انضمت خلال السنوات الأخيرة "بطاقة دعوة" لمناسبة خاصة ضمن دعوات المناسبات الأخرى المعتادة كالزواج والتخرج والتكريم هي دعوة "حفل الطلاق" التي أصبحت موضة متداولة بين مطلقات المنطقة حيث تقوم السيدة المطلقة بعد حصولها على الطلاق بحجز صالة أو قاعة مناسبات مع طباعة كروت دعوة خاصة لطلاقها لتدعو جميع الاهل والمعارف لمشاركتها فرحتها وشعورها في هذا الحفل الذي لا يقل بتكاليفه عن الحفلات الأخرى ليس ذلك وحسب بل ويشاركها احيانا بناتها وابناؤها الصغار في فرحة والدتهم بالانفصال عن والدهم، فهل اصبح هذا الحفل "بروستيج" ما بعد الطلاق؟ أم تراه السيدة اثبات لجميع من يراها من خلال الحفل بأنها لا زالت تتمتع بالسعادة والأناقة بعد طلاقها؟ بالنسبة لأم عالية تقول (الحمد لله انا حصلت على الطلاق بعد سنتين من زواجنا دون اي مشاكل وباقتناع تام بيني وبين طليقي بانه لا يوجد توافق بيننا، وقتها لم أكن افكر بعمل حفلة لطلاقي الا ان صديقاتي عند علمهم باني لم اعاني لحصولي على الطلاق شجعوني باقامة حفل لأن الطلاق نادر ما يحدث في مجتمعنا بتراض من الطرفين، وبالفعل استأجرت وقتها استراحة مناسبات بعشرة الاف ريال وعزمت جميع الاهل والصديقات للفرح بهذا اليوم وكنت بالفعل سعيدة). ويختلف الوضع للسيدة أم محمد 29سنة تقول (بعد ان ساءت العشرة بيني وبين زوجي طلبت الطلاق فرفض وجلست عند اهلي ثلاث سنوات معلقة دون طلاق وتعبت كثيرا من الذهاب للمحاكم خلال هذه السنوات فمجتمعنا لا يقبل طلب الزوجة الطلاق من زوجها حتى وإن كان الرجل مريضا نفسيا او مدمنا او غير سوي يرون ان الصبر هو خير دليل على الزواج المثالي، وخلال هذه السنة اخيرا حصلت على الطلاق وفعلا قررت عمل حفلة كبيرة للاحتفال بطلاقي الذي لم يكن بالساهل وطبعت كروت وصل عددها 100بطاقة وعملت الحفل بصالة زواجات بالمنطقة لأن فرحتي وخلاصي من هذا الرجل كانت نابعة من القلب وأحببت ان يشاركني الجميع فرحتي). وترى الفتاة نوف عبدالله مطلقة 24سنة عن فرحتها وتخبرنا "مجتمعنا ينظر للمطلقة بنظرة حزن وشفقة وهذا هو سبب اقامتي لحفلة بعد طلاقي بصراحة كانت لكي اثبت لمن حولي باني طلقت وانا صغيرة بالعمر ولا زلت اتمتع بالأناقة والجمال ولا احتاج للرحمة او نظرات الحزن من حولي وتكون فرصة من خلال الحفل لتراني السيدات وانا بكامل أناقتي واني لم اخسر شيئاً من طلاقي برجل كان كابوسا بالنسبة لي ولم اوفق معه". وتؤكد السيدة مها الشمري على ضرورة اقامة حفل عند الطلاق خاصة وان كانت السيدة حصلت على الطلاق بشق الأنفس مثل الذي حصل معها قائلة (فانا جلست سبع سنوات وانا احاول الخلاص من اب اولادي الذي حرمني منهم وهم في سن شرعا مفترض ان يكونوا في حضانتي عانيت كثيرا وتنقلت من منطقة لأخرى لمتابعة جلسات المحكمة، حتى عوضني الله صبري خيراً حصلت بالنهاية على ابنائي الصغار وبعدها على الطلاق الحمد لله وبعدها اقمت حفلة بالفندق والآن اشعر بالراحة والسعادة بعد ان حصلت على طلاقي وحضانة ابنائي فهل رحلة العناء التي مررت بها لا تستحق حفلة؟) وتشاركنا الاخصائية الاجتماعية غادة العماري حول الموضوع قائلة: (حقيقة عشت كثيراً من الحالات التي تعاني منها السيدة من العنف الأسري والضغط الذي يولد الانفجار وأحيانا نتائج عكسية فاغلب فرحة المطلقة لم تكن لشعورها بالسعادة لطلاقها ولكن لفرحتها بعد عناء طويل عانته قبل حصولها على الطلاق فهي بمثل هذه الحفلات وكأنها تكافئ نفسها على صبرها خلال فترة معاناة مرت بها قبل الطلاق امتدت لسنوات ومثل هذه الحفلات تجعل السيدة ذات نفسية افضل واحساسها بان الجميع معها وفرح لها حتى بعد انفصالها).