كشفت صحيفة إندبندانت أون صندي الصادرة امس الأحد أن القوات البريطانية في العراق تواجه تهماً جديدة بتعذيب وانتهاك زعيم عشيرة شيعي وأفراد عائلته بعد اعتقالهم في البصرة العام الماضي.وقالت الصحيفة إن المزاعم من شأنها أن تضر وعلى نحو كبير بسمعة القوات البريطانية كونها جاءت بعد أيام من إصرار الحكومة البريطانية على أن الانتهاكات التي ارتكبتها هذه القوات في العراق "كانت محدودة جداً ووقعت خلال الفترة من 2003إلى 2004على يد عدد قليل من الجنود". وأضافت أن جابر حمود خمِاش ( 70عاماً) زعيم عشيرة البو دراجي في جنوب العراق وبطل المصارعة السابق يعد لرفع دعوى قضائية أمام المحاكم البريطانية بتهم قيام 20جندياً بريطانياً بمداهمة منزله في البصرة بساعة مبكرة في شهر إبريل من العام الماضي وتدمير أثاثه ومصادرة أجهزة الحاسوب وتغطية رأسه ورؤوس ولديه وثلاثة من ضيوفه وتقييدهم بالأغلال واقتيادهم إلى قاعدة القوات البريطانية في مطار البصرة. ونقلت الصحيفة عن افادة قدمها خمِاش أن "اثنين من الجنود البريطانيين جلسا على ظهره بينما كان راكعاً في سيارة الجيب التي نقلتهم وسببا له ألماً عظيماً وشعر بأنه سيختنق وحين دفعهما انهالا عليه ضرباً بأخمصي بندقيتيهما على رأسه ولم يتوقفا إلا بعد أن خرج الدم من رأسه ثم بدآ يضربانه بشدة على ضلوعه وتسببا في إحداث جرح عميق في رأسه استدعى (إجراء) ست قطب في المشفى العسكري البريطاني". وقال إنه "عانى من آلام حادة بسبب الضرب ولم يستطع السير حين طلب منه الجنود البريطانيون الخروج من سيارة الجيب فانهالوا عليه بالضرب بأرجلهم في كافة أنحاء جسده إلى أن سقط على الأرض ثم احضروا نقالة وأخذوه إلى المستشفى العسكري البريطاني في مطار البصرة حيث مكث أربعة أيام.. ثم اقتادوه من هناك للتحقيق حيث اتهمه المحقق باستخدام منزله للنشاطات الإرهابية وطلب منه الاعتراف وقام بعدها جنود بريطانيون بإساءة معاملته رغم كبر سنة وتعذيب ولديه". وأضاف خمِاش أن ضابطاً بريطانياً هدده خلال التحقيق بأنه "سيأمر باستدعاء زوجته وبناته إلى مركز التحقيق ويغتصبهن أمام عينيه ما لم يعترف". ورجحت الصحيفة احتمال أن تزيد قضيه العراقي من حجم الضغوط على الحكومة البريطانية لفتح تحقيق مستقل حول ممارسات الجنود البريطانيين في مراكز الاعتقال ضد المدنيين العراقيين منذ بداية الحرب في مارس/آذار 2003وحتى الآن.وكان وزير الدفاع البريطاني دز براون اعترف الأسبوع الماضي أمام مجلس العموم (البرلمان) البريطاني بأن الشاب العراقي بهاء موسى ( 26عاماً) تعرض للتعذيب على يد جنود بريطانيين قبل وفاته، وأكد أن وزارته لن تطعن بأي أحكام تتخذها المحكمة العليا البريطانية بشأن دعاوى قضائية رفعها ثمانية عراقيين من ضحايا التعذيب وعائلة موسى للمطالبة بتعويضات.وكانت محكمة عسكرية بريطانية وجِهت تهماً لسبعة جنود بريطانيين حول وفاة موسى، لكنها برِأت ستة منهم وأدانت واحداً وهو العريف دونالد باين ( 35عاماً) بتهم المعاملة غير الإنسانية وأصدرت في حقه حكماً بالسجن لمدة عام، وكان أول جندي بريطاني يعترف بارتكاب جرائم حرب من هذا القبيل.