قال الله تعالى: « لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ». وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى اللهِ عز وجل أنفعهم للناسِ وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً). فالتطوع ظاهرة اجتماعية تختلف في أشكالها ومجالاتها وطريقة أدائها وفق توجهات وثقافات كل مجتمع، والمفهوم العام للتطوع هو بذل الجهد أو المال أو الوقت أو الخبرة بدافع ذاتي دون مقابل مادي. ولقد تم رصد الدوافع التي تدعو إلى التطوع من قبل عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية، فوجد أن المتطوعين يختلفون في دوافعهم ورغباتهم في التطوع. التطوع هو تقديم المساعدة والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمعِ عمومًا ولأفراده خصوصًا، وقد أطلق عليه مسمى عمل تطوعي لأن الإنسان يقوم به طواعية دون إجبار من الآخرين على فعله، فهو إرادة داخلية، وغلبة لسلطة الخير على جانب الشر، ودليل على ازدهارِ المجتمع، فكلما زاد عدد العناصر الإيجابية والبناءة في مجتمع. من أهداف العمل التطوعي؛ حب الآخرين وتقديم المساعدة لهم، والحصول على الأجر والثواب، وتكوين العلاقات الاجتماعية واستثمارها لأمور شخصية كالحصول على وظيفة أو مهنة، وكذلك اكتساب مهارات وخبرات جديدة قد يحتاجها المتطوع مستقبلاً في حياته العملية، ومن أهم الصفات التي يجب توافرها في المتطوعين أن يتوافر لدى المتطوع الجدية والالتزام وأن يتمتع بالمصداقية في الأقوال والأفعال وأن يكون لديه مهارات التواصل والتفاهم مع الآخرين، وأن يكون لديه وعي بثقافة الاختلاف، وكذلك أن تكون لديه نزعة إنسانية ويتمتع بالحكمة والصبر، وأن يكون قادراً على إتقان الخدمات التي يقدمها.