حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن الخطوات التي ستتخذها موسكو ردا على العقوبات الغربية ضدها قد تكون «مؤلمة جدا». وأشار مدير دائرة التعاون الاقتصادي في الخارجية الروسية دميتري بيريتشيفسكي في تصريح لوكالة «نوفوستي» الروسية ليل الثلاثاء/الأربعاء، إلى أن الجانب الروسي «لم يتخذ بعد إجراءاته بكامل قوته». وأضاف أنه «من الواضح أن الدول الغربية ترهق اقتصادها ومواطنيها بالخطوات المعادية لروسيا»، مضيفا أنه «ليس ذنب روسيا أن الأوروبيين قد يواجهون شتاء بدون تدفئة وحر الصيف بدون مكيفات الهواء». واعتبر أن العقوبات ضد بلاده ترتد على الاقتصادات الغربية، مضيفا: «ومع ذلك نحتفظ بالحق في تشديد إجراءاتنا الخاصة. ونحن لا نعلق تقليديا على طبيعتها المحتملة، والحكومة الروسية تدرس الخطوات في هذا الشأن. والقيود الغربية حساسة بالنسبة للاقتصاد الروسي، لكن إجراءاتنا التي سنتخذها ردا عليها قد تكون مؤلمة جدا». في السياق اجتمع وفود عسكرية روسية وأوكرانية وتركية مع مسؤولين بالأممالمتحدة في إسطنبول الأربعاء لإجراء محادثات بخصوص اتفاق محتمل لاستئناف الصادرات الآمنة للحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا الرئيسي على البحر الأسود وسط تفاقم أزمة الغذاء العالمية. وتعمل تركيا مع الأممالمتحدة للتوسط في اتفاق بعد ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة. وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الثلاثاء عن إجراء هذه المحادثات. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحفيين «نعمل بجد بالفعل لكن لا يزال أمامنا طريق نقطعه. كثيرون يتحدثون عن ذلك. ونحن نفضل أن نحاول وننجز المهمة». ويقول دبلوماسيون إن تفاصيل الخطة التي يتم مناقشتها تشمل سفنا أوكرانية توجه سفن الحبوب داخل وخارج مياه الموانئ الملغومة، وأن توافق روسيا على هدنة أثناء نقل الشحنات بينما تقوم تركيا، بدعم من الأممالمتحدة، بتفتيش السفن لتهدئة مخاوف روسيا من تهريب أسلحة. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن بيوتر إليتشيف، مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الروسية، قوله إن روسيا تريد ضبط وتفتيش السفن لاستبعاد «تهريب الأسلحة». وأضاف أن روسيا على استعداد لتسهيل إبحار السفن التجارية الأجنبية لتصدير الحبوب الأوكرانية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر دبلوماسي آخر قوله إن مطالب روسيا تشمل إزالة «العقبات أمام الصادرات» والتي وضعتها العقوبات الغربية. وأضاف مصدر الوكالة «هناك عقبات أمام الجانب الروسي فيما يتعلق بتأمين السفن والخدمات اللوجستية وخدمات النقل والعمليات المصرفية بسبب العقوبات المفروضة». وتواصل روسيا تصدير الحبوب منذ بدء الحرب، لكن هناك نقصا في السفن الكبيرة إذ يخشى العديد من مالكيها إرسالها إلى المنطقة. كما أن تكلفة الشحن والتأمين زادت بشكل حاد. وأثارت أوكرانيا الثلاثاء الآمال في زيادة صادرات الحبوب، مشيرة إلى أن السفن بدأت في المرور عبر مصب مهم لنهر الدانوب. وتفرض روسيا على أوكرانيا وقف التصدير عن طريق البحر الأسود بسبب الألغام البحرية التي تضعها أوكرانيا وبالتالي علقت عشرات السفن، كما علق أكثر من 20 مليون طن من الحبوب في صوامع بأوديسا. ويحصد المزارعون في البلدين حاليا محصول القمح الخاص بعام 2022. وعادة ما تكون الفترة بين يوليو ونوفمبر هي الأكثر ازدحاما بالنسبة للتجار لشحن المحصول الجديد من البلدين. والمحصول القادم عُرضة للخطر إذ تعاني أوكرانيا حاليا من نقص في مساحة التخزين بسبب توقف الصادرات.