غبطة السعوديين وجذلهم المصحوب بالزهو والإعجاب بحلول الذكرى السابعة لتولّي خادم الحرمين الشريفين لمقاليد الحكم؛ ليست مُستغربة؛ بل إنها حالة طبيعية إزاء الشعور الذي يغمرهم كمواطنين؛ وهم يعيشون ثمرات أعظم قصّة مشروع وحدوي في العصر الحديث، فهي قصة نجاح مذهل وغير مسبوق. فالسعوديون في راهنهم شهود عصر على معجزة إنسانية مُلهِمة وعظيمة، قصّة ملحمة وكفاح ونجاح حققته مملكتنا الفتية. ولم تكتفِ بهذا الإنجاز ولا استنامت على حالة الرفاه والرخاء والسكينة التي عمّت أرجاء الوطن. فقد صاحب هذا التحوّل التنموي والحضاري المذهل رؤية عبقرية وطموحة؛ سعت - وتسعى - إلى المحافظة على المكتسبات أولاً؛ وترمق بحصافة واثقة للمستقبل وكيف تخلق منه فرصاً واعدة ومتحققة للوطن والمواطن. من هنا فلا غرو أن نشاهد الوطن على امتداد ورحابة مساحات تحوّل إلى ورشة عمل هادرة لا تهدأ ولا تملّ ولا تكلّ؛ عادّة هذا المستقبل إحدى أدواته الطيّعة التي تستثمرها في إرساء حالة الاستقرار والرغد والرفاه وقبلها الأمن العميم الذي يحافظ على سلامة البشر قبل الأرض والممتلكات والمقدرات التي حباها لهذه الأرض الطاهرة. إن تجربة بلادنا بالفعل معجزة خليقة بالدرس والتأمل والتحليل، فأن تستمر - بفضل الله وتوفيقه ثم بقيادته الراشدة- في هذا الثبات والصلابة ماخرة عُباب العواصف والتحديات التي تعصف بكيانات دول تُعَد عُظمى وأخرى كُبرى، وغيرها من كيانات تتفاوت في قوتها واستقرارها؛ أن تحقق هذا الثبات والاستقرار فهو مؤشر حقيقي وصادق على نجاعة القيادة وحصافة الرؤية ونبوغ العقل. هذا الرسوخ لبلادنا، والسير بخُطى وثّابة واثقة - على امتداد عقود - منذ التأسيس، لم يكن رهناً للمصادفة أو الحظ أو الاتّكاء على أمجاد ماضٍ غابر، بل حصيلة تراكم من الخبرات والحصافة السياسية، وقبلها الإيمان الراسخ بنُبل الأهداف والتوجّهات والقيم الروحية التي تنطلق منها وعلى رأسها الدين الإسلامي القويم الذي جعل من التسامح والخير والعدل والمساواة أهم مرتكزاته.