لاتزال مساعي وقف الحرب وحلحلة الأزمة بين روسياوأوكرانيا تراوح مكانها على الرغم من مرور نحو 140 يوماً على العملية الروسية التي انطلقت في 24 فبراير الماضي. وبلغت حصيلة الضحايا أكثر من 5 آلاف قتيل مدني و6520 جريحاً، فضلاً عن تشريد ملايين اللاجئين والنازحين، بحسب ما أعلن مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان اليوم (الأربعاء). وفي مواجهة ارتفاع الأسعار وتناقص النفط الروسي في الأسواق، يسعى العالم لتعويض خسائره بسبب ارتفاع الأسعار وشح المعروض. وعلى جانب آخر تسعى موسكو أيضاً لتعويض خسائرها الناتجة عن العقوبات، فما خطة الأطراف المختلفة لمواجهة الأزمة التي لا تبدو لها نهاية قريباً. على الصعيد الميداني، أفادت تقارير إعلامية أمريكية بهدوء على جبهات القتال، وتحدثت عن أن روسيا ربما تخفف مؤقتاً هجومها في شرق أوكرانيا، إذ يحاول الجيش إعادة تجميع قواته لشن هجوم كبير -تأمل أن يكون حاسماً- في عملياته الفترة القادمة. وحققت موسكو نجاحات ميدانية بالفترة الأخيرة على صعيد القتال فى أوكرانيا، وبدت سيطرة جيشها الكاملة على مدينة ليسيتشانسك الأوكرانية أمراً مفروغاً منه، ورفرفت الأعلام السوفيتية وانسحبت القوات الأوكرانية. ومع غياب وساطة قوية تنهي الحرب بين روسياوأوكرانيا تركز الجهود الدولية حالياً على فتح المجال لتصدير الحبوب الأوكرانية، وأعلنت كييف أمس (الثلاثاء) أن 16 سفينة عبرت ممر بيستر الذي أعيد افتتاحه حديثاً في نهر الدانوب خلال الأيام الأربعة الماضية وأن إعادة فتح هذا الممر خطوة مهمة لتعجيل صادرات الحبوب. في غضون ذلك، تجتمع وفود عسكرية روسية وأوكرانية وتركية مع مسؤولين بالأممالمتحدة في إسطنبول اليوم، لإجراء محادثات بخصوص اتفاق محتمل لاستئناف الصادرات الآمنة للحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا الرئيسي على البحر الأسود مع تفاقم أزمة الغذاء العالمية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحفيين «نعمل بجد بالفعل لكن لا يزال أمامنا طريق نقطعه. كثيرون يتحدثون عن ذلك. ونحن نفضل أن نحاول وننجز المهمة». فيما يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان محادثات ثنائية على هامش قمة في طهران مقررة الأسبوع القادم. وتحدث دبلوماسيون عن تفاصيل الخطة قيد المناقشة وتشمل سفناً أوكرانية توجه سفن الحبوب داخل وخارج مياه الموانئ الملغومة، وأن توافق روسيا على هدنة أثناء نقل الشحنات بينما تقوم تركيا، بدعم من الأممالمتحدة، بتفتيش السفن لتهدئة مخاوف روسيا من تهريب أسلحة. وأثارت أوكرانيا (الثلاثاء) الآمال في زيادة صادرات الحبوب على الرغم من الحصار الروسي لموانئ البحر الأسود، مشيرة إلى أن السفن بدأت في المرور عبر مصب مهم لنهر الدانوب. وأوقفت الحرب الصادرات وبالتالي علقت عشرات السفن، كما علق أكثر من 20 مليون طن من الحبوب في صوامع بأوديسا.