أعلن مصدر طبي أردني أن بريطانيا أرسلت ترياقا لمعالجة أسر رياضيين عراقيين (من فريق الدفاع الجوي) تسمموا جراء تناولهم قالب حلوى ممزوجا بمادة الثاليوم السامة في العراق. وقال الطبيب فوزي الحموري مدير عام المستشفى التخصصي في عمان حيث يرقد المرضى في مؤتمر صحافي ان "11"حالة تسمم حصلت في بغداد في 21من كانون الثاني يناير جراء تناولهم كيكا ممزوجا بمادة الثاليوم السامة، وهم يعانون من أعراض تساقط كثيف للشعر وصعوبة في الكلام وآلام في الأطراف السفلى والعلوية وصعوبة في الحركة وآلام في البطن واكتئاب وأحد الأطفال ( 5سنوات) في غيبوبة تامة. وبين الحموري ان تدابير أمنية مشددة اتخذت من قبل الجانبين ( الأردني والعراقي) لحماية الرياضيين العراقيين الذين تعرضوا للتسميم "المتعمد" في بلادهم عن طريق دس مادة شديدة السمية لهم في كعكة تناولوا منها هم وزوجاتهم وأطفالهم بعد احتفالهم بإنجاز رياضي . وقال إن المصابين أحيطوا بحراسة أمنية مشددة "خشية ملاحقة القتلة لهم" في عمان وذلك بطلب من حكومة بلادهم لاعتقادها أن الحادث جنائي مدبر (متعمد) كما طلبوا عدم التحدث إلى الإعلام عن وضعهم الصحي إلا بموافقتهم. وأكد الدكتور الحموري أن وزارة الدفاع العراقية هي التي أوصت بنقل الحالات إلى عمان وعلاجها بعد مرور أسبوع على تسممهم (...) وأن الحكومة العراقية تتولى دفع كامل النفقات وأوضح أن السفير والملحق العسكري في عمان يزوران المصابين من وقت لآخر للاطمئنان على صحتهم . وأضاف ان "احد المصابين ويبلغ من العمر خمس سنوات مات في بغداد أما العشرة الآخرون وبينهم خمسة أطفال فأحضروا الى مستشفياتنا في عمان في 28من الشهر الماضي من اجل تلقي العلاج اللازم بعد أسبوع من التسمم". وكشف الحموري انه "وخلال فترة العلاج فقدنا اثنين من المتسممين بينهم طفل فبقى ثمانية أشخاص حالة احدهم حرجة جدا وهو في غيبوبة أما الآخرون فحالتهم متوسطة". وأكد ان "التسمم بمادة الثاليوم نادر جدا على مستوى العالم وآخر حالة تسمم بهذه المادة تعود الى عام 1987ما دعانا الى الاتصال بمنظمة الصحة العالمية لطلب المساعدة". واوضح الطبيب ان "مادة الثاليوم السامة عديمة اللون والرائحة والطعم وتسبب بعد أربعة أيام من تناولها آلاما في البطن ونزيفا في الأمعاء وخدرا في الأطراف وثقلا وصداعا وفقدانا للذاكرة وبالتالي غيبوبة قد تؤدي الى الوفاة وهي تبقى اشهرا في جسم الإنسان". وأكد ان "معظم المصابين تسمموا بنسب عالية جدا حتى ان بعضهم وصلت نسبة الثاليوم الى أكثر من 2500مايكروغرام في اللتر الواحد من الدم". مشيرا الى انه "حتى بعد شفائهم يمكن ان يعاني المرضى من استمرار الحالات العصبية وتخدر الأطراف". وبين الحموري أن المادة التي سمم بها الرياضيون (الثاليوم) محظور استخدامها طبيا وهي تستخدم عادة في صناعة الدهانات الزيتية والعدسات وبعض المواد الخام وتستعمل كمادة قاتلة للفئران غير أنها منعت لخطورتها ومن السهل الحصول عليها من الأسواق . وقال: تتميز هذه المادة بانه لا طعم ولا لون أو رائحة لها وتناولها يؤدي إلى آلام في البطن وتقيؤ ودم في البراز ثم أعراض عصبية وآلام في الأطراف وخدران وصداع وفقدان ذاكرة وغيبوبة وإذا أخذ منها كمية عالية تكون قاتلة كما حدث مع رب احد العائلتين حيث دخل في غيبوبة ومن ثم توفي ووجد في دمه نسبة تركيز السم (1406) ملغرامات .