فُجعتُ مساء يوم الثلاثاء 27 / 10 / 1442 بخبر وقع عليّ كالصاعقة، وقفت أمامه بين مصدق وغير مصدق من تأثير الخبر، ولكن لا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إيماناً بقضاء الله وقدره، وأنّ الموت حق (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ). لقد تلقيت خبر وفاة الأخ والصديق معالي المستشار المشرف العام على مكتب سمو أمير منطقة الرياض الأستاذ سحمي بن شويمي الدوسري - رحمه الله - ذلك الرجل الذي تربطني به علاقة عمل وأخوّة، كانت علاقتي معه - يرحمه الله - منذ سنوات طويلة من خلال عملي في وزارة النقل "المواصلات سابقاً" وبحكم طبيعة العمل وما تتطلبه من تنسيق وتشاور مع الإمارة فقد عرفت فيه الإخلاص وحب الوطن وولاة الأمر. فقد كان - يرحمه الله - مخلصاً في أداء أعماله بشوشاً مع كل من يقابله يساعد كل من يحتاج مساعدة وكان لا يبخل بجاهه على أحد. لذلك أحبه الكثيرون لبساطته وطيب معشره وصدق تعامله. كان أبو تركي - يرحمه الله - ذا خلق رفيع وبشاشة وجه ورحابة صدر، يقود دفة العمل بروح الفريق الواحد، الجميع معه أخ وزميل وليس رئيس ومرؤوس. خلال عقود من الزمن أثناء عمله في إمارة منطقة الرياض حيث تدرج في العديد من المناصب حتى تولى مسؤولية الإشراف العام على مكتب سمو أمير منطقة الرياض، عاصر العديد من أصحاب السمو الملكي الأمراء - أمراء منطقة الرياض - وكان يعمل مع الجميع بتفانٍ وإخلاص، يتمتع بشخصية وسمة واحدة شعارها (الإخلاص في العمل وأداء الأمانة على الوجه الأكمل). من يعرف سحمي - رحمة الله عليه -، يدرك حقيقة الإخلاص والإنجاز بدون كلل أو ملل كان بالنسبة لزملائه مدرسة تعليم للحياة وللعمل وللوفاء، بوفاته فقدنا أخاً وصديقاً ورجلاً كان للوفاء عنوان، رحم الله سحمي بن شويمي الدوسري، والعزاء لأسرته الكريمة، وعزائي لابنه الغالي تركي وبناته ووالدتهم وإخوانه برجس وسلمان ومناحي وتركي، سائلاً الله له المغفرة وأن يسكنه فسيح جناته. "إنا لله وإنا إليه راجعون" م. عبدالله بن عبدالرحمن المقبل م. عبدالله بن عبدالرحمن المقبل