ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، في إحاطة صحفية حضرتها "الرياض"، أن وزير خارجية الولاياتالمتحدة أنتوني بلينكن سيلتقي نظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف يوم الجمعة للبحث عن "أرضية مشتركة" تفضي إلى تجنّب الحرب في أوكرانيا. ويأتي لقاء بلينكن بلافروف بعد فشل الجولة الماضية من المحادثات في جنيف، حيث غادر بلينكن الولاياتالمتحدة مرة أخرى للقاء وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، والرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، قبل لقائه بلافروف الجمعة. وبحسب مسؤول وزارة الخارجية الأميركية، فإن اللقاء المرتقب بين بلينكن ولافروف الجمعة يؤكد بأن "فرص الدبلوماسية لم تمت بعد". مضيفاً "وزير الخارجية أنتوني بلينكن يتمسّك بالدبلوماسية لتجنّب الصراع في أوكرانيا، إلا أنه من السابق لأوانه معرفة إذا ما كانت روسيا مستعدة للتفاوض من جديد بحسن نية. من جانب آخر، أبلغ مسؤولون في الخارجية الأميركية شبكة "سي إن إن" استعداد واشنطن مساعدة أوكرانيا عسكرياً اذا فشلت السبل الدبلوماسية، مشيراً الى عزم بلاده تزويد الجيش الأوكراني بذخيرة إضافية، وقذائف مدفعية، وصواريخ جافلين المضادة للدبابات، وأنظمة صاروخية مضادة للطائرات، ستصل إلى أوكرانيا عبر حلف الناتو. وفي محطّته الأولى، برلين، سيحاول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، دفع نظيرته الألمانية، أنالينا بربوك، لمواقف متوافقة مع الموقف الأميركي، بما في ذلك التفاهم على فرض "عقوبات" مشتركة على روسيا في حال أقدمت على غزو أوكرانيا. وكان الجانب الألماني قد غرّد منفرداً، بعكس معظم دول حلف الناتو، حين أعلنت برلين قبل أيام عدم موافقتها على تسليم أوكرانيا أسلحة دفاعية، رغم ما تتعرّض له الحكومة الألمانية من انتقادات داخلية واسعة بسبب عدم تحرّكها لردع التحركات الروسية في اوروبا. وكان رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، دعا إلى تقديم مساعدات عتاد عسكري لأوكرانيا. وأوضح ألكسندر جراف لامبسدورف أن العتاد الذي يقصده هو ما يطلق عليه اسم "معدات غير حركية"، مثل السترات الواقية من الرصاص والخوذ والرادارات وأجهزة الرؤية الليلة. وفي المقابل، رفض لامبسدورف بشكل واضح توريد أسلحة لأوكرانيا، موضحا أنه يجد صعوبة في استخدام مصطلح الأسلحة الدفاعية، وقال إنه عند النظر إلى تاريخ النزاعات العسكرية، يمكن أن تستخدم هذه الأسلحة لأغراض أخرى. وقال لامبسدورف: "اتفاق الائتلاف الحاكم سارٍ، والقانون الألماني سارٍ.القانون الألماني أهم من اتفاقية الائتلاف بالنسبة لحزب موالٍ لسيادة القانون. قانون مراقبة الأسلحة الحربية وقانون التجارة الخارجية يحظران توريد أسلحة إلى مناطق التوتر أو مناطق الأزمات أو مناطق الحرب". وفي الوقت نفسه أشار لامبسدورف إلى أن أوكرانيا نفسها تنتج أسلحة، كما أنها مُصدرة للمعدات العسكرية. ومن المقرر أن يلتقي بلينكن في أوروبا ممثلين عن المملكة المتحدة، وفرنسا، وذلك وفقاً لنيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستوافق على طلب روسيا، الذي من شأنه تجنّب الحرب، وهو عقد "اتفاقية مكتوبة" تتعهّد من خلالها واشنطن بعدم ضم أي دول جديدة إلى حلف الناتو. وعلى الرّغم من التفاؤل الحذر بالجولة الجديدة من المفاوضات بين بلينكن ولافروف، أشارت معلومات استخباراتية أميركية الى أن روسيا قد تقدم على غزو أوكرانيا في أي لحظة. وبحسب "نيويورك تايمز" فإن روسيا بدأت بإخلاء سفارتها في العاصمة الأوكرانية، الأمر الذي قد يشير لصراع وشيك، إلا أن روسيا نفت هذه الأنباء وقالت أن سفارتها تعمل في كييف كما العادة. وبدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته لأوكرانيا الأربعاء إن حشد القوات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا يعني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكنه أن يأمر بالهجوم على أوكرانيا خلال وقت قصير. وأوضح بلينكن إنه يأمل بشدة أن تلتزم روسيا بالمسار السلمي والدبلوماسي عندما يذهب لمقابلة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في جنيف هذا الأسبوع لاستكمال المباحثات لنزع فتيل المواجهة بشأن وأوكرانيا. وأخبر بلينكن الدبلوماسيين في السفارة الأميركية في كييف "نعلم أن هناك خططا قائمة لزيادة أعداد هذه القوات (الروسية) بشكل أكبر خلال وقت قصير لاتخاذ المزيد من التدابير العدوانية ضد أوكرانيا".