أعلن مسؤول محلي بالمقاطعة المتضررة من الفيضانات في ولاية بافاريا الألمانية عن حالتي وفاة هناك. وقال المسؤول المحلي برنهارد كرن صباح الأحد في مؤتمر صحفي في منطقة باد رايشنهال: إن إحدى الضحيتين توفي جراء سبب طبيعي، ولكنه أشار إلى أنه من الممكن أن يرجع ذلك أيضاً إلى سوء الأحوال الجوية. يذكر أن مقاطعة "برشتسجادنر لاند" في ولاية بافاريا شهدت أمطاراً غزيرة السبت، ما تتسبب في فيضان نهر "أخه" هناك. وأضاف كرن أنه تم الاضطرار لنقل 130 شخصاً تقريباً من منازلهم إلى مكان آمن بسبب الفيضان في المقاطعة. وتابع إنه يتم الاستعانة حالياً ب890 شخصاً من قوات الإغاثة في المقاطعة، لافتاً إلى أن هناك حالياً كثير من الدعم من مناطق أخرى، موضحاً أن قوات المساعدة المحلية في حالة عمل مستمرة منذ مساء أمس السبت. وزارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس الناجين من فيضانات "القرن" التي تسببت بخراب في ألمانيا وأودت ب183 شخصاً على الأقل في هذا البلد وبلجيكا موقعة أضراراً جسيمة. بينما تتجه الفيضانات إلى الانحسار في المنطقة الأكثر تضرراً، يتدهور الوضع في الجنوب على الحدود بين ألمانياوالنمسا. وتمّ الإبلاغ عن فيضانات في هذه المنطقة بسبب الأمطار الغزيرة ما أدى إلى مصرع شخص في الجانب الألماني من الحدود، حسب ما أفادت الشرطة المحلية ليل السبت الأحد. وأُعلنت "خطة كارثة" في منطقة بيرشتسغادن وتمّ نشر مئات رجال الإطفاء. في النمسا، غمرت المياه المدينة القديمة في هالين وتمّت تعبئة فرق الإطفاء في منطقتي سالزبورغ وتيرول. في هذا السياق المتوتر، قررت المستشارة أن تلتقي في ولاية رينانيا بالاتينات (غرب) سكان شولد، القرية المنكوبة التي وُصفت بأنها "شهيدة" الفيضانات التي دمرتها بشكل شبه كامل في وسط الأسبوع. فيما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن عشرات الأشخاص المفقودين في ألمانياوبلجيكا، يُتوقع أن تعد ميركل بتقديم مساعدة من الدولة لإعادة البناء. ويتمّ إعداد خطة مساعدة حكومية ستصل قيمتها على الأرجح إلى مليارات اليورو. "كارثة" أكد الاتحاد الأوروبي أيضاً دعمه في مواجهة هذه الأحوال الجوية السيئة التي طالت أيضاً هولندا ولوكسمبورغ وسويسرا. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أثناء زيارة السبت إلى بلجيكا، "نحن الأوروبيين معكم من كلّ قلبنا في هذا الوقت الصعب". وتأثّر عشرات آلاف الألمان سواء من خلال تحطّم منازلهم أو انقطاع الكهرباء أو الغاز أو خطوط الهاتف، فضلاً عن الطرقات المدمّرة والجسور المنهارة والمدن التي تحوّلت إلى أنقاض. وقالت ميركل هذا الأسبوع أثناء زيارتها الولاياتالمتحدة "إنها كارثة حقيقية، إنني متأثرة بشدة". وتسببت الأمطار الغزيرة في وسط الأسبوع بشكل مفاجئ بفيضانات وصفها شهود عيان بأنها موجة "تسونامي". وهذه أكبر كارثة طبيعية في التاريخ الحديث للبلاد. وقال هانز ديتر فرانكن (65 عاماً) وهو من سكان بلدة شولد التي ستزورها ميركل، "انجرفت عربات مقطورة وسيارات واقتُلعت أشجار وتحطّمت منازل. نعيش هنا منذ أكثر من عشرين عاماً ولم نشهد أبداً أي شيء من هذا القبيل"، واصفاً المشهد بأنه "مثل الحرب". في بلجيكا المجاورة حيث أُعلن الثلاثاء يوم حداد وطني، قضى 27 شخصاً في هذا اليوم. واتخذت الفيضانات في ألمانيا منحى سياسياً قبل أكثر بقليل من شهرين من موعد الانتخابات التشريعية التي ستترك بعدها أنغيلا ميركل السلطة. وبات المرشحون يتنافسون عبر طرح اقتراحات لتعزيز مكافحة التغيّر المناخي الذي يُعتبر بالنسبة لعدد كبير من الخبراء سبب الفيضانات. إلا أن الأوفر حظاً لخلافة المستشارة، المحافظ أرمين لاشيت، ارتكب السبت هفوة مضرّة جداً لصورته، فظهر في مقطع فيديو يضحك أثناء مراسم تكريم رئيس الدولة لضحايا الفيضانات. كتبت صحيفة "بيلد" الشعبية ذات العدد الأكبر من القراء في ألمانيا، "لاشيت يضحك فيما البلاد تعاني". انتشر الفيديو بشكل واسع على الإنترنت ودفع الاستياء الوطني لاشيت إلى تقديم اعتذاره لتصرّفه "غير اللائق". اتخذ الجدل حيّزًا أكبر إذ إن لاشيت هو أيضاً رئيس إحدى المنطقتين الأكثر تضرراً من الفيضانات، ولاية رينانيا شمال فيستفاليا. في كافة المناطق المنكوبة، بدأ رجال الإطفاء والدفاع المدني والمسؤولون المحليون والعسكريون عمليات الكنس والتنظيف وإزالة أكوام الحطام الموحلة التي غالباً ما تغلق الطرقات. ويعمل أكثر من 22 ألف مسعف على الأرض. وقال ميكايل كوسيتورز في مدينة باد نوينار-أرفيلر المنكوبة "إنه سيناريو رعب". في مشهد غير مألوف على الإطلاق، تم نشر دبابات عسكرية في بعض الأماكن للمساعدة في الجهود. ويجري التفتيش في كافة أقبية المنازل وهياكل السيارات في مسعى للعثور على جثث، في ألمانيا كما في بلجيكا. وحذرت رئيسة بلدية لييج البلجيكية كريستين دوفرانيه بأنه مع انحسار المياه "سنواجه على الأرجح المزيد من الأوضاع الكارثية". انهيارات أرضية قال مسؤولون اليوم الأحد إن ما لا يقل عن 25 شخصاً لقوا حتفهم في ثلاث ضواحي في مومباي بالهند عندما انهارت عدة منازل بسبب الانهيارات الأرضية الناجمة عن هطول أمطار غزيرة. وعرض التلفزيون المحلي لقطات لرجال إنقاذ يستخدمون أياديهم في الحفر لانتشال الجثث. وقالت السلطات إن من المعتقد وجود المزيد من القتلى تحت الأنقاض. كما ظهر رجال الإنقاذ وهم يحملون المصابين عبر ممرات ضيقة. وقال المسؤولون إن السلطات سجلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وحتى الآن 11 واقعة لانهيار منازل أو جدران في منطقة مومباي. وأضاف المسؤولون أنه في أحد الأحياء انهارت نحو ستة أكواخ تقع عند قاعدة تل فوق بعضها. وقدم رئيس الوزراء ناريندرا مودي التعازي في تغريدة على تويتر وأعلن عن تقديم مساعدات للضحايا. وغمرت المياه عدة مناطق في المدينة بعد هطول أمطار غزيرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وتعطلت خدمات قطارات الضواحي ما أدى إلى توقف الحياة في العاصمة المالية للهند. وقالت هيئة الأرصاد الجوية الأحد إن من المتوقع هطول أمطار غزيرة على مومباي وساحل ولاية ماهاراشترا الصناعية خلال الأيام الأربعة المقبلة.