا وهادئا، دوّى صوت حاد صاخب، يقول: ما هذا، كتاب الزنديق الملعون: طه حسين هنا، وصوت الكتاب يرتطم بالأرض. التفت، لأرى ما حدث ويحدث، إذا بشاب - بشكلانية محددة - يرتجف غضبا، وينظر إلى أمين المكتبة حانقا ومعنفا. كان شماغه - برثاثته - يكاد يسقط من على رأسه جراء حركات الغضب، ومستلزمات الصراخ المستنكر، وكانت عيناه جاحظتين بدرجة حجم المنكر الذي بات يراه. كان مشهدا غريبا علي، وربما على أمين المكتبة، والقليل من الرواد. كنت آنذاك في الرابعة عشرة من عمري. ولهذا لم أدر ماذا أفعل، وماذا أقول، خاصة وأني للتو أستعير الكتاب، ولا أدري ماذا فيه؛ كي أقوم بالتوضيح أو الرد. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن هذا الغضب الهائج، لم أعرف ما حده، ومتى سيتوقف، وإلى أين سينتهي. قال له أمين المكتبة - ملاطفا - يا شيخ، ليس هذا كتاب لطه حسين، وإنما هو كتاب في الهجوم على طه حسين، ونقل أقوال العلماء والأدباء في بيان أخطائه وانحرافاته. بدا أن الرجل لا يفهم، أو لا يريد أن يفهم، فقال: ولو. حار أمين المكتبة في تفسير: ولو، وماذا تعني. ربما أحس بفضيحة جهله، فغادر المكتبة سريعا، وهو يهمهم بوجوب التصدي للمنكر الفكري، مهما كانت الأحوال. أمين المكتبة، تعذر عليه فهم هذا، فهو قد أوضح له حقيقة الكتاب، وأن الكتاب يمثل رؤيته الغاضبة. لكن يبدو أن جزءا من تركيبة الجهل المتطرف، أن الفهم أو التفهم، يدخل في حسابات أخرى. ولذا لم يعتذر، بل ولم يناقش، وإنما اكتفى بالهروب. واكتفيت أن طلبت من الأمين تسجيل أن الكتاب تمزق في دفتر الاستعارة، مخافة أن ينسى، فيظن الضرر الذي لحق بالكتاب مني، فضحك وقال: وهل هذه حادثة تنسى ؟. طبعا، هذا الغاضب الجاهل، لا يدري (ما) هو طه حسين، فضلا أن يعرف (من) هو طه حسين. لكن، هذا الجهل الذي تم ترسيخه كبنية ذهنية، ومن ثم تم إعداد أفراده لتلقي التنوير بوصفه انحرافا، ورموز التنوير بوصفهم: زنادقة ملعونين، هو المسؤول عن هذا الموقف، الذي يحكي طبيعة تلقي التنوير. فهذا الغاضب الهائج الذي رمى بالكتاب، إنما يمثل التمظهر الأمثل والأظهر، لعقل جاهل متطرف، كان - ولا يزال - يتسرب إلى مكونات الوعي الجماهيري، فيجعله - في عمقه - على هذا النحو المتردي، وإن كانت سلوكيات بعضهم لا تصل إلى هذه الدرجة من الجهل والعنف، لكنها لا تصل إلى هذه الدرجة، بفعل البعد السيكولوجي الخاص، وليس انضباطا بشروط الوعي الإيديولوجي. بعد هذه الواقعة مباشرة، ولأكثر من ثلاثة عشر عاما، بدأ شخص ما، من ذات تيار ذلك الغاضب الهائج، يفتعل الالتقاء بي بين الحين والآخر، ويكرر على سمعي مقررا - ومتسائلا! -: كيف يقول الزنديق طه حسين: للقرآن أن يحدثنا..إلخ، مواصلا الهجوم على طه حسين، ومنتظرا رد فعلي على كل ذلك. كان في كل لقاء ينتظر مني إدانة غفوية لطه حسين، وحينما أفعل سريعا؛ بغية التخلص من ثقل ظله، تنفتح أساريره بسذاجة بالغة حد البله، ويدعو الله لي بالثبات!. هكذا، ينجح خطاب تقليدي منغلق على ذاته في بلورة رأي عام، يتخذ مواقف كاريكاتورية من التنوير ورموزه. والإشكالية الكبرى، أن هذا الوعي الذي كان قبل عشرين سنة من الآن، والذي كان من المفترض أننا تجاوزناه بمراحل، لا يزال نافذا ومؤثرا في تحديد الموقف الجماهيري العام من التنوير. ولهذا لم يكن غريبا أن يبدي كثير من الطلاب الذين كنت أدرسهم الأدب العباسي، ضيقا شديدا بمحاولة استحضار طه حسين، وجعل الطلاب يقرأون الجزء الخاص بالأدب العباسي من حديث الأربعاء في قاعة المحاضرة، بدل أن يستقروا على الحياد البارد الذي يظهر على كثير من صفحات الكتاب المقرر لشوقي ضيف. هذه المواقف - وأمثالها كثير - لا تعكس العنف الفكري من طه حسين، وإنما هي عنف عام. ولو أنها عايشت طه حسين، لكان حظه منها حظ رقبة نجيب محفوظ، تلك الرقبة التي تلقت السكين الحادة لأحد مريدي خطاب التطرف. ليس هذا توقعا، أو احتكاما إلى مؤشرات احتمالية، بل هو ما يصرح به الآن الكثير من رموز التيار التقليدي المتطرف، بل هو السلوك الواقعي المباشر الذي تعاملوا به مع كثير من المفكرين والمثقفين في العالم العربي. أذكر أنني قبل سنوات كنت جالسا مع أحد رموز التقليد والتطرف، ممن تجمعني به علاقة قرابة؛ لا أكثر. وبما أن الحديث تطرق إلى اغتيال المفكر المصري: فرج فودة، فقد أبدى سعادته وابتهاجه بذلك. أذكر انني لم اهتم كثيرا بهذا الموقف من اغتيال فودة، لا بالتقليل من الجريمة، وإنما لضآلة المنتج المعرفي لمن وقع عليه الاعتداء. لكن، ما راعني، وصدمني إلى أقصى حد، أن هذا الرمز التقليدي المتطرف إلى درجة التكفير، شرد بذهنه قليلا، ثم قطب جبينه عابسا، وبدا وكأنه يتلقى إلهاما من مصدر ما، بينما فتح كفيه أمامي قائلا - في لحظة صراحة وصدق عميق مع النفس، ومع منطق الفكرة التي يتبناها -: تصور لو أن طه حسين قتل عام 1926م عندما أصدر كتابه عن الشعر الجاهلي، لانتهى كل مشروعه، بل ولما عرف طه حسين، ولأصبح معدوم الأثر. ثم استرسل، مؤكدا أن اغتيال طه حسين، كان أسهل وأنفع من أن نُسوّد كل هذه الصفحات في الرد عليه، والتحذير من مذهبه الضال. هكذا يشرعن لجريمة قتل، وكأنه يتقرب إلى الله. لقد تأكدت، بعد قراءة الخطاب التكفيري في كافة تجلياته، أنه - في هذا التشريع للاغتيال - لا يصدر عن بعد ذاتي، وإنما هو ينطق بلسان تيار التطرف والتكفير. وقد ترسخت عندي هذه القناعة، بعدما أهداني أحد هؤلاء المتطرفين، مذكرة من تأليف التكفيري الفلسطيني الشهير بدعوته للتصفيات الجسدية: (أبو قتادة)، وهي مذكرة بعنوان: (الجرح والتعديل) يقوم فيها بتكفير الحكومات الإسلامية، بل ويكفر بعض الجماعات الإسلامية، ويضلل ويبدع ما نجا منها من تكفيره. هذا الذي أهداني هذه المذكرة التكفيرية، يرى أنني ضال، وربما كافر، وأن هدايتي ستكون على يد أبي قتادة التكفيري. قرأت المذكرة، ولم يكن خطابها التكفيري غريبا علي، فأنا أعرف من رموز التكفير المحليين من لا يقل عنه تكفيرا وتضليلا. لكن، ما فاجأني فيها، أنه عندما ذكر طه حسين عرضا، قال بالنص: "كانت تكفي رصاصة رخيصة الثمن للتخلص منه". حالا؛ تذكرت اقتراح قريبي قبل سنوات، وعرفت أن منطق الخطاب هو الحاكم لسلوكيات هؤلاء، الذين يرون الاختلاف مع طه حسين، يقتضي تصفيته جسديا. فتشابهت قلوبهم، على بعد ما بينهم، إذ يجمعهم - في النهاية - منطق الإرهاب. بعد كل هذا، وبعد أن أصبح الوعي الجماهيري معبأ، بحيث لا يستطيع التسامح مع رموز التنوير، من المسؤول عن كل هذا ؟. عام 1985م كان الأستاذ الذي يتربى على خطاب الغفوة، يشيد بطه حسين أمام طلابه في المرحلة الإعدادية، ثم يبدأ الرفض العنيف الذي صوره الموقف الهائج لذلك الذي رمى بالكتاب لمجرد وجود اسم: طه حسين عليه، مرورا بموقف المحذر منه، أو المتضايق من إيراده في قاعات الدرس، وانتهاء باقتراح اغتياله، واعتبار هذا الاغتيال هو السلوك الذي كان ينبغي أن يواجه به خطاب طه حسين التنويري. إننا إذا تأملنا هذا الانتقال المروّع، من الإعجاب بالخطاب التنويري، الذي يظهر أنه كان الموقف السائد قبل ثلاثين سنة، على الموقف النقيض، المشرعن لاغتيال المفكرين، نجد أننا في مواجهة تيار امتد نفوذه على امتداد هذه المساحة الزمنية، ما بين الإعجاب والاغتيال. ولا شك أن مستقبلنا، ومستقبل أجيالنا، لن يكون في خيار التيار المشرعن للاغتيال، والذي لا يرى مواجهة الفكر إلا بالرصاص. إنها مأساة، فنحن بعد كل هذا، نتمنى الرجوع إلى فترات التسامح التي كانت سائدة قبل ثلاثة عقود، ونراه الأفضل والأجدى من ثقافة تقليدية تسيّدت الواقع، وفرضت عليها خيار الانغلاق، بدل الخيار الذي كنا بدأنا نعانقه، خيار الانفتاح والتنوير. مستقبلنا ومستقبل أجيالنا ما نصنعه الآن. ما نصنعه نحن، وليس غيرنا. ولقد جرب الناس خيار التقليد والتبليد والانغلاق، فكانت النتائج على هذا النحو الذي رأيناه من تكفير وقتل وتفجير وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين في كل مكان. لا بد أن نطرح على أنفسنا سؤالا مصيريا: ماذا نريد أن نصنع بأنفسنا ؟. إن الخيار - إلى هذه اللحظة - لا يزال لنا، وبأيدينا. إذا أردنا الخروج من هذا النفق المظلم؛ فلا بد للوعي الجماهيري أن يتكون بمحددات تنويرية، من نوع تلك المحددات التي كانت لها نجاعتها المشهودة في صناعة العالم المتحضر. لا بد من استنبات ثقافة تنويرية تقطع - بشجاعة وبصورة حاسمة - مع ثقافة التقليد، حتى لا نعود ثلاثين سنة أخرى إلى الوراء، بل حتى لا ندخل في طور الانقراض.