كشفت مصادر أمريكية أن إدارة بايدن تدرس خيارات جديدة، بما في ذلك توفير المزيد من الأسلحة لأوكرانيا لمقاومة روسيا، في محاولة لرفع التكاليف على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا قرر غزو البلاد. وتعكس المناقشات، التي وصفتها مصادر متعددة مطلعة، شعوراً بالتشاؤم في الإدارة بعد المحادثات الدبلوماسية التي جرت الأسبوع الماضي مع المسؤولين الروس والتي لم تسفر عن اختراقات وسط استمرار روسيا في رفع مستويات قوتها في الأيام القليلة الماضية، بينما تقوم الولاياتالمتحدة بتقييم الخيارات لتعزيز قدرة القوات الأوكرانية على مقاومة العدوان الروسي محتمل. وقال مسؤول أمريكي كبير، وفقا لشبكة "CNN، إن ذلك يشمل احتمال تزويد الجيش الأوكراني بذخيرة إضافية ومدافع مورتر وصواريخ جافلين المضادة للدبابات وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات، والتي من المحتمل أن تأتي من حلفاء الناتو". وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن زيارته لأوكرانيا لتأكيد الالتزام الأمريكي تجاه أمنها وسيادتها، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بانتهاك سيادة الدول بدون مواجهة أي عقاب، معربا عن أمله في الحفاظ على المسار الدبلوماسي، لكنه عقب قائلا إن القرار يعود للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين . وأكد بلينكن خلال مؤتمر صحفي من العاصمة الأوكرانية كييف أمس (الأربعاء): "لا يجوز لروسيا التلويح بالقوة لتهديد سيادة دول مستقلة، فموسكو واصلت تهديداتها لأوكرانيا وحشدت المزيد من القوات على الحدود، وسنقدم لكييف مساعدات إضافية بهدف الدفاع عن نفسها، وعليها عدم إعطاء روسيا ذريعة للتدخل فيها". وأضاف: "روسيا اختلقت أزمة في القرم وشرق أوكرانيا لتقويض كييف، وتحاول بث الانقسامات داخل أوكرانيا لتقويض ديمقراطيتها. والولاياتالمتحدة تقف إلى جانب كييف ومستقبلها. لقد أجرينا سلسلة مشاورات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة الأوكرانية، ومستمرون بالعمل من أجل التوصل لحل سياسي". ووصل بلينكن، أمس، إلى أوكرانيا للتعبير عن دعم واشنطن لكييف، إذ تأتي زيارته وسط مخاوف عبرت عنها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون، بسبب حشد عشرات الآلاف من الجنود الروس داخل وقرب أوكرانيا. ويسعى وزير الخارجية الأمريكي إلى نزع فتيل أزمة مع موسكو بشأن أوكرانيا، إذ أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، على الضرورة الملحة لوقف التوتر، وقالت: "نحن الآن في مرحلة قد تشهد شن روسيا هجوما على أوكرانيا في أي وقت. ما سيفعله الوزير بلينكن هو التأكيد بوضوح شديد على أن هناك طريقاً دبلوماسياً يمكن السير فيه". وذكرت ساكي أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تسبب في الأزمة من خلال حشد 100 ألف جندي على طول الحدود مع أوكرانيا، مضيفة أن "الأمر متروك له، وللروس لتقرير ما إذا كان يتعين عليهم الغزو، ثم تحمل عواقب اقتصادية وخيمة". إلى ذلك، أعرب مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية، عن خشية الولاياتالمتحدة من احتمال أن يصبح تواجد القوات الروسية في بيلاروسيا لإجراء مناورات عسكرية دائما، وبالتالي يمهد لنشر أسلحة نووية روسية في هذا البلد المتاخم لأوكرانيا وبولندا. وتوجهت قوات عسكرية روسية إلى بيلاروسيا بعد إعلان الرئيس ألكسندر لوكاشينكو حليف موسكو الاثنين، أن البلدين سيجريان مناورات عسكرية مشتركة الشهر المقبل. وهذه الخطوة التي جاءت دون إشعار مسبق لدول المنطقة كما جرت العادة رفعت من مستوى التوتر مع الغرب الذي يخشى غزوا روسيا محتملا لأوكرانيا. وقال المسؤول إن حجم القوات الروسية التي تصل إلى موسكو "أبعد مما نتوقعه من مناورات عادية".