اطلعت على التقرير السنوي للهيئة العامة للأوقاف لعام 2019، ولفت انتباهي عدد من الإنجازات والتي رأيت أنها تستحق تسليط الضوء عليها وأهمها على مستوى تطوير الأنظمة وحوكمة القطاع، معالجة المخالفات والشكاوى وقواعد الإبلاغ عن الأوقاف المجهولة وقواعد التصرف في أصول الأوقاف، أما على مستوى تنمية قطاع الأوقاف، فقد أطلقت عددا من الخدمات والمنصات الإلكترونية المحفزة للواقفين والعاملين في القطاع الوقفي ومنها خدمة ترخيص الصناديق الاستثمارية لتمكين تقديم طلب إصدار ترخيص لصندوق وقفي وخدمة تسجيل الوقف إلكترونيا وخدمة بلاغ عن وقف مجهول وعدد من الخدمات الأخرى. أما على مستوى الصناديق الاستثمارية فقد أطلقت عددا من الصناديق ومنها صندوق الإنماء الوقفي للمساجد وصندوق إنسان الاستثماري وعدد من الصناديق الأخرى والتي يمكن لأي شخص الاشتراك بها عن طريق التوجه لمدير الصندوق. في الحقيقة إن تقرير الهيئة العامة للأوقاف مليء بالتفاصيل والإنجازات التي تنظم العمل الخيري وتعزز القدرات المالية للجهات الخيرية أو الوقفية، حتى يمكنها القيام بكل ما تطمح به من برامج وخطط تصب في صالح الجهات التي تحتاج إلى الدعم وفي صالح المجتمع. في الختام تقفز إلى ذهني قصة للعمل الخيري النموذجي، وتعود هذه القصة لشركة "رولكس" التي تصنع الساعات، هذه الشركة عبارة عن منظمة غير هَادفة للربح، فهي تحصد أكثر من 4 مليارات دولار سنويًا، لا تذهب لأحد، بل يُعاد تدويرها في مشروعات خيرية، مثل الإنفاق على التعليم أو مشروعات بحثية أو لتطوير ساعات رولكس نفسها. المؤسس "هانس ويلزدورف" حرص من بداية تأسيس "رولكس" على أن يذهب جزء من الأرباح إلى الأعمال الخيرية، والآن "رولكس" مملوكة بالكامل لمؤسسة غير هادفة للربح تحمل اسمه.