طرق الحج قديمًا كانت متعسرة، والحاج يجد فيها العناء والمشقة والمخاطرة ، جراء ما يلاقيه من مصاعب وعثرات تحول دون إكمال مسيرته إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة إلى أن قام الملك عبد العزيز - رحمه الله - بتوحيد المملكة، حيث عمل على تأمين طرق ومسالك الحج حتى أصبح الحج منسكَا آمنَا ، يؤدي فيها الحجيج شعيرتهم بكل سهولة واطمئنان، وسار أبناؤه الملوك البررة من بعده في تأمين طرق ومسالك الحج ، ومن ضمن ذلك إنشاء الطرق المتطورة ومنها طريق المشاة بالمشاعر المقدسة. ويمتد طريق المشاة بالمشاعر المقدسة من مشعر عرفات وحتى مشعر منى مرورا بمزدلفة خدمة لحجاج بيت الله الحرام خلال تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة و مكةالمكرمة وصولاً لبيت الله الحرام ، ويتضمن الطريق خطوط مشاة هي من أطول خطوط المشاة على مستوى العالم ومن أحدثها في المواصفات والخدمات. وصمم المشروع بأفضل المعايير العالمية التي تضمن الاستفادة منه بالشكل المطلوب في أثناء تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، وتم تنفيذ الطريق وتصميمه مع وضع اللمسات الجمالية والفنية وفق أعلى المعايير الهندسية التي تضمن الاستفادة منه بالشكل المطلوب حيث شَمِلَ تنفيذ الطريق أربعة مسارات بإجمالي أطوال تزيد على 25كيلومترًا ، وهو بذلك يُعد من أطول طرق المشاة في العالم؛ حيث بلغ طول الطريق الأول 5100 متر طولي ، والثاني 7580 مترًا طوليًّا ، والثالث 7556 مترًا طوليًّا ، والرابع 4620 مترًا طوليًّا، وشملت هذه المسارات تركيب بلاط «إنترلوك» بما يعادل 500 ألف متر مربع، ووضع 500 من الحواجز الخرسانية وتركيب 1000 كرسي لاستراحة الحجاج، وتيسرًا لحركة الحجيج تم تركيب مظلات لوقايتهم من حرارة الشمس العالية، بالإضافة إلى أعمدة الرذاذ لتلطيف الأجواء الساخنة. ويشتمل الطريق على 57 لوحة إرشادية، وأكثر من 400 عمود إنارة عالية التقنية، إضافة إلى 810 فوانيس اللد، و25 برج إنارة بارتفاع 30 مترًا، و100 فانوس بقوة 100 واط، كما تم تركيب أكثر من 400 سلة نفايات على جانبي الطريق، وروعي في تنفيذ الممر تجانس الألوان إضافة إلى انسيابية الحركة لتسهيل عبور العربات، كما يشتمل الطريق على ممر خاص للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تيسير أداء الحجاج لنسكهم، ومساعدتهم على التنقل في منطقة المشاعر المقدسة دون أي صعوبات أو مخاطر تهدد سلامتهم. ويهدف المشروع إلى تأمين الراحة والأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام أثناء تنقلهم بين المشاعر المقدسة "عرفات - مزدلفة –منى"، حيث تم خلال المشروع رصف الطريق بالكامل، وتركيب كراسي على جانبي الطريق من أجل تأمين راحة الحجاج، وتركيب مظلات لوقاية الحجاج من أشعة الشمس، ووضع حواجز خرسانية كروية لمنع دخول المركبات إلى طريق المشاة، كما تم إنارة الطريق بواسطة أعمدة عالية التقنية، وكشافات اللد التي تتميز بشدة إضاءتها وقلة تكاليفها مقارنة بالإنارة العادية، مع قلة انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة. كما نفذت أمانة العاصمة المقدسة مشروع طلاء الإسفلت الخافض للحرارة بطرق المشاة بالمشاعر المقدسة في مرحلته الأولى طلاء طريق المشاة بمشعر منى المؤدي إلى جسر الجمرات بمساحة إجمالية بلغت 3500 م2 تقريباً، للإسهام في تخفيض درجات الحرارة ولخدمة ضيوف الرحمن. يذكر أن المشروع يطبق تجربة تخفيض درجات حرارة سطح الممشى بمنطقة الشعيبين وإمكانية التوسع لتشمل ساحات جسر الجمرات وتغطية عدد من طرق المشاة بالمشاعر المقدسة، كما سيسهم مشروع الطلاء في تخفيض درجات الحرارة من 20 إلى 15 درجة مئوية، حيث يتم تسجيل درجات الحرارة كل 10 ثواني خلال مواسم الحج من خلال الحساسات التي تم وضعها تحت الإسفلت.