ينظر شعبا المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان إلى زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى مسقط كخطوة في مسار متصل تأكيداً لأواصر الأخوة العميقة التي تربط بين البلدين الشقيقين. فبين المملكة والسلطنة وشائج الدم والجيرة والمحبة والمصير المشترك، فضلاً عما يربطهما من تنسيق سياسي ذي جذور راسخة على أعلى المستويات، وعضوية كليهما في مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وتأتي الزيارة استكمالاً وإنفاذاً لما أسفر عنه اللقاء الذي جرى بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والسلطان هيثم بن طارق، يحفظهما الله، في شهر يوليو من هذا العام 2021، حين قام جلالة السلطان هيثم بزيارته الأولى للمملكة، حيث أثمر لقاء الشقيقين عن اتفاقيات حول التعاون المشترك وسبل تطوير العلاقات في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، كما أثمرت عن اتفاق على تأسيس مجلس تنسيق سعودي عماني لتعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات. وبين المملكة والسلطنة جسر متين من العلاقات التجارية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الرياضومسقط خلال السنوات الست الأخيرة 58 مليار ريال. كما تحتل المملكة المرتبة السابعة ضمن الدول المصدرة لعمان، في حين تحتل عمان المرتبة 19 ضمن الدول المصدرة للسعودية، ورغم ذلك فإن القيادتين في البلدين الشقيقين تتطلعان إلى نقل هذه العلاقات لنطاق أرحب بحسب سعادة سفير المملكة في سلطنة عمان، عبدالله بن سعود العنزي، لا سيما بعد افتتاح منفذ الربع الخالي الذي سيحقق نقلة نوعية ويصبح رافدًا للنماء في كثير من المجالات بين البلدين. إن هذا المنفذ، منفذ الربع الخالي، هو الوحيد الذي يحمل نفس المسمى من الجانبين، ويكمل بتدشينه عقد ربط دول الخليج بمنافذ حدودية مع المملكة، إضافة إلى أنه قد تم ربطه مع طريق البطحاء-حرض الدولي بطويق بطول 600 كيلو وبتكلفه بلغت ملياري ريال. إنها زيارة سيكون لها ما بعدها من ثمار، في ظل أجواء تتطلب المزيد من التعاون والتلاحم بين الأشقاء، وفي ظل طموحات متنامية لقيادتي البلدين وشعبيهما لتكون العلاقات ذات أعلى مردود على المملكة وسلطنة عمان بإذن الله. حفظ الله قيادتي البلدين وشعبيهما، إنه سميع مجيب الدعاء.