شهد يوم أمس الاثنين آخر فصول مسرحية الميركاتو الصيفي السعودي بعد أحداث دراماتيكية ومشاهد حزينة منها ما هو محزن حقاً ومنها ما هو مصطنع الحزن بحثاً عن الشفقة والرأفة بالحال من أجل صفقات وتعاقدات تبحث عنها الأندية المشاركة في دوري روشن للمحترفين بأي طريقة كانت لدعم صفوفها وإرضاء جماهيرها الباحثة عن موسم مختلف عما كان عليه الموسم الماضي. بصراحة لن ألوم الأندية التي تبحث عن مصلحتها بأي طريقة كانت طالما أنها وجدت الأسلوب المناسب لممارسة الضغوطات بأي شكل من الأشكال لدعم صفوف فريقها بلاعبين مميزين وتحديداً الأندية التي لديها التزامات خارجية، وطالما أن هناك طرفاً ثالثاً مسؤولاً عن تلك التعاقدات ويتأثر بالضغوطات فما المانع أن تلجأ إليها الأندية بحثاً عن مصلحتها. ثالث فترة انتقالات بعد فترتي الصيف والشتاء الموسم الماضي والصيفية الحالية ونحن لا نعرف الاستراتيجية المتبعة لدى برنامج الاستقطاب والمعايير التي وضعتها في دعم الأندية وبدا واضحاً أن أندية الشركات لها نصيب الأسد من التعاقدات في الفترات الثلاث ولا نعلم أيضاً ما هو المعيار الذي أعطاها الأفضلية. وكما جرت العادة فإن الشباب هو الطرف الذي يظهر أمامنا بأنه مظلوم ولا يمكن أن نقول إن مسؤولي النادي العاصمي يدعون المظلومية في ظل كل المعطيات التي أمامنا، ولا نعلم حقيقة ما هو السر في الوضع المتكرر الذي يتعرض له الشباب في كل فترة ميركاتو. كما أننا لا يمكن أن نلوم الأندية الأخرى التي لم يتم خصخصتها بعد ولديها جهة داعمة لصفقاتها والتزاماتها المالية كما يحدث مع الفتح والوحدة وضمك، فتلك الأندية تحدثت صراحة عن الوضع المالي لها منذ الموسم الماضي والموسم الجاري، وعندما تصدر مدربوها المشهد في المؤتمرات الصحفية للحديث عن معاناتهم خرج من يستكثر عليهم ذلك. بصراحة ما حدث في الميركاتو الجاري أشبه بالمسرحية، ويبدو أننا أمام مزيد من الأجزاء طالما أن الجهة المسؤولة عن التعاقدات -وهي برنامج الاستقطاب- لم توضح المعايير التي تم اتخاذها لدعم الأندية بالصفقات وحتى إن كانت الأندية تعلم بها، ولكن لغة الاحتجاج تؤكد أن هناك خللاً ما يتطلب أن يتشارك الجميع بما فيه الجمهور والإعلام في معرفة الاستراتيجية والمعايير المتبعة في التعاقدات. ومازالت الفرصة سانحة أمام برنامج الاستقطاب بعد نهاية الميركاتو الصيفي لتوضيح الآلية التي اتبعتها حتى في الطريقة التي تم التعامل فيها مع بعض الأندية بحزم نتيجة وجود التزامات عليها أو قلة مواردها من ناحية أخرى، إلى جانب الكشف عن المبالغ التي صرفها البرنامج في التعاقدات مع الأندية والرد على بعض المغالطات التي شهدتها الأيام الماضية لصرف الأنظار والاتهامات عن البرنامج. شخصياً أقول إن أي مشروع في مصلحة الكرة السعودية نحن معه قلباً وقالباً، ولكن أتمنى أن يعي القائمون على تلك المشاريع أن أمامهم مهمة ليست سهلة تتطلب المزيد من الوضوح والشفافية وألا يفتحوا الباب للمتربصين الباحثين عن أي غلطة حتى يشككوا في المشروع السعودي وأول خطوة هو القدرة على احتواء الأندية، ومسؤوليها، وإعلامييها، وجماهيرها. كان الله في عون الاستقطاب والقائمين عليه ولجنة الاستدامة المالية، فأمامها مهمة ليست سهلة أبداً.