تعد مدينة نجران من أقدم الحضارات التاريخية على مستوى الجزيرة العربية وتمتد أصول حضارتها وحسب آخر الاكتشافات الأثرية إلى العصور الحجرية حيث عثر الباحثون فيها على آثار حضارة إنسانية تعود إلى أكثر من 25ألف عام أي إلى أواسط الحجر الحجري، كما عثر الباحثون على أثر بحيرات قديمة جداً تلاشت في العصر الحالي تدل على أن تلك المنطقة الواقعة في أحضان الربع الخالي كان لها أهمية تارخية. تقع منطقة نجران في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية وتقع بين خطي عرض 17و 20درجة شمالاً، وبين خطي طول 44و 52شرقاً، وتبلغ مساحتها 365ألف كم 2مضافاً لها مساحة الخرخير، وتتألف من سبع محافظات بالإضافة إلى إمارة المنطقة وتضم 54مركزاً إدارياً. ويحد نجران من الشرق صحراء الربع الخالي ومن الغرب منطقة عسير ومن الشمال منطقة الرياض ومن الجنوب الشريط الحدودي مع الجمهورية اليمينة. ومناخ المنطقة حار صيفاً مع سقوط الأمطار على المنطقة الجبلية، ومعتدل يميل للبرودة في فصل الشتاء، وتتراوح درجات الحرارة في متوسطها صيفاً وشتاء بين 14و 37درجة مئوية، وتسود المنطقة الرياح الشرقية في فصل الشتاء والرياح الشرقيةوالجنوبيةالشرقية في الربيع، والرياح الشمالية الشرقية في الصيف، يبلغ متوسط سرعة الرياح 6.6كم/ ساعة. ويتصف سطح منطقة نجران بالتنوع وتباين مناسيبه بين مستى سطح البحر في الغرب و1800م في المرتفعات في الشمال الغربي، ويمكن تمييز ثلاث وحدات تضاريسية فيه تضم: - المناطق الجبلية في الجزء الغربي، وتنتشر فيها الغابات الكثيفة، وأقصى ارتفاعاتها 1800م فوق سطح البحر. - الأودية والسهول الخصية الصالحة للزراعة والهضاب في الجزء الأوسط من المنطقة. وتضم هضبتي نجران (الفرع) التي تمتد بمحاذات وادي نجران، وحبوناً تقع بين واديي نجران وحبونا. - المنطقة الصحراوية في الجزء الشرقي (صحراء الربع الخالي). @ نجران أرض العراقة والتراث والثقافة على مر تاريخ الجزيرة العربية منذ العصور القديمة وحتى وقتنا الحالي حيث تتميز واحة الربع الخالي بكونها تضم قائمة من أعرق وأقدم وأهم المواقع التاريخية ابتداء من العصور الحجرية مروراً بحضارة الممالك التي بسطت سيطرتها على المنطقة كمملكة حمير وتنوعت الديانات والشعوب والأعراق المختلفة التي اعشت ومرت بنجران. الأخدود آثار الأخدود في قرية القابل على الضفة الجنوبية لوادي نجران من الناحية الجنوبية، من أهم المواقع الأثرية بمنطقة نجران وهي المدينة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج. يعد موقع الأخدود الأثري من أبرز المواقع الأثرية بالمنطقة وهو الموقع الذي كانت تقوم عليه مدينة نجران القديمة، ويقع على الضفة الجنوبية لوادي نجران، بين فريتي القابل والجربة. والموقع يتمثل في مدينة مركزية يحيط بها سور بطول 235م، وعرض 220، بنيت أساسات مبانيها من الأحجاز المنحوتة بعناية بارتفاعات تتراوح بين 3- 4أمتار، واستمرت حتى نهاية القرن الثالث الميلادي، وهي الفترة التي تتزامن مع ازدهار حضارة جنوب الجزيرة العربية، وفي خارج السور تنتشر تلال أثرية تحتوي على أساسات مبان من الحجر ومن الطين، وتنتشر عليها الكسر الفخارية بكثافة، وتمثل الفترة التالية لحضارة جنوب الجزيرة العربية إلى جانب الفترة الإسلامية.