في مؤتمره الصحافي السنوي، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن ادارته تدرس إعادة تصنيف ميليشيا الحوثي اليمنية كمنظمة دولية ارهابية. وعن الحرب في اليمن، اعترف بايدن بأن وقفها هي مسألة في غاية التعقيد. وحول الملف "الأوكراني" قال بايدن أن روسيا تعتزم التوغّل في أوكرانيا، معترفاً بأن حلف الناتو منقسم وغير قادر على التوصّل إلى اتفاق موحّد للرد على التوغّل الروسي في أوكرانيا إذا كان توغّلاً محدوداً، كاشفاً عن إمكانية عدم قيام الغرب بأي تحرّكات ضد روسيا إذا ما قامت بتوغّل جزئي في البلاد. وفي تصريحات لقناة "CNN" الأمريكية، قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى، أن كلام الرئيس بايدن بدا وكأنه بمثابة ضوء أخضر لبوتين ليتوغّل في أوكرانيا بحسب رغبته. وأضاف المسؤول الأوكراني، "كييف مندهشة من هذه التصريحات التي لا تبدو مختلفة كثيراً عن مواقف ادارة ترمب تجاه التهديدات الروسية لأوكرانيا". وفي تصريحات لاحقة لمؤتمر بايدن الصحفي، أوضح البيت الأبيض بأن ما قصده الرئيس بايدن هو أن ردود الأفعال تجاه روسيا ستكون مخففة فقط في حال شنت روسيا هجوماً سيبرانياً أو هجوم "شبه عسكري". وقالت جين بساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، في بيان أعقب المؤتمر الصحفي لبايدن "الرئيس بايدن كان واضحا مع الرئيس الروسي، وإذا تحركت أي قوات عسكرية روسية عبر الحدود الأوكرانية ، فهذا غزو جديد، وسوف يقابل برد سريع وحاد وموحد من الولاياتالمتحدة وحلفائها." وعكست تصريحات الرئيس جو بايدن حالة الانقسام بين واشنطن وبعض العواصم الأوروبية حول تطبيق عقوبات اقتصادية على روسيا، لاسيما موقف ألمانيا المعارض لضغوطات متشددة على روسيا بسبب تشابك المصالح الاقتصادية لبرلين مع موسكو. وأثارت تصريحات الرئيس بايدن، وقبلها تصريحات وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، غضب فوري في كييف، حيث نقلت "CNN" عن دبلوماسيين أميركيين انزعاج كييف وتحرّك البيت الأبيض لإعادة تفسير تصريحات بايدن التي أظهرت موقفاً أميركياً ضعيفاً مع أوكرانيا التي تحتشد القوات الروسية على حدودها. وكان وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد طلب من الشعب الأوكراني، يوم الأربعاء، التحضّر لأيام قادمة صعبة للغاية، الأمر الذي أثار مخاوف كييف. ودافع الرئيس بايدن عن أداء إدارته خلال سنتها الأولى في البيت الأبيض، متّهماً الجمهوريين بإضاعة الوقت والابتعاد عن التقاليد "الجدية" في حكم البلاد. وقال بايدن إن الحزب الجمهوري لا يفعل شئ سوى معارضة قراراته، متّهماً الحزب بأنه "رهينة" لرجل خارج السلطة والحكم وهو دونالد ترمب. وأشار بايدن الى أن خمسة فقط من أعضاء الحزب الجمهوري أخبروه على انفراد بأنهم يتّفقوا معه، إلا أنّهم طلبوا عدم ذكر أسمائهم كي لا يخسروا في انتخابات التجديد النصفي. وتعهّد بايدن باتّباع نهج جديد في الحكم خلال العام الجديد، مشيراً الى أنه سيغادر واشنطن وسيزور الولايات لدعم مرشّحي الحزب الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر. وأضاف "سنجمع الكثير من الأموال لدعم مرشّحينا، وسأتحدّث للناس عمّا نقوم به، ولماذا هو مهم ومرتبط بهم". وقال بايدن إنّه يعتزم الترشّح لانتخابات 2024، وأنه سيتّخذ من كاملا هاريس نائبة له مرة أخرى. وبينما قتل فيروس كورونا حوالي 250 ألف أميركي منذ صيف 2024، قال بايدن أنّه كان على ادارته القيام بأداء أفضل فيما يتعلّق بمواجهة الفيروس، إلا أن يفعل الكثير الآن لتلافي تبعاته الصحية والاقتصادية. وطلب بايدن من الأميركيين الصبر على إدارته، لأنه لا يزال يرغب بتحقيق كل وعوده الانتخابية، والتي لا تزال تحتاج الى المزيد من الوقت مثل التوصّل إلى اتفاقية تجارية جديدة مع الصين، وتحقيق وعوده المتعلّقة بالمناخ، وزيادة حزم المساعدات الاجتماعية لذوي الدخل المحدود في أميركا.