المستوطنون يصعّدون اعتداءاتهم في الضفة بايدن يلتقي نتنياهو الثلاثاء للتوصل إلى وقف إطلاق النار واصل الجيش الإسرائيلي، الأحد، شن هجماته البرية والجوية والبحرية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وسط استهداف متعمد للمدنيين الفلسطينيين ومراكز الإيواء للنازحين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي بجروح خطيرة خلال المعارك في رفح. ومع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها ال290، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على مربعات سكنية في مخيم النصيرات، وحي الزيتون، وتجمعات للنازحين في مدينة خان يونس، بينما واصلت المدفعية الإسرائيلية قصف ونسف المنازل والمربعات السكنية ما أوقع عشرت الشهداء والجرحى. وارتكب الجيش الإسرائيلي خلال 24 ساعة الماضية أربع مجازر ضد المدنيين راح ضحيتها 64 شهيدا و54 مصابا، وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 38983 شهيدا و89727 مصابا. نتنياهو يلتقي بايدن الثلاثاء ويلقي خطابا في الكونغرس يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن ظهر الثلاثاء، كما سيلقي خطابا أمام الكونغرس في مواجهة الضغوط المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس في حرب غزة. وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء فإن "اجتماع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي جو بايدن سيعقد ظهر الثلاثاء". ويقول بايدن وبعض الوزراء الإسرائيليين إن التوصل إلى اتفاق تتوسط فيه قطر ومصر والولايات المتحدة أمر ممكن. وعرض خطة في مايو تنص على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع يتم خلالها تبادل بعض الرهائن الإسرائيليين مع معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة إن المفاوضين باتوا "على بعد بضعة أمتار وأننا نتجه إلى خط النهاية". لكن حماس اتهمت نتنياهو بالسعي لعرقلة التوصل إلى اتفاق، وقال بلينكن إنه يريد "إيصال الاتفاق إلى خط النهاية" عندما يكون نتنياهو في واشنطن. بينما ضغط الجمهوريون لدعوة نتنياهو إلى الكونغرس، فقد الزعيم الإسرائيلي الدعم بين الديموقراطيين. وأعلن السناتور اليهودي الديموقراطي براين شاتز من هاواي أنه سيقاطع خطاب الأربعاء، قائلا إنه لن يستمع إلى "خطاب سياسي لن يفعل شيئا لإحلال السلام في المنطقة". وتأتي زيارة نتنياهو إلى واشنطن وسط ضغوط متزايدة تتعرض لها حكومته لإبرام اتفاق ينهي الحرب على غزة، والتي تسببت بعزلة دبلوماسية متزايدة لإسرائيل. في الأثناء، يطالب عشرات من أهالي الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة رئيس الوزراء بالتوقيع على صفقة لإعادة ذويهم قبل رحلته المرتقبة إلى واشنطن. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن آلاف الإسرائيليين تظاهروا الليلة قبل الماضية في عدة مدن من بينها تل أبيب وحيفا وقيسارية للمطالبة بإبرام صفقة تبادل. وقد تصاعدت -الأسابيع الأخيرة- حدّة الخلافات وتبادل الاتهامات بين نتنياهو وقادة المنظومة الأمنية الإسرائيلية حول صفقة تبادل الأسرى مع حماس. اعتقالات في الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال، صباح الأحد، مدينة طوباس في شمال الضفة المحتلة، ودارت اشتباكاتٍ عنيفة بين مقاومين وجنود الاحتلال بعدة مناطق من المدينة. وأكد شهود عيان استهداف قوات الاحتلال بعددٍ من العبوات الناسفة أثناء الاقتحام، فيما قالت كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس إنها استدرجت آليات الاحتلال لكمينٍ مُعد مسبقاً في أحد محاور المدينة وتم تفجير عبوة ناسفة ضخمة في آلية عسكرية ما أدى لإعطابها. وأظهرت مشاهد تصويرية سحب آلية العسكرية المعطوبة والاشتباكات التي دارت في المدينة منذ ساعات الصباح الباكر، حتى انسحاب جيش الاحتلال. وخلال ساعات الليل اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية بشكلٍ مكثف وبرفقة جرافة عسكرية ونفذت حملة اعتقالاتٍ طالت ذوي مطاردين. كما واقتحم جيش الاحتلال قرية كفر قليل جنوب نابلس وداهم عدة منازل للفلسطينيين، واعتقل جنود الاحتلال الطالبة في جامعة النجاح ابتهال عامر ابنة الأسير الصحفي نواف عامر. وفي جنوب الضفة المحتلة اقتحمت قوات الاحتلال مدينة دورا جنوب الخليل، وقرية المزرعة الغربية شمال مدينة رام الله. ]اعتقال عشرة الاف منذ 7 أكتوبر ارتفع عدد الأسرى في الضفة الغربية إلى 9 آلاف و750 منذ 7 أكتوبر 2023، وذلك بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي 26 فلسطينيا خلال اليومين الماضيين. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وجمعية نادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، الاحد، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من 9750 مواطنا من الضفة بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على قطاع غزة. وتخلل عمليات الاعتقال "اعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين". وبالتزامن مع حربه المدمرة على غزة والمستمرة منذ 7 أكتوبر، صعّد المستوطنون اعتداءاتهم الإرهابية، فيما وسّع جيش الاحتلال عملياته في الضفة الغربيةوالقدس، ما أسفر عن استشهاد 578 شخصا، ونحو 5 آلاف و400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. فيما خلّفت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة أكثر من 128 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال. وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة. دعم أوروبي لقرار محكمة العدل اعتبر منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي السبت أن قرار محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة ب"عدم قانونية" احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية المستمر منذ 57 عاما "ينسجم إلى حد كبير مع مواقف الاتحاد الأوروبي". وقال جوزيب بوريل إن التكتل أخذ "علما بشكل جيد" بقرار المحكمة، وحض على مزيد من الدعم لرأي المحكمة. وأضاف "في عالم يشهد انتهاكات مستمرة ومتزايدة للقانون الدولي، من واجبنا الأخلاقي أن نؤكد من جديد التزامنا الثابت بجميع قرارات محكمة العدل الدولية بطريقة متسقة".= وتابع في بيان أن الرأي "سيحتاج إلى تحليل أكثر دقة، بما في ذلك بالنظر إلى انعكاساته على سياسة الاتحاد الأوروبي". وقرار محكمة العدل الدولية ليس ملزما، لكنه يأتي وسط قلق متزايد بشأن عدد القتلى المدنيين المرتفع والدمار في الحرب الإسرائيلية التي أشعلها الهجوم الدامي لحماس على اسرائيل في أكتوبر، فضلا عن التوتر المتزايد في الضفة الغربيةالمحتلة. ومن المرجح أن يؤدي تدخل المحكمة إلى زيادة الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل بشأن الحرب في غزة، وكذلك بالنسبة لدعم الاتحاد الأوروبي. في يونيو 1967، استولت إسرائيل على الضفة الغربيةوالقدسالشرقية ومرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية في أعقاب حرب الأيام الستة ضد جيرانها العرب. ثم بدأت لاحقا باستيطان ال70 ألف كيلومتر مربع من الأراضي العربية التي احتلتها. وأعلنت الأممالمتحدة في وقت لاحق أن احتلال الأراضي الفلسطينية غير قانوني، واستعادت القاهرةسيناء بموجب اتفاق السلام الذي أبرمته مع إسرائيل عام 1979.