في أول خطاب متلفز له منذ أشهر، حذر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والراغب في العودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024، السبت من أنّ بقاء أميركا يعتمد على فوز الجمهوريين في الانتخابات البرلمانية العام المقبل. وألقى الرئيس السابق كلمته أمام نحو 1200 مدعو إلى مؤتمر الحزب الجمهوري في كارولاينا الشمالية. وخلال خطابه، تطرّق ترمب مجدّداً إلى فكرة الترشّح للرئاسة في 2024 الذي قال إنّه عام أتطلّع إليه بفارغ الصبر. وكرّر ترمب اتهاماته حول حدوث تزوير انتخابي واسع خلال الانتخابات الرئاسيّة في نوفمبر 2020. وقال ترمب الذي لم يعترف بانتصار خلفه الديموقراطي جو بايدن: إن "هذه الانتخابات ستدخل التاريخ باعتبارها جريمة القرن الكبرى". ولم يُلقِ الجمهوري دونالد ترمب أيّ خطاب متلفز منذ فبراير. وقد أعلقت حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي منذ السادس من يناير. وعلى الرغم من هذا الصمت، لا يزال ترمب يحظى بشعبية واسعة لدى الناخبين الجمهوريين، ويوزع في بيانات صحافية يومية دعمه الانتخابي لمرشحي حزبه، وانتقاداته اللاذعة لخصومه. وشدد ترمب على أن بقاء أميركا يعتمد على قدرتنا على انتخاب جمهوريين على جميع المستويات، بدءا بالانتخابات النصفية العام المقبل. ورسم ترمب صورة قاتمة لبداية ولاية بايدن، مشيرا إلى أن الهجرة غير الشرعية بلغت مستويات قياسية، وقال إن شركاتنا نُهِبت في هجمات إلكترونية أجنبية، وإن سعر البنزين ينفجر. واعتبر أنّ أميركا مُحتَقَرة ومُهانة على الساحة العالمية وتنحني للصين. ووسط تصفيق الحاضرين، تناول الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة مسائل شعبية رئيسية أخرى لدى الجمهوريين، مثل الدفاع عن الحق في حمل السلاح والتلقين العقائدي المفترض للأطفال في المدارس الحكومية في مجال العنصرية. وأفسح ترمب القريب جدا من عائلته، المجال لزوجة ابنه لارا ترمب التي أعلنت بعد أشهر من الشائعات، أنّها لن تترشّح لمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي. كما ندّد بالمدّعين العامّين المنتمين إلى اليسار المتطرّف في نيويورك حيث كانت كلّفت هيئة محلّفين كبرى هناك في مايو تحديد التُهم التي يمكن أن تُوجّه لترمب. ولم تتجرّأ سوى قلة من الجمهوريين على الانفصال عن ترمب. والسبب أن كثيرين منهم لا يزالون يرونه رصيدا ثمينا لحملة الانتخابات البرلمانية النصفية في نوفمبر 2022 والتي يأمل الجمهوريون خلالها في استعادة الأغلبية في الكونغرس. وهذا ما يجعل تأثيره غير مسبوق بين الرؤساء الأميركيين الذين هزموا بعد ولاية واحدة في البيت الأبيض. المرة المقبلة يعتبر كثير من الجمهوريين أن رسالة الحملة النصفية يجب أن تركز على انتقاد السياسات التي اتبعها خلفه الديموقراطي جو بايدن. لكن يبدو أن ترمب غير مستعد للتخلي عن نظريته التي فنّدتها المحاكم بأن انتخابات 2020 سُرقت منه. وأدلى ترمب الجمعة بتصريح قال فيه إنه في المرة المقبلة التي سيكون فيها في البيت الأبيض، لن يدعو رئيس فيسبوك مارك زاكربرغ لتناول العشاء، بعد أن علّق حسابه على الشبكة الاجتماعية لمدة عامين. لن يتمكن الرئيس السابق من العودة إلى فيسبوك إلا بعد تراجع المخاطر على سلامة الجمهور. وهاجم ترمب الذي منع أيضا من استخدام تويتر، السبت زاكربرغ. وقال لا يمكننا السماح لهذا النوع من الأفراد بقيادة بلدنا. أما بشأن العودة إلى موقع التواصل الاجتماعي، فأكد الرئيس السابق لست مهتما فعلا بذلك. كما شن ترمب هجوما حادا على خبير الأمراض المعدية الأميركي أنتوني فاوتشي بشأن تعامله مع وباء كورونا، وطالب الصين بتعويضات، وندد أيضا بتحقيق جار حاليا بخصوص مالياته، وذلك خلال مؤتمر بولاية نورث كارولاينا. ووصف ترمب فاوتشي بأنه ليس طبيبا عظيما لكنه خبير في الترويج وذلك لظهوره المتكرر في محطات تلفزيونية. وأضاف ترمب لقد كان مخطئا في كل القضايا تقريبا وفي ووهان والمختبر أيضا. وطالب ترمب الصين بدفع عشرة تريليونات دولار تعويضات للولايات المتحدة والعالم بسبب الفيروس، وقال إنه ينبغي لدول العالم أن تلغي ديونها المستحقة لبكين. وانتقد الرئيس الأميركي السابق تحقيقا جنائيا لمكتب النائب العام في نيويورك ووصفه بأنه أحدث محاولة من الديمقراطيين لإسقاطه. ويبحث التحقيق فيما إذا كانت مؤسسة ترمب قد قدمت تقارير زائفة عن ممتلكات عقارية للحصول على قروض ومزايا ضريبية واقتصادية.