تُجدد وزارة الثقافة للعام الثاني على التوالي جهودها في بث الحيوية والدافعية للمبدعين السعوديين من خلال مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية"، وتعلن عن رحلة تراكمية ومشروع استدامة في تحقيق نهضة طموحة من العطاء والتنافسية الملهمة بين الفاعلين في منظومة الثقافة تجسيداً وتطبيقاً للشعار الخاص بها والذي ينص على "إنتاج ثقافي يُحتفى به". تفاصيل مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية" توضح وتبرهن على الغايات وكيفية الوصول إلى نطاق أرحب وأوسع من الشكل التقليدي للجوائز، مفهوم يتبنى أسلوباً بعيد النظرة ومديد الأثر من خلال الأهداف التي تركز بنظرة شمولية متعددة الأوجه على كافة جوانب الأطراف الفاعلة والحاضرة ضمن فضاء حدود المبادرة، بداية من قيمة الاحتفاء والتكريم لأهم الإنجازات الثقافية الوطنية التي يتم تحقيقها في كل عام، تأكيداً على السير بمحاذاة الإبداع ملاحظة له فورية ودافعية نحو استمرارية المساهمة الدورية والحديثة فيه. ثاني الأهداف يتعلق بتشجيع وتحفيز الإنتاج الثقافي من خلال الدعم والتمكين المادي وغير المادي، وهو ما يسهم علاوة على الملاحظة في توفير الأدوات الممكنة والبيئة الجاذبة والمنتجة بجانبيها المادي عبر الجائزة المالية وغير المادي في الشعور بالنجاح والتفوق. والهدف الثالث المخصص لتسليط الضوء على المواهب الثقافية الوطنية وإبراز إنتاجها الثقافي محلياً ودولياً، يضمن جلب النور إلى حيز الموهبة المبدعة لتكون نموذجاً للعبقرية لمحاكاتها ونقلها خارج إطار عالمها الخاص إلى المجتمع والعالم تعريفاً بها وتباهياً بفرادتها وبصمتها وأحقيتها بالخلود. رابعاً تشجيع المشاركة المجتمعية بالتفاعل مع الساحة الثقافية من خلال متابعة مراحل الجوائز الثقافية، الأمر الذي ينقل الجمهور والمتلقي من الاستجابة إلى التأثير والتعبير عن انطباعاته وامتداد مساهمته في أنه عنصر أصيل من الحراك الثقافي وأول أشكال النقد وكل محيط الذائقة. أما الهدف الخامس فيأتي في بعد زماني ومدى يمس أبعد من الآن إلى ما مهد ووضع اللبنات من خلال تكريم رواد القطاع الثقافي وتقدير جهودهم المبذولة في خدمة قطاع الثقافة عبر مختلف الأجيال، بحيث أن تتشكل ذاكرة البهجة والامتنان من كل الذين كان لهم حظ السبق وبادرة اليقين بمكانة الثقافة وأن اليوم هو نتيجة الأمس وبشارة الغد. سادس الأهداف هو تحفيز القطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية لتبني وتطوير المواهب الثقافية من خلال برامج خاصة، مساحة مبتكرة في منح فرص للمشاركة وتوظيف الخبرات عند مختلف الجهات والاستثمار في الموهبة والحرفة ورعايتها والاستفادة منها. وتأتي مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الثانية بعد نجاح دورتها الأولى للاحتفاء بالإنجازات والإنتاجات الثقافية للأفراد والمجموعات والمؤسسات في مختلف القطاعات الثقافية، حيث تسعى المبادرة إلى تشجيع المحتوى والإنتاج الثقافي لخدمة القطاعات الثقافية الستة عشر، إلى جانب تقديمها للدعم المادي والمعنوي للفائزين، والمتمثل في دعم إنتاجهم الثقافي، والاحتفاء به إعلامياً ومجتمعياً، ومنحهم التمثيل الشرفي لإحدى القطاعات الثقافية في الفعاليات والمناسبات التي تعقد خلال العام، كما تسعى المبادرة إلى تحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030 في جوانبها الثقافية.