أعلن نادى النصر في ديسمبر 2022 عن تعاقده رسميًا مع النجم البرتغالى، كريستيانو رونالدو، بعقد لمدة موسمين ونصف الموسم، فى صفقة انتقال حر كانت حديث الشارع الرياضي العالمي، بعد أن فسخ اللاعب الأسطوري عقده مع فريقه السابق مانشستر يونايتد. واختلفت ردود أفعال الجماهير والنقاد حيال هذه الخطوة، حيث اعتبرها البعض صفقة عالمية للنصر سوف تُكلل بالنجاح الساحق، فيما رأى آخرون أنها خطوة غير مُوفقة من "الدون"، جاءت بسبب عدم حصوله على عرض أوروبي يوازي طموحاته التي لا تنتهي. لكن بعد مرور 8 أشهر للنجم البرتغالي مع النصر، يمكننا القول أن رونالدو فاز بالرهان ورد على كل الانتقادات التي طالته، حيث انطلق "الدون" في استكمال تسطير مسيرته الكروية الذهبية مع "فارس نجد"، رابحًا العديد من التحديات التي كانت تنتظره بعد موافقته على خوض مغامرته الحالية في دوري روشن السعودي. ويُعتبر نجم النصر ظاهرة مُدهشة بمعنى الكلمة، يعتقد الكثيرون أنها لن تتكرر؛ بسبب استمرار تألقه في الملاعب، وتحقيقه للعديد من الإنجازات، وتحطيمه أرقام قياسية مختلفة، رغم وصوله إلى سن كبير نسبيًا للاعب كرة قدم. وكعادته، أظهر "صاروخ ماديرا" دائمًا خلال السنوات الماضية قدرته على مواجهة الصعاب، ولم يختلف الأمر كثيرًا عندما ارتدى قميص النصر؛ لذا دعونا نستعرض لكم في السطور التالية أهم 3 تحديات ربحها النجم البرتغالي رونالدو بعد انضمامه لأصفر العاصمة. الانسجام والتأقلم تمكن الظاهرة البرتغالية من الانسجام سريعًا مع الكتيبة النصراوية، ولم تتأخر أهدافه مع "العالمي"، وشهدت مباراته الرابعة مع الفريق تسجيله "سوبر هاتريك" في شباك الوحدة، كما ظهرت روحه العالية وتأقلمه الكبير مع زملاءه وجماهير فريقه، وبدا وكأنه يلعب مع النصر منذ سنوات طويلة. وبلغ عدد أهداف رونالدو مع النصر حتى الآن 26 هدفًا، أحرزهم في 30 مباراة عبر كل المسابقات، كما صنع 8 أهداف آخرين، وفي الموسم الحالي، خاض النجم البرتغالي 4 مباريات في دوري روشن، وسجل 6 أهداف؛ ليعتلي صدارة هدافي البطولة، إضافة لتقديمه 4 تمريرات حاسمة مع كتيبة المدرب البرتغالي لويس كاسترو. كما قاد رونالدو فريقه للظفر ببطولة كأس العرب للأندية الأبطال 2023 "كأس الملك سلمان للأندية"، في أغسطس/ آب الماضي، بعد تسجيله هدفين ليحقق فريقه الفوز بنتيجة (2-1) على الغريم التقليدي الهلال في المباراة النهائية، التي امتدت للأشواط الإضافية. مواصلة اللعب مع المنتخب البرتغالي بعد الحضور إلى دوري روشن السعودي، توقع كثيرون ألا يتم استدعاء رونالدو للمنتخب البرتغالي مُجددًا، لاسيما مع وصوله لعامه ال38، ومغادرته اللعب في القارة الأوروبية العجوز، لكن كان للنجم الكبير رأي آخر، وبرهن على استحقاقه لمكانة في تشكيلة "برازيل أوروبا". وخلال فترة التوقف الدولي الحالية، تم اختيار رونالدو في التشكيلة البرتغالية التي ستخوض مواجهتي سلوفاكيا ولوكسمبورغ، ضمن تصفيات كأس أوروبا "يورو 2024"، التي سجل فيها النجم النصراوي 5 أهداف خلال 4 مباريات، ويطمح اللاعب خلال الفترة المقبلة لتحطيم أرقام قياسية جديدة في مسيرته الدولية الحافلة بالإنجازات والأرقام الإعجازية. وقد علق مدرب المنتخب البرتغالي، الإسباني روبرتو مارتينيز، على استدعاءه ل"الدون": "إنه لاعب شارك في 200 مباراة، هذا شيء فريد من نوعه، يمكنني أن أخبركم أنني سعيد جدا بوجود رونالدو في فريقي". تشجيع نجوم العالم على الانتقال إلى دوري روشن ظهر تأثير رونالدو على نجوم الكرة العالمية، بتوافدهم إلى دوري روشن خلال الفترة الماضية، وذلك بعد تشجيع النجم البرتغالي لهم على القيام بهذه الخطوة؛ بسبب قراره غير المُتردد بقبول العرض النصراوي. وبعد انضمام رونالدو إلى "العالمي"، حضرت أساطير أخرى إلى دوري روشن ، على غرار النجم الفرنسي كريم بنزيما الذي انضم إلى الاتحاد، والبرازيلي نيمار القادم إلى الهلال، والذي صرح مؤخرًا أن البعض وصف رونالدو ب"الجنون" بعد قراره، لكنه فتح الطريق لقدوم النجوم إلى الدوري السعودي. وفي هذا الإطار، أكدت يومية "آس" الإسبانية أن بنزيما سعى للحصول على مشورة رونالدو بشأن التحرك للسعودية؛ لما يملكه البرتغالي من خبرة مع النصر، وقالت الصحيفة : "تحدث بنزيما إلى زميله السابق في نادي ريال مدريد بعد تلقيه عرض الاتحاد للحصول على معلومات حول الدوري السعودي والحياة في البلاد.. وبعد حصوله على نتيجة إيجابية للغاية من كريستيانو، وافق بنزيما على خوض التجربة". ولا يزال رونالدو يتطلع لتحقيق المزيد من الإنجازات خلال الفترة المقبلة بقميص النصر، وقد أعرب مؤخرًا في مقابلة مع الموقع الرسمي لدوري روشن عن سعادته مع فارس نجد، ورغبته في الاستمرار، مُضيفًا: "إذا استمر الدوري السعودي في مساره الحالي للسنوات الخمس المقبلة، فمن المحتمل أن يصبح أحد أفضل خمس بطولات دوري في العالم".