نظراً لأهمية الصحة والسلامة المهنية وتطبيق اشتراطاتها وإجراءاتها في ميادين العمل المختلفة ولما لها من أهمية قصوى في المحافظة على عناصر الإنتاج والتي يعتبر العامل البشري من أهمها ولما لهذا المجال من أثر هام على الاقتصاد العام من حيث تأثيره على عناصره الأساسية وخصوصاً بعد دخول العديد من الآلات والأجهزة والمواد إلى ميادين العمل والتي تحمل في طياتها العديد من المخاطر، فقد أجمعت المنظمات والهيئات العالمية على تحديد يوم للصحة والسلامة المهنذية والذي يصادف 28أبريل من كل عام حيث وقعت أكبر الحوادث الصناعية وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية هائلة، وذلك لحث العالم ممثلاً في مجتمعاته الصناعية والمهنية وجهاته الرقابية المسؤولة عن هذا القطاع على بذل كل ما من شأنه أن يحد من الإصابات المهنية وما تخلفه من آثار جسيمة على المجتعات وتوضيح متطلبات الصحة والسلامة المهنية في ميادين الأعمال المختلفة وعرض المستجدات في هذا المجال سعياً للوصول إلى أعلى المستويات في المحافظة على سلامة مقومات الاقتصاد المحلي لكل بلد والحث على السبل الكفيلة بإعداد التشريعات والأنظمة التي تعطي هذه الأعمال الصبغة القانونية لتأكيد العمل على ما يخدم هذا المجال، وقد اعتبر هذا اليوم يوماً عالمياً رسمياً للتأكيد على أهمية الصحة والسلامة المهنية تعقد فيه المؤتمرات والندوات وورش العمل لبحث وإعداد الدراسات الهادفة لحث أصحاب العمل والعمال على التقيد بالاجراءات والتشريعات التي تحد من الإصابات المهنية. وبهذا الصدد وانطلاقاً من اهتمام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية لحماية العمال وتقليل الإصابات والخسائر الناجمة عنها التي باتت تشكل عبئاً اقتصادياً على بلادنا، فقد عقدت المؤسسة مؤتمر الصحة والسلامة المهنية خلال عام 2007م بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية، كما شاركت في العديد من المنظمات والهيئات العالمية المعنية بمجال الصحة والسلامة المهنية والفعاليات والأنشطة التي تقام بهذا الخصوص. وان المؤسسة في هذا اليوم توجه الدعوة إلى كل أصحاب العمل والعمال إلى بذل كل ما بوسعهم لتجنب الإصابات الصحية والمهنية وذلك باتباع اشتراطات الصحة والسلامة المهنية وبالأخص الإجراءات الهندسية منها التي أعدت لتقي العامل والمنشأة والمنتج ثم الاقتصاد الخاص والعام بإذن الله، إن الالتزام بهذه الاشتراطات سوف يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة، والمؤسسة لن تدخر جهداً في هذا الجانب وعلى استعداد تام ودائماً لتقديم المشورة وتوضيح جميع ما يحتاج إليه العمال وأصحاب العمل من معلومات وإرشادات، فقد أعدت كتباً ومنشورات لدعم مجال الصحة والسلامة المهنية ولتوصيل المعلومة إلى أرباب العمل والعمال في أماكنهم وبأسهل الطرق وأيسرها، ثم عملت على زيادة كوادرها البشرية المتخصصة وتأهيلهم سعياً للرقي بهذا المجال إلى المستويات المأمولة، وهي الآن قد انتهت من إعداد معايير خاصة بالصحة والسلامة المهنية وسوف توزع هذه المعايير في أقرب فرصة على كافة أصحاب العمل، وكلها أمل في أن يلاقي هذا الجهد القبول من العمال وأرباب العمل لتحقيق الأهداف المرجوة ودعم الاقتصاد الوطني من خلال تقليل التكاليف المادية الناجمة عن عدم التقيد بهذه الاشتراطات والمعايير.. ودمتم سالمين.. @محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية