نددت موسكو أمس الاثنين بالإجراءات التي اتخذتها عدة دول أوروبية، واصفةً تلك الخطوات بأنها "عدائية". حيث أُجبر على إثرها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على إلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى صربيا، بسبب إغلاق الدول المجاورة لمجالاتها الجوية أمامه. وقال الناطق باسم الكرملين إن "أعمالا عدائية كهذه ضد بلادنا، يمكنها أن تتسبب بمشاكل عديدة بيننا"، وأشار إلى أن موسكو وبلغراد ستحافظان على تواصلهما. بدوره اعتبر لافروف أن ما حصل "ما كان من الممكن تخيّله"، وقال: إنه يمثل "حرمان دولة ذات سيادة من حق المضي قدما بسياستها الخارجية". وفي سياق آخر تعتزم الحكومة الروسية السماح للسفن التي تحمل إمدادات الحبوب، بالمغادرة من ميناء أوديسا الأوكراني، الأمر الذي يعني التخفيف من أثار القلق الدولي، من حدوث نقص واسع لإمدادات الأغذية حول العالم. ونقلت مصادر صحيفة إن القيادة الروسية اتفقت مع كييف وأنقرة، على خطة لخروج شحنات الحبوب من ميناء أوديسا الخاضع للحصار. ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية سيرجي لافروف إلى أنقرة بعد غداً الأربعاء، لإجراء محادثات بهذا الشأن، والإعلان رسميا عن خطة السماح بإخراج الحبوب من أوديسا. وفي هذا الصدد قالت وزارة الزراعة الأوكرانية، إن صادرات البلاد من الحبوب بلغت 47.2 مليون طن حتى الآن. وكانت أوكرانيا تصدر معظم سلعها عبر موانئ بحرية، لكن الغزو الروسي أجبرها على تصدير السلع والحبوب بواسطة السكك الحديدية، عبر حدودها الغربية، أو عبر موانئ أصغر على نهر الدانوب. في حين قال مسؤولون في قطاعي الزراعة والنقل، إن أوكرانيا تستهدف زيادة طاقتها التصديرية من موانئ نهر الدانوب، مما قد يسمح بشحن الحبوب لموانئ رومانيا على البحر الأسود. الى ذلك قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية: إن رئيس الوزراء بوريس جونسون والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، ناقشا أمس الاثنين في اتصال هاتفي، جهود إنهاء الحصار الروسي على صادرات الحبوب الأوكرانية. وفي المقابل أكد مسؤول محلي في أكرانيا، إن موقف بلاده العسكري ساء قليلا في مدينة سيفيرودونيتسك بشرق البلاد، لكن قوات "كييف" دافعت بضراوة عن مواقعها في المنطقة الصناعية، مع احتدام القتال هناك، وأنها تحاول الصمود بعد أن استعادت أجزاء من المدينة المحاصرة في مقاطعة لوجانسك، حيث ركزت القوات الروسية هجومها على قلب منطقة دونباس في شرق البلاد. كما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الاثنين، إن روسيا مهتمة بإجراء محادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة، حول الأسلحة النووية، ولكن ليس في الوقت الحالي. وأضاف: "نحن مهتمون ونعتقد أن المفاوضات والمناقشات المستمرة مطلوبة مع الأخذ في الاعتبار التحولات الكبرى التي يشهدها العالم بأسره". في حين رفض السفير الأميركي في موسكو جون جيه سوليفان، اغلاق السفارة الأميركية في موسكو، رغم الأزمة التي أشعلتها الحرب في أوكرانيا، وقال أنه من الضروري أن تستمر أكبر دولتين نوويتين في العالم في التحدث معا.