يفتخر السعوديون - وحُقّ لهم أن يفتخروا - بأنهم شهود عصر على معجزة إنسانية مُلهِمة وعظيمة، تتمثّل في قصّة الكفاح والنجاح المذهل، التي حققتها المملكة العربية السعودية، معجزة التوحيد؛ وهي خليقة بالدرس والتأمل والتحليل. فما نشاهده من أحداث، وما تتلقفه وسائل الإعلام بشكل لحظي، من حروب وفوضى عارمة في العالم بأسره؛ لهي مدعاة للتدبّر والتأمّل والنظر في مآلات الأمور، وكيف أنها فرصة للحمد والشكر والثناء لله سبحانه على نعمه؛ ثم لهذه القيادة الراشدة التي نأت بشعبها عن مواطن الفتن والقلاقل والاضطرابات. جاء اليوم الوطني واسترجعنا معه قصة التوحيد العظيمة التي لخّصت مسيرة مظفّرة وملهمة وباعثة على التقدير والإعجاب. فأن تستمر بلادنا بهذا الثبات والاستقرار وبسط الأمن، والعيش الرغيد؛ عابرين عُباب العواصف والتحديات بكل ثقة واعتزاز؛ في حين أن الإقليم بل العالم بأسره يموج في فتن وأهوال وتحديات مربكة. هذا الرسوخ لمسيرة بلادنا وسيرها بخُطى وثّابة واثقة - على امتداد عقود - منذ التأسيس، أبهر العالم، بل إنه بات أنموذجاً يتمناه كل من فقد الأمن والاستقرار إن كانوا أفراداً أو دولاً. وهو ثبات واستقرار لم يكن رهناً للمصادفة أو الحظ أو الاتّكاء على أمجاد ماضٍ غابر، بل حصيلة تراكم من الخبرات والحصافة السياسية، وقبلها الإيمان الراسخ بنُبل الأهداف والتوجّهات والقيم الروحية التي تنطلق منها وعلى رأسها الدين الإسلامي القويم الذي جعل من التسامح والخير والعدل والمساواة أهم مرتكزاته. من هنا فإنّ حالة البهجة والزهو التي يعيشها السعوديون - في كل مناسبة وطنية - حالة نشوة مُبرّرة ومدعاة للاعتزاز والفخر، فقد أثبتت هذه القيادة بحكمتها وحنكتها أنها تدير سياستها بكفاءة واقتدار؛ في حين شهد العالم كيف أن كيانات تتهاوى وتبدو في غاية الهشاشة؛ ذلك أنها اتخذت من الشعارات الوهمية الزائفة منهجاً وسلوكاً؛ ولم تعبأ بشعبها وانجرفت وراء الدعوات المضللة، وراهنت على الأحلام والأطماع والمصالح الفئوية الضيقة. من هنا فإن الاعتزاز باليوم الوطني ودلالته الرمزية الكثيفة يشكّل حاجة وضرورة علينا جميعاً التعاطي معهما بوعي أكثف وأعمق؛ فتأصيل حب الوطن وإدراك قيمته، والتضحيات الكبرى التي رافقت نشوئه هي بمثابة واجب وطني يجب التذكير به والتعبير عنه بحب وصدق ووعي بالمسؤولية والواجب الوطني الذي يتجاوز القول إلى الفعل والتعبير عنه سلوكاً يحتذى يرسخ الهوية ويجذّر العطاء لكل مواطن ومواطنة شرفهما الله بأن يكونا من أبناء هذه الأرض العظيمة.