حدث تاريخي وفريد شهدته منطقة البلقان، بانعقاد مؤتمر مهمّ نظمته رابطة العالم الإسلامي في سراييفو بالتنسيق مع البرلمان البوسني.. تحت عنوان (تعزيز والترسيخ قيم السَّلام والتعايُش بدول البلقان)؛ حيث حظي بالاهتمام الكبير والبالغ من الإعلام في دول منطقة البلقان. الحدث التاريخي شمل مشاركة معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى رئيس هيئة علماء المسلمين الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في هذا المؤتمر الإقليمي، وكذلك المشاركة الواسعة من الرئاسات البرلمانية والحكومية والقيادات الدينية وقيادات المجتمع ومؤسساته المختلفة، وما نتج عنه من "إعلان رسالة سراييفو للسلام". الدكتور العيسى شخصية ذات تأثير كبير في الأوساط الدينية والشعبية بشكل عام وعلى مستوى العالم، كما له مكانة خاصة في قلوب المسلمين في دول البلقان، تقديرًا لجهوده ومبادراته في نشر ثقافة الحوار مع الآخر ومحاربة التطرف، وتمثيله الموفق، لرسالة الإسلام الوسطية المعتدلة. ولا شك أن العالم اليوم يشهد لفضيلته النقلة الكبيرة التي أحدثها في رابطة العالم الإسلامي حتى تبوأت المكانة الموثوقة التي خولتها لقيادة العديد من المبادرات العالمية وفي شتى بقاع الدنيا لتحقيق أهدافها السامية، حتى أصبحت الرابطة ملجأ للحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية للتعاون في مجال نشر الوسطية والاعتدال واحتضان مبادرات التقارب والحوار. لقد كان حضور فضيلة الشيخ العيسى لسراييفو لافتًا بما حمله هذا الحضور من رسائل مؤثرة وعميقة ركزت على أهمية لغة الحوار للتعريف بمبادئ الإسلام الصحيحة وإبراز سماحة الدين الإسلامي الحنيف، البعيدة عن التطرف والتعصب، والحث على دوام التعايش، والتزام القوانين ونبذ العنف وحسن التعامل، وتحقيق المصالح بين المجتمعات. وكما كان متوقعًا، فقد كان معاليه خلال زيارته الأخيرة محل تقدير واحترام على كل المستويات من الرئاسات الحكومية والبرلمانية حتى حضور المؤتمر والخطب التي تفضل بها معاليه خلال برنامج الزيارة خصوصًا عندما حل خطيبًا على منبر الجامع التاريخي الكبير في ألبانيا تلبية لدعوة رئيس المشيخة الإسلامية والمفتي العام لجمهورية ألبانيا، ليخطب الجمعة في الرمز الإسلامي التاريخي الألباني، الذي يتجاوز عمره 200 عام؛ متحدثًا خلالها عن قيم الإسلام وسلوك المسلم. وغني عن القول إن هذه الجهود الرائدة تُظهر أهمية استمرار المبادرات التي يقودها الشيخ العيسى لضمان تأثير مستدام يسهم في بناء جسور التفاهم والسلام بين الثقافات والأديان في المنطقة وعلى المستوى العالمي؛ حيث يعكس دور معاليه النشط في تعزيز الحوار والتعايش السلمي الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه القيادات الدينية في تعزيز الاستقرار والتعايش السلمي، مما يؤكد على أهمية التواصل والانفتاح بين مختلف الشعوب والثقافات لتحقيق عالم أكثر سلامًا وتفاهمًا. فضيلة الشيخ العيسى سبّاق دائمًا للمبادرة والتواصل مع كل شعوب العالم، ونحن في البلقان عامة نرحب به ونسعد بزيارته لأن رؤيته واضحة مبنية على منهج الوسطية والاعتدال، ودائمًا لديه الرؤية العميقة في توجيه الدعاة والأئمة والمثقفين المسلمين، نحو ما فيه الخير للجميع. * داعية / جمهورية مقدونيا الشمالية د. محمد بن عبدالكريم العيسى