من شاهد النصر في الدور الأول من الدوري وقارنه بوضعه الحالي بعد فترة الانتقالات الشتوية، من المؤكد سوف يلاقي فروقات من الناحية اللياقية والفنية المختلفة تماماً عن بداياته الموفقة، والآن الفريق الأصفر يدفع ضريبة إعداده السيئ وغير الجيد بعد فترة التوقف. حتى تعرف الفوارق شاهد وقارن بين المعسكر الأول للنصر في الدور الأول كان قوياً ولعب مباريات ذات وزن عالٍ، وعكس المعسكر الصيني الملغي فجأة بسبب إصابة قائد فارس نجد النصراوي الأسطورة كريستيانو رونالدو كان أحد أسباب التدهور الكبير لنادي النصر. وهذه المجاملة للاعب واحد على حساب وضع نادٍ كبير مثل النصر، هذا القرار يعطي درساً للمستقبل يجب أن يستبصره النصراويون حتى لا يتكرر في السنوات القادمة. نستطرد حكمة تقول: إذا كررت نفس العمل سوف تلاقي نفس النتيجة، ورونالدو نجم أسطوري وتاريخي ولكن لا يجب أن تشعروه أنه هو أهم من أهداف نادي النصر المنشودة. بداية انكشاف الأزمة النصراوية الطاحنة في كأس موسم الرياض عندما خسر المستوى والأداء والبطولة في وقت واحد من أمام غريمه التقليدي الهلال، ومن هذه الموقعة بدؤوا يُشعرون جمهوره بالقلق على مستقبل ناديهم. وفي الدوري دق الحزم متذيل الترتيب في الدوري ناقوس الخطر على النصراويين حينما فاجأهم بالتسجيل أربعة أهداف في مرماهم نتيجة سوء دفاعي واضح. والرائد الفريق الذي أعطى المؤشر الأكبر للأزمة النصراوية الفنية الحادة بعدما كسبوهم بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وساهمت هذه المباراة في هز الثقة قبل مباراته في ذهاب ربع نهائي آسيا أمام العين الإماراتي. على رغم ما مر فيه النصر في مباريات الدوري إلا أنهم انصدموا أكثر من مباراة الذهاب خاصة بعد إصابة نجمي الفريق الأصفر البرازيلي أندرسون تاليسكا مع النجم سلطان الغنام، عطفاً عن هزيمة الفريق بهدف نظيف. والجمهور النصراوي كان يُمني النفس بنتيجة إيجابية تَكفل لهم التأهل إلى نصف نهائي بطولة آسيا، ولكن الحماس النصراوي الزائد الذي ضاع أمام التركيز العيناوي المحكم، وصحيح مباراة كانت فيها إثارة وسجال بين العملاق السعودي والإماراتي، ولكن الجاهزية البدنية رجحت كفة العين في ما كان لهذا الأمر بالغ الأثر في خطف نتيجة المباراة من خلال ركلات الترجيح لمصلحة زعيم الإمارات. تستغرب من المدرب البرتغالي كاسترو لم يَتهاون في رسم نهج الاستحواذ والتدوير بالكرة في النصر، بينما هو أهمل التنظيم في الجانب الدفاعي، ومن يُريد أن يتأكد من المعاناة فليشاهد عدد الأهداف الكبيرة التي سجلت في مرمى فريقه. النصر خسر بطولة آسيا المنشودة من قبل جماهيره، وفي الطريق لخسارة الدوري بحكم فارق النقاط الشاسعة التي تصل إلى 12 نقطة بينه وبين غريمه التقليدي الهلال، ولم يتبق له إلا بطولتا السوبر وكأس الملك، فأيهما ستكون التعويض؟ لتنضم إلى مكسب البطولة العربية. في الختام: النصر نادٍ لديه كل مقومات النجاح، ولكنه ينجح مرة ويخفق مرات بسبب الأخطاء الإدارية والفنية التي لم يستفيدوا منها منذ سنوات. حسين البراهيم - الدمام