تبدو حظوظ الفريق النصراوي في خطف إحدى بطاقتي التأهل عن مجموعته الآسيوية الصعبة أمر متوقع وبشكل كبير، فالفريق يمتلك أسماء مميزة فنيًا كالهداف عبدالرزاق حمد الله وثنائي الوسط نور الدين مرابط وجوليانو والحارس الخبير والأمين براند جونز والسحري يحيى الشهري وهي أسماء لها ثقلها الفني متى ماكانت في يومها استطاعت أن تحقق حلم الجماهير النصراوية بتحقيق اللقب الأول في تاريخ النادي. قد يكون الحكم باكرًا على القطع بمدى قدرة النصر على التأهل عن مجموعته من عدمها، لكن من شاهد أداء وأسماء لاعبي الفرق التي ستلعب مع أصفر العاصمة في الجولات القادمة سيدرك أن الفوارق الفنية والجاهزية تميل لصالح النصر ولصالح مدربه الداهية روي فيتوريا. السيد روي فيتوريا يدرك مدى المصاعب التي ستواجهه خلال المرحلة المقبلة لعل أهمها كيفية الموازنة بين بطولات ثلاث كبرى كبطولة دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين والذي يعد أصفر فيتوريا من أبرز المرشحين لنيلها بجانب منافسه وغريمه التقليدي فريق الهلال، وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، والبطولة الحلم للجماهير النصراوية بطولة دوري أبطال آسيا للأندية المحترفة والتي تعد مطلب جماهيري لا يمكن التنازل عنه مهما كان الثمن. الواقع يقول إنه يتوجب على مسيري القرار في البيت النصراوي وفي مقدمتهم السيد فيتوريا النظر لمصلحة الفريق أولاً ومدى مقدرته على المنافسة على عدة جبهات في ظل عدم امتلاك الفريق لدكة احتياط تساند الفريق وقت اشتداد المنافس فاختيار بطولتين من ثلاث والتركيز عليهما أفضل من تشتيت جهد المدرب واللاعبين وأفضل من المغامرة بالمنافسة على كافة البطولة مما قد يسبب إرهاقًا وضغطًا كبيرًا على لاعبي الفريق وبالتالي خسارة كل البطولات، فالمنافسة على البطولات الثلاث وجعل تحقيقها هدفًا رئيسيا أمر سيكون له انعكاسات سلبية على لاعبي الفريق في ظل الضغط الكبير عليهم حاليًا بعد فقدان صدارة الدوري وضغط المواجهات المحلية والخارجية والتي لم يتعود عليها أغلب لاعبي الفرق خاصة العناصر المحلية. فاصلة ظلت الجماهير النصراوية ولفترة طويلة تردد وفي كل لقاء آسيوي يخوضه منافسها وغريمها التقليدي فريق الهلال مقولة العالمية صعبة قوية في إشارة لعدم تأهل الهلال خلال تلك الفترة لكأس العالم للأندية والآن وبعد أن تم وأد تلك المقولة والتي سببت خلال سنوات مضت عقدة نفسية لجماهير ولاعبي ومحبي الهلال على الجماهير النصراوية حث إدارة ومدرب ولاعبي فريقها لتحقيق البطولة الآسيوية وفي أقرب مشاركة وإلا عليها أن تشرب من نفس الكأس الذي سقته لغيرها خلال ما مضى من مواسم، فمقولة «الآسيوية صعبة قوية» التي بدأت تتبلور وبشكل كبير سيجدها محبو النصر أمامهم وفي كل لقاء سيلعبونه إلا إذا استطاع أصفر القارة وأول عالمي في قارتها تحقيق البطولة القادمة ووأد عقدة هذه المقولة مبكرًا قبل أن يبدأ مفعولها في نفسيات محبي الفريق.