أشرعت مدينة النبي صلى الله عليه وسلم أبوابها لاستقبال ضيوف الرحمن إيذانا بانطلاق موسم الحج الأول بعد عامين من الجائحة التي فرضت قيودا عالمية صارمة، وفي مطار المدينةالمنورة تبدأ الرحلة الإيمانية وتتجلى مشاهد فياضة عميقة ترافق القادمين لأداء المناسك وهم يغالبون دموع الشوق والفرح، للبلدة الطيبة الطاهرة التي تحمل بين جنباتها تاريخا عريقا، وتراثا روحيا متضوعا بسكنى الرسول الأكرم، فما أن يصل الزائر للمسجد النبوي حتى يحث الخطى نحو البقعة المقدسة والروضة الشريفة التي لا تخلو من قائم وساجد ومتضرع ومبتهل إلى الله عز وجل، وإلى المواجهة الشريفة حيث زيارة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام وصاحبيه الصديق والفاروق رضوان الله عليهما، وكأنهم يستحضرون مناجاة شاعر المدينة محمد الخطراوي – رحمه الله - : ورحاب كأنها الجنة الخلد بأفيائها يطيب وجودي والمرايا في كل صوب صلاة وخشوع ومحفل للخلود أضواء من الخلود وعبق المجد، وعبير المحبة تأسر القلوب وتستهوي المهج، في مأرز الإيمان بجلالها وشموخها، مشاهد عظيمة في كل أجزاء المكان العظيم، روحانية وخشوع لا تصفها الحروف والكلمات تعيشها المدينةالمنورة على مدار العام وفي موسم الحج، يرويها الحرم الشريف ومسجد قباء وبقيع الغرقد ومزار سيد الشهداء وجبل أحد ووادي العقيق والخندق وبئر عثمان والكثير الكثير من الأماكن التي توقف الزمن عندها طويلا ليروي لكل زائر كيف استمدت الأرض قدسيتها من السماء، ليسطر للرعيل الأول أمجادا من التضحيات لنشر رسالة الإسلام والتسامح، كل ذلك تعكسه المدينة المباركة بغناها الروحاني ومآثرها الجليلة ومعالمها المكانية والحضارية لتخالج بعظمتها القلوب والأبدان، بمساجدها العتيقة وفضاءاتها ومتاحفها الثقافية ومزاراتها ومواقعها، يستنشق طهرها ويتفيأ ظلالها الحجيج والزوار، لتبقى تجليات المكان والزمان قصصا ملهمة للأجيال وتاريخا من الحب الإيماني الذي سرا في قلوب المسلمين منذ بعثة النبي الخاتم حتى اليوم. فرحة الحجاج بوصولهم إلى المدينة دموع الشوق والفرح استقبال حافل لضيوف الرحمن