نما سوق سخانات المياه العالمية في العام الماضي محققاً 29.2 مليار دولار، فيما من المتوقع نمو القطاع بمعدل سنوي مركب 4.7٪ من عام 2024 وحتى عام 2030، بفضل الطلب القوي على المياه الساخنة في البيوت السكنية، واستخداماته المتعددة في فصل الشتاء على وجه الخصوص، حيث تتنوع هذه الاستخدامات بين غسيل الملابس، والاستحمام الدافيء، والنظافة، والطبخ، ومع ارتفاع عدد سكان العالم، وسرعة التحضر، وتغير أنماط الحياة، يتزايد الطلب على الماء الساخن، في الوقت الذي أصبح فيه المستهلكون أكثر وعياً بالتأثير البيئي للسخانات الكلاسيكية، مما يدفعهم إلى اختيار المنتجات المتوافقة مع كفاءة استخدام الطاقة والأكثر استدامة، وستؤدي التطورات التكنولوجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والعروض المبتكرة من السخانات، في تعزيز نمو السوق العالمية. يتميز سوق السخانات بدرجة عالية من المنافسة بسبب تنوع التقنيات المستخدمة، ووجود عدد كبير من الشركات المصنعة على المستوى العالمي، بالإضافة لذلك، يتأثر السوق باللوائح والسياسات المتعلقة بكفاءة الطاقة وانبعاثات الكربون، بينما تعمل التطورات التكنولوجية، مثل دمج التقنيات الذكية وإنترنت الأشياء في سخانات المياه، على إحداث تحولات نوعية في الاستخدام، إذ يؤدي التركيز على كفاءة الطاقة والاستدامة إلى نمو الطلب على السخانات الصديقة للبيئة، وعلى مدى السنوات الماضية، طورت الشركات المصنعة لسخانات المياه التكنولوجيا الذكية التي تتيح للمستخدمين التفاعل مع النظام بشكل أكثر فاعلية، وعلى سبيل المثال، يمكن للمستهلكين ضبط درجة حرارة الماء باستخدام تطبيق مثبت على الهواتف الذكية، والتحقق من حالة المدفأة، وإغلاق الوحدة من أي مكان، حيث تساعد السخانات الذكية على منع تلف السخان بسبب الماء عن طريق إغلاق النظام بمجرد اكتشاف التسرب. تعتبر سوق سخانات المياه العالمية منظمة بشكل كبير في الوقت الراهن، حيث تطبق الحكومات المختلفة معايير ومبادئ إرشادية صارمة، وتركز هذه اللوائح على ضمان سلامة السخانات، وفعالية الأداء، والأثر البيئي، وتفضيلات المستهلكين، وسلوك الشراء المتوقع، مثل تفضيل سخانات المياه الموفرة للطاقة، والمنتجات الفعالة من حيث التكلفة، والطلب القوي على مشتريات السخانات عبر الإنترنت، ويأتي الاتجاه المتزايد نحو كفاءة الطاقة مدفوعاً بتزايد الطلب الاستهلاكي واللوائح التنظيمية، حيث تؤثر لوائح الطاقة والبيئة على اعتماد الأجهزة الموفرة للطاقة. تمثل كفاءة الطاقة أولوية كبرى لمعظم المقاولين والبنائين والمهندسين الذين يدعمون المشاريع الخضراء، وعلى سبيل المثال، فإن الحلول الخضراء والاستدامة تكتسب أهمية استثنائية في أميركا وأوروبا، حيث تقوم العديد من الولايات والمدن بتنفيذ سياسات تنظيمية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة واستخدامات الطاقة في المباني، وقد سيطرت المنتجات الكهربائية على سوق السخانات العالمية، مستحوذة على حصة قدرها 51% في عام 2023، مدعومة بإدخال الكهرباء إلى المزيد من المناطق المحرومة من الكهرباء حول العالم، وبخاصة في آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا، ومن المرجح أن يبقى الطلب على السخانات مدفوعاً بكفاءة الطاقة، وزيادة الاستدامة البيئية، والتحكم في درجة الحرارة، فيما ستؤدي القواعد الصارمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وزيادة ترشيد استخدامات الطاقة، إلى تعزيز الطلب على سخانات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية. يؤدي الوعي البيئي للمستهلكين إلى زيادة الطلب على السخانات الصديقة للبيئة، في المقابل، يدعم الابتكار في المنتجات الجديدة، وتوسيع شبكات أنابيب الغاز، الطلب على السخانات التي تعمل بالغاز، مما يفيد نمو الصناعة بشكل عام، وقد هيمن قطاع صهاريج التخزين على السوق في عام 2023، ومن المتوقع أن يظهر هذا القطاع نمواً مربحاً في عام 2024، بسبب إمكانية تحويل الطاقة العالية ومتطلبات الصيانة المنخفضة للمنتج، فيما ستؤدي زيادة أعداد تراكيب صهاريج التخزين في المشروعات التجارية والصناعية بالمواقع الباردة إلى زيادة الطلب، لأن هذه المنتجات توفر مزايا هائلة للمستهلكين العالميين، مثل دقة التحكم في درجة الحرارة، وزيادة كفاءة الطاقة، والاستدامة البيئية. يحقق قطاع السخانات الهجينة، وهى سخانات تعتمد علي الكهرباء مناصفة مع الطاقة الشمسية، نمواً كبيراً بسبب سماتها المتميزة، مثل إمكانية التبريد والتدفئة من وحدة واحدة، حيث تستخدم هذه المنتجات الكهرباء لنقل الحرارة من مكان إلى آخر بدلاً من توليد الطاقة مباشرة، مما يجعلها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من المنتجات الكهربائية، ومن المتوقع أن تحقق سعة السخانات التي تتراوح بين 30 و100 لتر نمواً كبيراً خلال عام 2024، نظراً للإقبال الكبير عليها من المؤسسات السكنية والتجارية على حد سواء، مثل البنوك، ودور الرعاية الصحية، والفنادق، والمؤسسات الحكومية، ومجمعات التسوق، ويدفع استمرار التحضر والهجرة المستمرة من الريف إلى المدن، نمو الطلب على الشريحة سعة 100-250 لتراً، ويؤدي توافر السخانات بسعات مختلفة تلبي رغبات وأذواق كافة المستهلكين، إلى توسع السوق. يتوقع أن يشهد القطاع السكني نمواً مربحاً خلال عام 2024، مدعوماً بالتطور السريع في البنية التحتية السكنية، وارتفاع الدخل المتاح، وتوسيع شبكة أنابيب الغاز، وزيادة إدخال الكهرباء للمناطق المحرومة في المناطق النائية حول العالم، وهذا الأمر سيزيد الطلب على السخانات، وستؤدي الحاجة إلى تقنيات تسخين المياه الموثوقة والصديقة للبيئة وغير المكلفة، خاصة في القطاعين الصناعي والسكني، إلى نمو حجم السوق، بالإضافة لذلك، يتوقع أن تؤدي قدرة سخانات المياه على العمل بتكاليف منخفضة، بما يصل إلى 75% أرخص في الصيف، وأقل بنسبة 30% في الشتاء، إلى تعزيز الطلب حتى نهاية العقد الحالي. تستخدم السخانات في العديد من التطبيقات الصناعية، مثل البناء والأغذية والمشروبات والأدوية والطاقة والزراعة، وتعد هذه القطاعات قاطرة النمو للسخانات، ففي قطاع البناء والتشييد، على سبيل المثال، تعتبر السخانات مفيدة لتوليد البخار، والحماية من التجميد، وتسخين المياه، فيما سيؤدي انتشار السخانات بدون خزانات في أماكن العمل التجارية إلى دفع النمو السوقي، وعند النظر إلى خريطة القطاع عالمياً، سنجد أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ سيطرت على السوق في عام 2023، وشكلت حصة بنحو 37.3% من إجمالي السوق العالمية، بفضل زيادة توافر الغاز والكهرباء في المناطق الريفية حول العالم، ونمو استثمارات البنية التحتية، والزخم الإيجابي في قطاع البناء والتشييد، وتسارع خطط التنمية الصناعية في اقتصادات جنوب شرق آسيا، ومن المرجح أن يؤدي التركيز على حياد الكربون ومعايير كفاءة الطاقة إلى زيادة نمو السوق. أما في السعودية، فقد وصل حجم سوق سخانات المياه الكهربائية إلى 522.3 مليون دولار في عام 2023، ومن المتوقع نمو القطاع بمعدل سنوي مركب 4.9٪ من عام 2024، وحتى 2030، حيث يركز السوق على الاستدامة، وتطوير التكنولوجيا، وتعزيز كفاءة الطاقة، فيما يظل المصنعون، والبرامج الحكومية قوة رئيسة وراء هذه التطورات الإيجابية في القطاع، ومن المرجح أن تنمو مبيعات السخانات الكهربائية في السعودية خلال العام الجاري، بفعل متانة النمو الاقتصادي، وقوة الدخل المتاح للمستهلكين، وسرعة التحضر، والتوسع السكاني الذي يدفع الطلب على أنظمة تسخين المياه الموثوقة والفعالة، في ظل التطورات التكنولوجية التي تحسن من أنظمة السخانات، والقدرة على تحمل تكاليفها، وإمكانية توفر السخانات المتطورة تقنياً عبر استخدامات الذكاء الاصطناعي، والتي تمنح المستهلكين السعوديين خيارات متنوعة عند الشراء. يعمل مصنعو السخانات الكهربائية في السعودية على تطوير ميزات متطورة مثل المواد العازلة المحسنة، وأنماط توفير الطاقة، وأدوات التحكم الذكية لزيادة كفاءة الطاقة، ومع هذه التطورات، من المتوقع أن تستخدم هذه السخانات كمية أقل من الكهرباء، وأن تعمل بشكل أفضل، ومن خلال دمج عناصر التحكم الرقمية، وقدرات الوصول عن بعد، يتم تحقيق اختراقات تكنولوجية في القطاع بالسعودية، حيث تعمل هذه الابتكارات على تحسين سبل الراحة والرفاهية عبر تمكين المستهلكين من مراقبة وإدارة سخانات المياه الكهربائية الخاصة بهم باستخدام الهواتف الذكية، بالإضافة لذلك، تركز السوق السعودية على الاستدامة، وتكنولوجيا الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية لتسخين المياه، حيث يعتمد المصنعون على مواد صديقة للبيئة في صناعة السخانات.
