تهفو نفوس الحجيج إلى المدينةالمنورة التي تحمل بين جنباتها تاريخاً عريقاً وتراثاً روحياً متضوعاً بسكنى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فكم أسرت من مهج وقلوب طالما اشتاقت للبلدة الطيبة الطاهرة، فما أن يصل الزائر للمسجد النبوي حتى يحث الخطى نحو البقعة المقدسة والروضة الشريفة التي لا تخلو من قائم وساجد ومتضرع ومبتهل إلى الله عز وجل، ففي الحديث الشريف: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، مشاهد إيمانية عظيمة في كل أجزاء المكان تتجلى في المواجهة الشريفة حيث زيارة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام وصاحبيه وخليفتيه الصديق والفاروق رضوان الله عليهما، أضواء من الخلود وعبق المجد وعبير المحبة تأسر القلوب وتستهوي المهج، في مأرز الإيمان بجلالها وشموخها. هذه البلدة الطيبة تشهد في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حراكاً تنموياً واقتصادياً واجتماعياً غير مسبوق بإشراف ومتابعة من سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان وسمو نائبه الأمير سعود بن خالد ما أحدث نقلة نوعية متسارعة في شتى القطاعات ومنها ما يرتبط بخدمة الحجاج والزوار، وفي مقدمة ذلك كله مشروعات التوسعة العملاقة للمسجد النبوي الشريف التي تعد الأكبر والأضخم بهدف رفع الطاقة الاستيعابية تأكيداً على حرص القيادة على العناية بالحرمين الشريفين وإعمارهما، إضافة لمحطة قطار الحرمين، والتي تعد واجهة حضارية تجسد العناية والرعاية الفائقة ضمن خمس محطات تم تشييدها لتيسير التنقل بين المدينتين المقدستين، والكثير من المشروعات والمبادرات ومنها مبادرة أنسنة المدينة التي حولت الأحياء العشوائية إلى تحف معمارية لتعزيز البعد الإنساني وتحسين الأحياء القديمة، وتقديم مختلف الخدمات، حماية لأصالة المكان وتنمية العمران وجودة خدمة الإنسان، كما تضم طيبة الطيبة معالم حضارية متعددة ومشروعات قائمة تستحضر مكانتها التاريخية والدينية العريقة. تضرع وخشوع إلى الله دعوات في مسجد خاتم الأنبياء والرسل تطييب الزوار والمصلين تحويل الأحياء العشوائية إلى تحف معمارية إقبال ولهفة ودعاء محطة قطار الحرمين