كلنا معرضون للانتقاد من الغير سواء إن كنّا على صواب أو كنّا على خطأ ولأننا بشر نصيب ونخطي ويخطئ من يظن غير ذلك قد ننتقد نحن الغير حسب وجهة نظرنا التي تحتمل الخطأ وتحتمل الصواب ولكن كيف يتم النقد الصحيح الهادف البناء الذي يستفاد منه ولا يصل إلى الانتقاد القاسي واللاذع الذي يؤدي إلى كثرة الجدل وازدياد المشاكل والخلافات المفضية إلى قطع العلاقات وقد تودي إلى قطيعة الرحم بين الأقارب والأحباب والسبب عدم الفهم من أحد الطرفين أو كليهما.. النقد الهادف البناء مفيد لمن يدركون معنى النقد ويستفيدون منه لذا يجب أن يكون النقد بأسلوب لطيف ونبتعد عن التصادم مع الآخرين قدر الإمكان والتجريح ونختار الوقت المناسب والمفردات الملائمة وبدون شك أن كل من يعملون يكونون عرضة للنقد واللوم على بعض التصرفات السلبية التي يقومون بها في حياتهم اليومية، وقد يستفيدون من ذلك ويعالجون سلبياتهم، أما صغار السن من أبنائنا وبناتنا فإن الثناء والتشجيع أفضل لهم من اللوم والنقد والتأنيب المباشر؛ لأن الثناء يغرس في نفوسهم الثقة ويشعرهم بالرضا عن النفس ويزيل التوتر والرهبة من نفوسهم.. بذلك تتولد لديهم القدرة على الإنجاز وهذا الجيل رغم ما توفر له من إمكانيات وأدوات النجاح التي لم تتوفر للأجيال السابقة إلا أنه جيل يعاني أشد ما تكون المعاناة من الإحباط والتردد في كل أموره الظاهرة والباطنة، وكثير الخوف من الفشل في أي خطوة يخطوها لتفسيراته الخاطئة للحياة ونقده الجارح مباشرة قد يسبب له شعوراً بالإحباط والفشل في كل ما يقوم به، لذا من وجهة نظري يجب تعزيز الجوانب القوية والمميزة عنده بدلاً من انتقاد نقاط ضعفه وإبرازها وخاصة أمام الآخرين. وأن يتم توجيه الأبناء باللين والرفق لا بالشدة، وأن نكون رحماء بهم وقدوة حسنة ينظرون إلينا نظرة الحب والاحترام وليجدوا فينا لمسات الأبوة الحانية وأن نسقيهم من نبع الحنان والمحبة.. الثناء والتشجيع أفضل للصغار من النقد والتأنيب. والأسلوب اللطيف وعدم التجريح أفضل عند مناقشة الكبار وانتقادهم.. وهناك فرق بين النقد والانتقاد وقد لا يُفرّق بينهما الكثير من الناس النقد البناء تعديل المسار من الاعوجاج إلى الأفضل أو الحرص على عدم الخوض في الخطأ أو التنبيه لكارثة قد تُرتكب والمهم في النقد أنه يحمل الصفة الإيجابية من غير أن يترك المنتقد أثراً بغيضاً في النفوس من الإهانة أو التعمد للتجريح الصريح أو التلويح له بأي طريقة من الطرق فذلك يصبح انتقاداً.