تعرضت كبرى البنوك في أميركا وسويسرا لسلسلة من الانهيارات، على رأسها بنك «وادي السيليكون سيليكون فالي SVB وسيغنتشر Signature وكريدي سويس، وفاقم إفلاس تلك البنوك مؤخراً مخاوف المستثمرين، ودفعهم إلى بيع سندات البنوك التي تعد الحلقات الضعيفة. وعزت تقارير دولية سويسرية الوضع الذي آل إليه القطاع المصرفي إلى ارتفاع أسعار الفائدة، وهي الخطوة التي اتخذتها البنوك المركزية رداً على ارتفاع معدلات التضخم إلى مستوى فاق التوقعات. من جهته قال مجلس الاحتياطي الاتحادي أنه الى جانب بيانات من البنوك المركزية الخمسة الأخرى «لتحسين فعالية خطوط المبادلة في توفير التمويل بالدولار، وافقت البنوك المركزية التي تعرض حالياً عمليات بالدولار على زيادة وتيرة عمليات الاستحقاق لمدة 7 أيام من أسبوعية إلى يومية». وفي هذا الشأن قال أستاذ المالية والاستثمار دكتور محمد مكني: قد يكون هنالك آثار على دول الخليج لو استمرت سلسلة انهيارات البنوك في أمريكا وحتى في الاتحاد الأوروبي. وأشار مكني: بأن التدخّل السريع من الحكومة الأميركية والسويسرية، يعطي انطباعاً مطمئناً على المدى القصير، ولكن لازال الوضع في حالة عدم اليقين والتأكد، وتوقع مكني: بأن أزمة البنوك لن تتعدى آثارها خارج تلك البلدين، مؤكدا: «لايوجد تأثير مباشر على دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بسبب محدودية الاستثمارات الخليجية في البنكين»، وحتى استثمارات البنك الأهلي السعودي ومجموعة العليان ليست كبيرة، ويعادل استثمار البنك الأهلي نحو 1.7 %، من المحفظة الاستثمارية للبنك». إلى ذلك رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأميركي» سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس إلى نطاق 3 و3.25 %، وألمح إلى مزيد من الزيادات الكبيرة هذا العام ضمن توقعات جديدة تظهر استهدافه رفع معدل سعر الفائدة إلى 4.40 % بنهاية العام قبل الوصول بها إلى 4.60 % في عام 2023 لكبح التضخم، واقتفت البنوك المركزية الخليجية أثر الفدرالي الأميركي في رفع سعر الفائدة. وقال جيروم بأول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تصريحاته مؤخرا: إن معدل الفائدة قد يكون أعلى من المتوقع. وقال مسئولي الاحتياطي الفيدرالي إنهم يفضلون رفع معدل الفائدة الأساسي للبنك المركزي الأمريكي فوق مستوى ال5.1 % الذي توقعوه في ديسمبر الماضي، وذلك لو ظل النمو والتضخم مرتفعين. وحذّرت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني من مزيد من الصعوبات أمام القطاع البنكي في الولاياتالمتحدة، إثر الأزمة الأخيرة التي نتج عنها انهيار بنك «سيليكون فالي»، من جانبها، حاولت بنوك أميركية كبرى احتواء الأزمة والمساهمة بضخ ما يقرب من 30 مليار دولار في بنك «فيرست ريبابليك»، في خطوة لتهدئة مخاوف المودعين من أن يكون البنك التالي بعد انهيار «سيلكون فالي» و»سيغنتشر» و»سيلفر غيت» الأمريكيين. وتوقعت موديز أن يكون تأثير تعثر بنكي سيليكون فالي وسيغنتشر الأميركيين على مصارف الخليج محدوداً لتمتعها بمرونة كبيرة تجاه هذه الأزمة بسبب الدعم الحكومي للمصارف في دول منطقة الخليج.