أعلن حزب الله الثلاثاء إطلاق "أكثر من مئة صاروخ" في اتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ردّاً على قصف الدولة العبرية مناطق في لبنان أبرزها مدينة بعلبك (شرق)، في سياق التوتر بين الطرفين منذ اندلاع الحرب في غزة. وقال الحزب في بيان إنه "رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك ومقتل مواطن" ليل الاثنين، قام عناصره صباح الثلاثاء بقصف "مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا". وتقع هذه المواقع في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي منذ الثامن من أكتوبر، غداة اندلاع حرب غزة. وبقيت الضربات محصورة إلى حد كبير في المنطقة الحدودية في البلدين، على الرغم من أن إسرائيل تنفّذ أحيانا ضربات في العمق اللبناني. وكانت آخر هذه الضربات مساء الاثنين، حين سقط قتيل في غارات جوية إسرائيلية قرب مدينة بعلبك، وفق ما أفاد مصدر أمني. وهي المرة الثانية منذ بدء التصعيد، توجّه فيها إسرائيل ضربات لهذه المنطقة الواقعة على مسافة نحو 100 كلم من الحدود الجنوبية. قتيل في غارات قوات الاحتلال على شرق لبنان وفي 26 فبراير، استهدفت ضربات إسرائيلية بعلبك، ما أسفر عن مقتل عنصرين في حزب الله، في غارات كانت الأكثر عمقا في الأراضي اللبنانية منذ أكتوبر. ومنذ بدء التصعيد بين الطرفين، يعلن حزب الله بشكل يومي استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود. ويؤكد الحزب أنه لن يوقف هجماته ضد إسرائيل إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت شدّد مؤخرا على أن أي هدنة في غزة لن تحيد إسرائيل عن هدفها إبعاد حزب الله من جنوبلبنان، محذّرا من أنه إذا تعذّر إيجاد حل دبلوماسي للوضع "فسنفعل ذلك بالقوة". ومنذ بداية تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قُتل 317 شخصاً على الأقل، معظمهم من عناصر حزب الله إضافة إلى 54 مدنياً في لبنان، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وقضى في الجانب الإسرائيلي عشرة جنود وسبعة مدنيين، بحسب الأرقام الرسمية. والاثنين أفاد مسؤول أمني وكالة فرانس برس بأن "الطيران الإسرائيلي استهدف مبنى سابقا لحزب الله بالقرب من مستشفى دار الأمل"، مضيفا "وأغار مرة ثانية" على مستودع في غرب بعلبك. وذكر أن الضربات أوقعت قتيلا وستة جرحى. وجاء في منشور لمحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر على منصة إكس "سقوط قتيل في بلدة دورس". وأكد مصدر أمني ثانٍ وقوع الضربات، من دون الإشارة إلى تسجيل إصابات. كذلك أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بأن "الطيران الإسرائيلي نفذ مساء (الاثنين) غارة استهدفت مبنى سكنيا في بلدة أنصار البقاعية، جنوب مدينة بعلبك"، وباندلاع نيران وتصاعد أعمدة الدخان من المكان المستهدف. وعادت وأفادت بأن "غارة جوية إسرائيلية استهدفت مستودعا غربي بعلبك، بين بلدتي شمسطار وطاريا". وتعدّ مدينة بعلبك في البقاع معقلا لحزب الله محاذيا لسورية. وأكد الجيش الإسرائيلي أن "طائراته المقاتلة" شنت غارات على "موقعين" ل"القوات الجوية لحزب الله" في البقاع، السهل الذي تقع فيه مدينة بعلبك.