أعلن حزب الله أنّه أطلق عشرات صواريخ الكاتيوشا" على شمال إسرائيل ردّا على مقتل مدنيّتين بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة حانين جنوبيلبنان حيث يسجّل يومياً قصف متبادل. وقال الحزب في بيان إنّه استهدف "مستعمرة مرغليوت، بلدة هونين اللبنانيةالمحتلة، بعشرات صواريخ الكاتيوشا (...) في إطار الردّ على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، وتحديداً المجزرة المروّعة في حانين وسقوط شهداء وجرحى مدنيين". وكان الدفاع المدني والإعلام الرسمي اللبناني أفادا بمقتل مدنيّتين من عائلة واحدة، إحداهما طفلة، في غارة إسرائيلية استهدفت الثلاثاء منزلاً جنوبيلبنان. وقال مصدر في الدفاع المدني إنّ "سيدة تبلغ 56 عاماً قتلت مع طفلة (12 عاماً) من عائلتها" فيما نُقل عدد من الإصابات من العائلة ذاتها إلى المستشفى. وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية الحصيلة ذاتها، مشيرة إلى إصابة ستة أشخاص آخرين بجروح جراء "الغارة المعادية على منزل في حانين". وقالت الوكالة إن "المقاتلات الحربية المعادية نفذت" غارة على منزل "مؤلف من طابقين وأطلقت باتجاهه صاروخين من نوع جو-أرض ، ودمرته بالكامل"، موضحة أن المبنى كانت "تقطنه عائلة لم تغادر البلدة منذ بداية الاعتداءات الاسرائيلية". وجاءت هذه الغارة بعيد إعلان حزب الله أنّه شنّ هجوماً بطائرات مسيّرة على مقرّين عسكريين في شمال إسرائيل "ردّاً" على مقتل أحد مقاتليه بضربة إسرائيلية في جنوبلبنان في وقتٍ سابق، وسط تصعيد متواصل بين الطرفين. وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلاً للقصف بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من ستة أشهر. لكنّ الحزب كثّف وتيرة استهدافه لمواقع عسكرية منذ الأسبوع الماضي على وقع توتر بين إسرائيل وداعمته طهران على خلفية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل. وذكر الحزب في وقت سابق أنّه شنّ "هجوماً جوياً مركباً بمسيرات إشغالية وأخرى انقضاضية" على "مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة" عسكرية شمال مدينة عكا، وذلك "رداً على العدوان الإسرائيلي على بلدة عدلون ومقتل احد قادتها. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان أن قواته "اعترضت بنجاح هدفين جويين مشبوهين في الساحل الشمالي" للبلاد. وجاء استهداف حزب الله للمقرين الإسرائيليين بعد ساعات من ضربة شنّتها مسيّرة اسرائيلية على سيارة في منطقة عدلون في قضاء صور، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس، ما أسفر عن مقتل "مهندس في وحدة الدفاع الجوي في حزب الله". من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنّ إحدى طائراته قتلت عنصراً "بارزاً في وحدة الدفاع الجوية في حزب الله في جنوبلبنان"، مضيفاً أن القتيل كان "نشطاً في التخطيط لهجمات وتنفيذها ضد اسرائيل". وأورد الجيش في البيان نفسه أنه قتل ليلاً مقاتلاً "من الوحدة الجوية في قوة الرضوان"، قوات النخبة في حزب الله. وتعرّضت قرى في جنوبلبنان لقصف إسرائيلي مكثف خلال ساعات الليل، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية. ويأتي ذلك بعد إعلان حزب الله ليل الأحد عن إسقاط "طائرة مسيرة معادية" في جنوبلبنان من طراز "هرميس 450"، فيما أكد الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين سقوط مسيرة عائدة له في جنوبلبنان بعد إصابتها بصاروخ أرض-جو. ومنذ اليوم الذي أعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله والدولة العبرية القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي. ويعلن الحزب استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية . ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات لمقاتلين قرب الحدود وقياديين ميدانيين. ومنذ بدء التصعيد، قُتل في لبنان 380 شخصا على الأقلّ بينهم 252 عنصراً في حزب الله و72 مدنيا، وفق حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 11 عسكرياً وثمانية مدنيين.