كالعادة حفلت الساعة الأخيرة من فترة تسجيل اللاعبين المحترفين الصيفية في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين (الميركاتو الصيفي) بحالة استنفار كبيرة وتحولات مفاجئة واستقطابات متعدِّدة؛ هذه عادة أنديتنا في كل عام، بل في كل فترة تسجيل، إذ تشمر عن سواعدها في اللحظات الأخيرة وتنهي تحركاتها ونصابها من اللاعبين المحترفين وبخاصة الأجانب ومع (جرس الإغلاق)! هذه العادة وإن كانت (سيئة) تكون مقبولة إذا جاءت الصفقات ناجحة ومفيدة وملامسة لتطلعات جماهير كل ناد ومفيدة للفريق ورغباته، وإن كان غالباً لا تخلو صفقات الساعات الأخيرة من إخفاقات متكرِّرة، تتحوّل فيها بعضها إلى (صفعات) وخيبة على الفريق بدلاً من أن تكون مفيدة، والسبب هو أن الاختيار يتم (على عجل) رغبة في إدراك الوقت وإكمال النصاب، وهو أمر شاهدناه في هذا الميركاتو نفسه من خلال أسماء كانت موجودة (سابقاً) ولأكثر من موسم وتم تسريحها رغم أنه عند حضورها كانت فاتورتها ضخمة جدًا وجاءت تسبقها (شنة ورنة) ولا أحتاج لذكر الأسماء. ميركاتو الصيف هذا الموسم جاءنا بصفقات قوية في أغلب الأندية خاصة الكبيرة منها (الجماهيرية) وتسلّطت الأضواء على أكثر من ناد، هناك أندية خطفت الأضواء بالكم بالنظر إلى عدد اللاعبين الذين تم استقطابهم، وهناك أندية خطفت الأضواء بالكيف وأخرى بالنوعية وأندية انفردت بالاثنين معاً (الكم والنوعية) وتظهر هذه الخاصية في النصر، في حين تميز الشباب - من وجهة نظري - باستقطاباته النوعية، فالأسماء التي أحضرها صفقات مفيدة ومنتظرة، وينافسه في هذا نادي الاتحاد الذي استقدم هو الآخر اسمين فاخرين، وانفرد أيضاً بالتصحيح من خلال الأسماء التي أعادها وكانت في قائمته سابقًا وتحديدًا الثنائي (بريجوفيتش وردوريغز). وأستطيع القول إن ميركاتو الصيف هذا العام امتاز بأمر ظاهر بشكل أكبر وهو (فخامة الأسماء) المتعدِّدة والقادمة من دوريات كبيرة وعالمية، مثل الدوري الإسباني والإنجليزي والبرازيلي والروماني والهولندي والبرتغالي والأسترالي، وللاعبين نجوم ومن الصف الأول ويشاركون في البطولات القارية المشهورة. كلام مشفر * إحدى نتائج الاستقرار الذي ناديت به كثيرًا في نادي الاتحاد ظهرت واضحة في استقطابات (الميركاتو الصيفي)؛ فلأول مرة منذ رفع عدد المحترفين غير السعوديين في الدوري السعودي إلى ثمانية ومن ثم قلّّصت إلى سبعة لاعبين تكون الاختيارات نوعية وعملية وتدعم خطوط الفريق. * خطوة المشرف على فريق الاتحاد (نائب الرئيس) في أخذ قرار التعاقد مع المدافع المصري أحمد حجازي بكل جرأة ومن غير موافقة المدرب تحسب له وفيها تأكيد على الاستفادة من درس الموسم الماضي مع سييرا، فجاء اختيار لاعب حسب الاحتياج ليملأ مركزاً يعاني منه الفريق من سنوات. * الاختيار سيقدّم دعماً فنياً عبر (العمود الفقري) للفريق، بعد أن أصبحت الأسماء الأجنبية موزعة بين حارس مرمى (جروهي) وقلب دفاع (أحمد حجازي) ومحور دفاعي (كريم الأحمدي) ومحور هجومي (برونو هنريكي) ولاعب مركز (تسعة ونصف) رومارينهو وراس الحربة التقليدي (بريجوفيتش) ولاعب الطرف العائد رودريغز. * بالإضافة إلى وجود أسماء محلية وخيارات جيدة جداً في المراكز نفسها على دكة البدلاء سواء من الاستقطابات الجديدة أو من لاعبي الفريق المحليين، وتحديداً في حراسة المرمى فواز القرني وفي قلب الدفاع عمر هوساوي وفي المحور الدفاعي عبدالإله المالكي وفي المحور الهجومي عبدالعزيز الجبرين وفي مركز تسعة ونصف عبدالمجيد السواط. * هذه الأسماء تُضاف إلى لاعبي الفريق الوطنيين الأساسيين؛ في الدفاع (زياد الصحفي وسعود عبدالحميد ومهند الشنقيطي وحمدان الشمراني وخالد السميري ولاعبي الأطراف والهجوم فهد المولد وعبدالعزيز البيشي وعبدالرحمن العبود وهارون كمارا والقادم الجديد عبدالرحمن اليامي، وبالتأكيد لا عذر إطلاقاً لمدرب الفريق البرازيلي كاريللي. * أهم استقطاب اتحادي في هذا الميركاتو هو ولا شك حضور المدافع المصري الدولي أحمد حجازي، وهذا التعاقد أفرح كثيراً الجماهير الاتحادية لأسباب عديدة، منها أنه لاعب دولي ولاعب قيادي، يمتاز بالطول الفارع وإجادة الألعاب الهوائية، ومنها النجاح الكبير الذي حققه سابقاً اللاعبون المصريون الذين ارتدوا القميص الاتحادي. * على مدى سنوات طويلة مضت نجح العديد من اللاعبين وفي كل المراكز التي استقطبوا لها، وتحديداً أسماء مثل إسلام الشاطر (2003) وعماد متعب (2008) وحسني عبد ربه (2012) ومحمود عبدالمنعم -كهربا- (2016). والمنتظر والمرجو أن يكون حجازي قمة التجارب والاستقطابات المصرية، خاصة عندما تعود الجماهير الاتحادية إلى المدرجات بما عُرف عنها من دافعية وتحفيز للاعبين.