في غرة شهر جمادى الأولى المقبل (السابع من يناير المقبل) تحل الفترة الشتوية لانتقالات اللاعبين المحترفين في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان (يحفظه الله) وهو موعد تنتظره أغلبية الجماهير الرياضية، حيث يعد (الميركاتو الشتوي) فرصة سانحة لدعم صفوف فرقها بلاعبين محترفين، لتقويتها أو تصحيح اختياراتها السابقة الخاطئة أو تغيير اللاعبين المصابين، ويختلف الأمر من نادٍ لآخر في العدد والاحتياج وفقاً لما كان عليه الفريق ولاعبيه في الدور الأول من الدوري. أكثر الجماهير شوقاً وانتظاراً للموعد بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر؛ جماهير نادي الاتحاد، إِذ أصبح من المسلم لديها أن إنقاذ فريقهم من (مظلة) الهبوط إلى الدرجة الأولى مرتبط كلياً بال (ميركاتو الشتوي) والصفقات التي ستتم خلاله للمحترفين، بعد أن فشلت جميع الصفقات التي أجريت في فترة الانتقالات الصيفية، رغم أنهم تغنوا بها من قبل طويلاً، بناء على المعلومات التي كانت تقدم في حينه، واختلف الأمر تماماً على أرض الواقع، واتضح بل تأكد أن الاختيارات كانت (مضروبة) ولن تنجح التبريرات التي يمكن أن تقدم لأسباب ذلك، لأن المقياس الحقيقي هو العطاء والمستوى والأداء والتأثير والنتائج، وليس الأسماء والسيرة الذاتية، وهو ما ينتظر بل ما يجب تصحيحه في ميركاتو الشتاء. حتى تنجح صفقات الشتاء هناك خطوات وشروط يفترض الأخذ بها، أولها وأهمها: تجنب الأخطاء التي حدثت في اختيارات صفقات الصيف، وواضح جداً أن أغلبها كانت خيارات وآراء أو قناعات إدارية وليست فنية، وقد تكون القناعات أو الخيارات الفنية أبعدت بسبب مقولة (إن المبالغ لم تكن منطقية) مما أدى إلى أن تكون (مضروبة) رغم توفر الفلوس(!!) وقد تكون الفكرة في ذلك البحث عن لقب أو مسمى (مهندس الصفقات) على حساب (النوعية) المختارة وتلك التي طلبها مدرب الفريق السابق. لتجنب أخطاء الصيف لا بد من عمليتين واضحتين لا جدال فيهما.. الأولى أن يكون (الاختيار) بالكامل للمدرب (وليس بموافقته) بمعنى لا يجب أن يكون هناك اختياراً إدارياً (ثم) يوافق عليه المدرب، فالصحيح اختيار فني و(يعتمد) إدارياً، حتى يتحمل الجهاز الفني مسؤوليته كاملة. ثانياً.. ضرورة أن يكون الاختيار للاعبين في كامل جاهزيتهم البدنية (فت) وممن يشاركون مع فرقهم في المباريات، سواء بالإعارة حتى نهاية الموسم، أو بشراء عقودهم، أو كسرها بالشرط الجزائي، وهو أمر حصلت عليه وعملته فرق المقدمة في الفترة الصيفية، فأحضرت من جراء ذلك لاعبين (سوبر) والاتحاد أحوج ما يكون إلى ذلك في الفترة الشتوية، على الأقل حتى لا تتكرر حكاية اللاعبين (الخردة). كلام مشفر « اجتماعات الساعات الطويلة في اليومين الماضيين لمعالي رئيس هيئة الرياضة مع إدارة الاتحاد، تحرك جيد وعملي ومبكر، يظهر الرغبة في عمل مختلف من أجل إنقاذ العميد وتنفيذ الوعود وتأكيدها، ويضع الكرة في ملعب الرئيس وأعضاء إدارته في اختيارات مختلفة تماماً وعملية لتنفيذ عملية الإنقاذ. «ذلك يعني أن الخيارات للفريق حتى إذا جاءت (غير منطقية مادياً) فالمنتظر أن تتم، ليس لحاجة الفريق ولإنقاذه من مظلة الهبوط فحسب، وإنما كنوع من (التعويض) عن صفقات الصيف (الرخيصة) جداً، قياساً بصفقات منافسيه الكبار، لدرجة أن حسابات بعض الاتحاديين تقول إن مجموع مبالغ صفقات لاعبي الاتحاد (السبعة) جميعاً تعادل وربما أقل من صفقة لاعب واحد من النجوم في الأندية الكبيرة الأخرى، رغم أن الدعم واضح وبلا حدود. « في الاختيار لا بد من الابتعاد عن الأسلوب المتبع في الميركاتو الشتوى، الذي يعتمد (عادة) على الشراء من (حراج اللاعبين) العالمي TRANSFERMARKT)) وهو بمثابة (حراج خردة) يقدم لاعبين إما عاطلين أو منتهين، ويعرضهم للانتقال أو الإعارة لانتهاء علاقتهم مع أنديتهم أو عدم الاستفادة منهم، وقد يأتي العرض من اللاعب نفسه، بعد تقدمه في السن وجلوسه طويلاً على دكة البدلاء أو في المدرجات. « ذلك من أسباب وسر فشل كثير من صفقات الشتاء التي يأتي التعامل معها على وجه السرعة، وهو ما يفترض تجنبه تماماً، ولا يغتر باسم اللاعب أو جنسيته أياً كان، ولا بوكيل أعماله حتى لو كان أكبر مكاتب التعاقدات في العالم مكتب (جورج ميندس) على سبيل المثال!!. « لا يكفي لإنقاذ الفريق الاتحادي استقطابات وصفقات الشتاء من المحترفين الأجانب، فالحاجة ماسة ومماثلة للاعبين محليين، لا يكونوا (خردة) كما حصل في استقطابات الصيف، وهناك أسماء يمكن شراء عقودها، وهناك أندية توافق على بيع عقود لاعبين اقتربت عقودهم من الانتهاء، حتى لا يذهبوا مجاناً، وفي كل الأحوال لا مجال لتكرار صفقات الخردة الصيفية.