الصناديق الاستثمارية الوقفية هي أحد المنتجات الاستثمارية الوقفية لدينا في المملكة، والتي تدار من قبل مؤسسات السوق المالية والمرخصة من قبل هيئة السوق المالية، حيث سهل هذا النوع من الصناديق آلية الانضمام إلى الأعمال الوقفية والمساهمة فيها من خلال الاشتراك في الصندوق، ولكل صندوق آلية ونشاط معين يقوم بدعمه، حيث يصرف ريعها للجهات المستفيدة من الصندوق وفق شرط الواقف لتستفيد منها الجهات غير الربحية المؤهلة. من ناحية أخرى أحد الأهداف الاستراتيجية لهيئة السوق المالية هو دعم نمو إدارة الأصول وتعزيز الاستثمار المؤسسي ولتحقيق هذا الهدف عدة مبادرات ومنها التمكين من إنشاء ونمو الصناديق الوقفية. هناك فرص أكبر لجعل سوق الصناديق الوقفية الاستثمارية أكبر ومتنوع من خلال إنشاء صناديق تخدم المجتمع وألا نراها في تخصصات تقليدية متكررة من ناحية الجهة المستفيدة، فما الذي يمنع من إنشاء صناديق لدعم تخصصات أو قضية معينة أو دعم قطاعات ثقافية مثل الأدب أو الموسيقى أو صناعة الأفلام أو دعم الأبحاث أو فتح مدارس أو جامعات تقدم مستوى تعليم عاليا يخدم شريحة معينة من المجتمع، أيضا هناك الصناديق الوقفية العائلية التي يعود ريعها إلى أفراد أسرة الواقف .... إلخ هذا النوع من الصناديق الوقفية للمشاريع النوعية ستساهم بجذب شريحة أكبر من الواقفين وذلك بسبب طرح مشاريع وقفية تنسجم مع اهتماماتهم، وتكون لها عائد على المجتمع والوطن بأكمله. وسيستفيد الكثير من الأوقاف من التبرعات، سواء كان الأمر كنوع أو رمز للامتنان، أو لتمويل الأبحاث والأنشطة الأكاديمية الأخرى في مجالات محددة ذات اهتمام للأشخاص الواقفين. ما يخدم المجتمع يتغير بتغير الأجيال بسبب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية فبالتالي لا بد من وجود صناديق أكثر حداثة وعصرية لجذب الواقفين ومن ثم توسع ونمو الصناديق الوقفية في المملكة. في الختام تقفز إلى ذهني قصتان للعمل الخيري النموذجي، وتعود الأولى لشركة "رولكس" التي تصنع الساعات، هذه الشركة عبارة عن منظمة غير هَادفة للربح، فهي تحصد أكثر من 4 مليارات دولار سنويًا، لا تذهب لأحد، بل يُعاد تدويرها في مشروعات خيرية، مثل الإنفاق على التعليم أو مشروعات بحثية أو لتطوير ساعات رولكس نفسها، المؤسس "هانس ويلزدورف" حرص من بداية تأسيس "رولكس" على أن يذهب جزء من الأرباح إلى الأعمال الخيرية، والآن "رولكس" مملوكة بالكامل لمؤسسة غير هادفة للربح. أما القصة الثانية في الأوقاف المميزة في مجال الإعلام لقناة National geographic، فمعظم إنتاج القناة من جمعية الجغرافيا الوطنية وهي جمعية غير ربحية ومقرها واشنطن وتدعم البحث العلمي في مجال الجغرافيا والبيئة.