قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء إن الجيش الروسي "حرر بالكامل" المناطق السكنية في مدينة سيفيرودونتسك في شرق أوكرانيا التي تتركز فيها المعارك الدائرة في المنطقة. وقال في تصريح موجز بثه التلفزيون "تم تحرير مناطق سيفيرودونتسك السكنية بالكامل... وتستمر السيطرة على منطقتها الصناعية والبلدات المجاورة". بحسب وزير الدفاع الذي باتت إطلالاته نادرة منذ بدء الهجوم الروسي في اوكرانيا، فان موسكو تسيطر حاليا على 97% من منطقة لوغانسك الأوكرانية التي تقع سيفيرودنتسك ضمنها. وقال "تم تحرير مدينتي ليمان وسفياتوغيرسك وكذلك 15 مدينة أخرى". اذا تأكد الأمر ستكون السيطرة على هاتين المدينتين مهمة لأنها ستتيح إزالة آخر عقبة نحو مدينة سلوفيانسك الرمزية ونحو كراماتورسك عاصمة منطقة دونيتسك الخاضعة لسيطرة أوكرانيا. من جانب آخر، بحسب شويغو فان "126 عسكريا أوكرانيا استسلموا في خمسة أيام" للقوات الروسية وهناك 6489 في الأسر منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير. * مقايضة بالقمح - المعركة الكبرى الأخرى، الاقتصادية هذه المرة، هي تلك الدائرة حول موارد القمح الأوكرانية. وقد اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين موسكو بممارسة "ابتزاز" مقابل رفع العقوبات الدولية من خلال منع صادرات القمح الأوكرانية. من جانب آخر اعتبر أن التقارير التي تفيد بأن روسيا "تسرق" الحبوب الأوكرانية "موثوقة"، معتبرا أن هدفها من ذلك "بيعها للربح منها". وأضاف بلينكن في مؤتمر افتراضي لوزارته حول التداعيات الغذائية للنزاع أن أزمة قطاع الحبوب "متعمدة". وأكد الوزير الأميركي أن موسكو بدأت أيضًا تحتفظ بصادراتها الغذائية بعدما فرضت "حصارًا بحريًا في البحر الأسود يمنع نقل المحاصيل الأوكرانية" حول العالم. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن واشنطن حذّرت 14 دولة معظمها في إفريقيا في منتصف مايو من أن سفن شحن روسية تحمل "حبوبا أوكرانية مسروقة". وأشار أنتوني بلينكن إلى هذا المقال من الصحيفة الأميركية من دون أن يؤكد بشكل مباشر التنبيه الموجه إلى الدول الإفريقية. كذلك اتهم السفير الأوكراني في أنقرةروسيا الجمعة ب"سرقة" وتصدير الحبوب الأوكرانية ولا سيما إلى تركيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين "من المهم بالنسبة الينا ان نكون جاهزين لتصدير حبوبنا. روسيا تقول ان النقص الغذائي من مسؤولية اوكرانيا، هذا أمر خاطئ". وأضاف ان 20 إلى 25 مليون طن من الحبوب عالقة حاليا في أوكرانيا بسبب الحرب، وقد تزداد كميتها ثلاث مرات بحلول الخريف على ما أكد. قال "نحن بحاجة إلى ممرات بحرية ونناقش ذلك مع تركيا والمملكة المتحدة" وكذلك مع الأممالمتحدة. وروسياوأوكرانيا قوتان كبريان في مجال انتاج الحبوب وتمثلان معا 30 بالمئة من صادرات القمح العالمية التي تسببت الحرب في ارتفاع أسعارها. * البحر الأسود - في البحر الأسود، أكد الجيش الأوكراني الاثنين انه صد الى حد كبير الاسطول الروسي الى اكثر من مئة كلم من سواحله كما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية. في موسكو، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته الدول الغربية من تسليم أسلحة بعيدة المدى الى كييف. لكن هذا لم يمنع لندن من الاعلان عن تسليم قاذفات صواريخ من نوع "ام 270 ام ال ار اس" التي يبلغ مداها 80 كلم، التي تكمل هيمار بنفس المدى التي وعدت بها واشنطن الأسبوع الماضي. يؤكد الخبراء العسكريون أن هذا المدى يفوق بشكل طفيف مدى الانظمة الروسية المماثلة، ما سيتيح للقوات الأوكرانية ضرب المدفعية المقابلة مع البقاء خارج نطاق ان تصاب. من جانب آخر طالبت الولاياتالمتحدة وأوروبا روسيا بوقف أعمال العنف الجنسية المفترضة التي قد يكون يرتكبها جيشها والقوات التابعة له في أوكرانيا، فيما نددت موسكو باتهامات لا أساس لها وذلك خلال اجتماع في مجلس الأمن الدولي. واتهمت الولاياتالمتحدة الاثنين أيضا روسيا بمحاولة "ترهيب" المراسلين الأميركيين العاملين في موسكو بعد استدعائهم من قبل الخارجية الروسية وتهديدهم بأعمال انتقامية بسبب العقوبات التي تفرضها واشنطن. في هذا الوقت، في كييف يتهافت الأوكرانيون لمشاهدة الخوذات وحصص الإعاشة والصواريخ التي تم العثور عليها بعد انسحاب الجيش الروسي من المناطق المحتلة وعرضها في معرض بعنوان "أوكرانيا - صلب". وقال يوري سافتشوك لوكالة فرانس برس "هنا يمكن أن نلمس الحرب، وهذا هو الهدف إثارة صدمة لدى الناس لكي يعلموا ما يحصل". من جهة أخرى، رفضت أوكرانيا زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الى محطة زابوريجيا النووية (جنوب) طالما يحتلها الروس كما أعلنت الشركة الأوكرانية المشغلة للمحطات النووية الثلاثاء. وكتبت شركة Energoatom على تلغرام أن "أوكرانيا لم توجه دعوة الى غروسي لزيارة محطة زابوريجيا ورفضت في السابق قيامه بمثل هذه الزيارة. ان زيارة المحطة لن تصبح ممكنة إلا حين تستعيد أوكرانيا السيطرة على الموقع". ذكر غروسي في تغريدة الاثنين أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستعد لإرسال بعثة خبراء إلى محطة زابوريجيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا، وتحتلها القوات الروسية بعد قليل من بداية غزو أوكرانيا في 24 فبراير، مؤكدا أن أوكرانيا "طلبت" ذلك. وشجبت Energoatom قائلة "المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يكذب مرة أخرى". واضافت "نعتبر هذا الإعلان بمثابة محاولة جديدة للوصول إلى محطة زابوريجيا لإضفاء الشرعية على وجود محتليها والموافقة على أفعالهم".