في الوقت الذي عارضت ألمانيا عقوبات الطاقة الروسية حيث صرح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن برلين لن تدعم حظر النفط والغاز الروسي، مشيرًا إلى الاضطرابات المدنية المحتملة في حالة ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، مع ارتفاع أسعار الكهرباء بالفعل بنسبة 130٪ على مدار العام، كثفت مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية والتجارية والمالية المشددة على روسيا التي من الممكن ان تعيق تقدمها وطغيانها الغاشم في غزو أوكرانيا حيث جمد القادة الغربيون أصول البنك المركزي الروسي، مما حد من قدرته على الوصول إلى 630 مليار دولار (2,4 ترليون ريال) من احتياطاتها بالدولار. وقال وزراء خارجية مجموعة الدول السبع والتي تتكون من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة وكذلك الولاياتالمتحدة والممثل السامي للاتحاد الأوروبي "فرضنا عدة حزم من العقوبات الاقتصادية والمالية بعيدة المدى. وسنواصل فرض المزيد من العقوبات الصارمة ردا على العدوان الروسي، الذي مكّنه نظام لوكاشينكا في بيلاروسيا". وأضافوا في بيان مكررين "إدانتنا الشديدة للحرب الروسية غير المبررة وغير المشروعة". وتضمن البيان مطالبة روسيا الفورية بوقف هجومها المستمر على أوكرانيا، والذي أثر على نحو كبير على السكان المدنيين ودمر البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. ودعوا روسيا إلى الوفاء بالتزاماتها في الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. وحثت الدول السبع روسيا على وقف هجماتها لاسيما في المنطقة المجاورة المباشرة لمحطة الطاقة النووية الأوكرانية. وإن أي هجوم مسلح أو تهديد ضد المنشآت النووية المخصصة للأغراض السلمية يشكل انتهاكا لمبادئ القانون الدولي. إلى ذلك تتجدد التكهنات حول مستقبل الطاقة الأوروبية، وخاصة حول إمداداتها من الغاز الطبيعي في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا، والتساؤلات هل يمكن للغاز الطبيعي المسال سد الفجوة إذا تم قطع إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا؟ والواقع يقول تحصل القارة على حوالي ربع طاقتها من الغاز من روسيا. وفي عام 2019 قدمت روسيا أكثر من 40٪ من هذا الغاز. ولم يذهب الغرب لوضع قيود على صادرات الغاز الروسي، على الرغم من أن ألمانيا علقت ترخيص نورد ستريم 2، وهو خط أنابيب مكتمل ولكن لم يتم تشغيله بعد بين روسياوألمانيا. واجمع محللو الطاقة الأوروبيون في مناقشة تلفزيونية على أنه ولو قطع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغاز عن الغرب، فسيكون أحد المصادر البديلة للطاقة هو الغاز الطبيعي المسال، والذي يتم نقله عادة عن طريق البحر. وإلى أي مدى يمكن أن يحل الغاز الطبيعي المسال عبر الأنابيب، بدلاً عن الغاز الروسي كمصدر للطاقة لأوروبا؟ في وقت تستخدم أوروبا بالفعل الكثير من الغاز الطبيعي المسال، فهي تشكل حوالي ربع واردات المنطقة من الغاز الطبيعي. ويمكن بالفعل لأوروبا معالجته اذ يتم تحويل الغاز الطبيعي أولاً إلى سائل ليتم نقله لمعامل ساحلية تعيده لحالته الغازية في محطته الأخيرة ومن ثم توزيعة إذ يمكن استخدامه لتدفئة المنازل وتزويدها بالطاقة. إن الاستثمارات الضخمة في مصانع إعادة تحويل الغاز إلى غاز تعني أن أوروبا لديها الكثير من الطاقة الخاملة. وعملت محطات الاستيراد في المنطقة بنسبة 45٪ من طاقتها العام الماضي. وعلى الرغم من عدم وجود كل هذه المحطات في المكان المناسب.، لا يوجد في ألمانيا محطات طرفية، بينما تمتلك إسبانيا ربع طاقة القارة، على الرغم من أن بنيتها التحتية للغاز معزولة إلى حد كبير عن بقية أوروبا.